وَزارة الصّحة تُصدر دليلا حول كيفية العدوى بمرض “جُدري القرود” و سُبُل الوقاية منه (وثائق)

كشفت وزارة الصحة والحماية الإجتماعية مجموعة من المعطيات بخصوص مرض جُدري القرود الذي أصبح ينتشر بين مواطني عدد من الدول، داعية المواطنين المغاربة إلى الإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها أو محتملة من أجل عرضها على التشخيص الطبي.

وقالت وزارة الصحة في دليل للتوعية، إن مرض جدري القرود هو مرض ناشئ، يُعرف بأنه أهم عدوى بفيروس أورثوبوكس في البشر في حقبة ما بعد استئصال الجدري. عرف بشكل رئيسي في مناطق الغابات الاستوائية في وسط وغرب إفريقيا، مع تصدير حالات عرضية إلى الخارج.

وكشف الدليل الذي إطلعت عليه “آشكاين”، أن مرض جُدري القرود يمكن أن ينتقل من حيوان إلى إنسان (حيواني المصدر) من خلال الإتصال المباشر بالدم، أو سوائل الجسم، أو آفات الجلد أو الأغشية المخاطية للحيوانات المصابة: السناجب، الجرذان المسلوقة في غامبيا، الزهور و أنواع مختلفة من القرود وغيرها.

كما يمكن أن ينجم انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان عبر الإتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي أو الآفات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثًا، في حين يتطلب انتقال الرذاذ التنفسي عادةً الاتصال المباشر وجهاً لوجه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعريض العاملين الصحيين وأفراد الأسرة نفسها.

وسجل دليل وزارة الصحة، تتشابه أعراض مرض جُدري القرود مع تلك التي لوحظت في الماضي لدى مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل حدة من الناحية السريرية، مشيرا إلى أن فترة الحضانة تتراوح ما بين 6 إلى 13 يومًا بشكل عام؛ ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يومًا.

وتنقسم فترة الإصابة بهذا المرض إلى مرحلتين، تعرف الأولى بمجموعة من الأعراض من قبيل الحمى، صداع شديد، تضخم العقد اللمفية، آلام الظهر، آلام عضلية وهن شديد. في ما تشهد الثانية، طفحا جلديا يبدأ عادة في غضون 3 أيام من بداية الحمى، يميل إلى أن يكون أكثر تركيزًا على الوجه والأطراف بدلاً من الجذع.

ويؤكد المصدر ذاته، أن هذا المرض ركّـــز على وجه ٪95 من الحالات المصابة، وراحتي اليدين وباطن القدمين لـ٪75 من الحالات، والأغشية المخاطية للفم لـ٪70٪، والأعضاء التناسلية لـ٪30٪ من الحالات المصابة، مشيرا إلى أن هذا الطفح الجلدي يتطور بالتتابع من لطاخات إلى حويصلات و بثور ثم قشور تجف وتتساقط.

وفي ما يتعلق بعلاج هذا العلاج، فقد أظهرت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة، بحسب دليل وزارة الصحة، أن التطعيم ضد الجدري فعال بنسبة ٪85 تقريبًا، مبرزا أن لقاحات الجُدري الأصلية (الجيل الأول) لم تعد متاحة لعامة الناس في الوقت الحاضر، لذلك تمت الموافقة على لقاح يعتمد على فيروس لقاح معدل (سلالة أنقرة) للوقاية من جدري القرود في عام 2019. وهو لقاح من جرعتين لا يزال توافره محدودًا.

ودعت وزارة الصحة، أي شخص تظهر عليه علامات سريرية متوافقة مع حالة مشتبه فيها أن يستفيد من استشارة طبية مع استجواب وفحص سريري متعمق لإعادة تصنيفه كحالة محتملة، بالإضافة إلى عزل نفسه في المنزل لمدة أسبوعين، مع التقيد الصارم بإجراءات النظافة.