لماذا وإلى أين ؟

هل ينجحُ دي ميستورا في جمع أطراف نزاع الصحراء حول موائِد الحِـوار؟..لعروسي يجيب

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن المبعوث الأممي للصحراء ستافان دي ميستورا يزور المغرب، أمس السبت 2 يوليوز الجاري، للقاء مسؤولين، مضيفا أنه يعتزم مقابلة “جميع أصحاب المصلحة في المنطقة في الأيام المقبلة”.

وجاءت جولة ديميستورا إلى المنطقة المغاربية التي تعتبر الثانية له من نوعها بعد تعيينه، من أجل لقاء جديد مع أطراف النزاع في ملف الصحراء المغربية، وهو ما يطرح علامات استفهام عريضة عما إن كان دي ميستورا سيتمكن خلال هذه الجولة من جمْعِ جميع الأطراف على مائدة حوار واحدة.

في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية وتسوية الشؤون الأمينة وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “الجولة الثانية لدي ميستورا في المنطقة  هي محاولة منه لاستمزاج الآراء المختلفة حول إمكانية الإجتماع والنقاش على طاولة المفاوضات بعد سنوات طويلة من الجمود في ملف قضية الصحراء المغربية”.

وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “دي ميستورا مشحون الآن بالعديد من المستجدات والمعطيات التي تقطع مع مرحلة سابقة من التوازنات التي  كانت تُراعى أكثر بشكل أكبر، في علاقة المبعوث الأممي و الأمم المتحدة مع الأطراف المتنازعة في قضية الصحراء المغربية”.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

ولفت الإنتباه إلى أن “الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والإعتراف الإسباني والألماني والهولندي والقبرصي ، بأهمية مبادرة الحكم الذاتي بالنسبة للمغرب، هو حدث محوري سيجعل ديميستورا موجها بشكل أكبر من خلال التوازن الذي يضمنه المغرب في المنطقة ومن خلال هذا الإعتراف ومن خلال عزلة الجزائر”.

وأضاف محدثنا أنه “وفق هذه المعطيات سيحاول ديميستورا توجيه  الضغط الدبلوماسي على كل أطراف الإجتماع وفق كل هذه المعطيات، و ربما المرور من مرحلة الجمود إلى مرحلة الحوار مع الأطراف المختلفة، خاصة مع ضمان مواقف متزنة ومعتدلة من موريتانيا و إسبانيا و دول الجوار”.

واعتبر لعروسي أن “نجاح ديميستورا يظل نسبيا أو غير مؤكد، على أساسا أن الطرف الجزائري يبدو مستعصيا على قبول الحوار و المفاوضات، خاصة بعد كل هذه الضربات التي تلقتها الدبلوماسية الجزائرية و بعد فشل كل أوراقها، آخرها التدخل الجزائري في الهجرة غير النظامية نحو المغرب لمحاولة تلطيخ صورة المغرب الحقوقية و اتهامهم باغتيال مجموعة من المهاجرين المتسربين عبر ثغر مدينة مليلية المحتلة”، مشددا على أن “كل هذه المناورات التي باءت بالفشل تضعف موقف الجزائر، وعلى مستوى النقاش مع ديميستورا سيحاول أجرأة مباردة الحكم الذاتي، أو على الأقل تقريب وجهات النظر”.

واستبعد الخبير نفسه أن “يتراجع الطرف الجزائري عن موقفه، إلا من خلال مجموعة من الآليات، إذ على الأمم المتحدة أن تذهب في اتجاه تحقيق مسارات جديدة لقضية الصحراء المغربية وليس مجرد لقاء الأطراف بعد كل هذا الجمود، إذ حان الوقت للأمم المتحدة أن تتحرك في ظل محيط إقليمي متغير و في ظل كل هذه المتغيرات الدولية، و منها التوترات الحاصلة في منطقة شمال إفريقيا، و مالي جنوب الصحراء، وفي ظل الحرب الأوكرانية الروسية، فلا مجال للتفكير في آليات للتفرقة و وجود مناطق غير آمنة”.

وخلص إلى أن “الأمم المتحدة تحاول أن تجعل من هذه المناطق آمنة، ومن هذا المنظور السليم يجب أن تتم أجرأة مبادرة الحكم الذاتي أو الاتفاق على أرضية مناسبة للنقاش والضغط على الجارة الجزائر للقبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات حتى لا تظل تلعب في  الخفاء و تكيد للموقف المغربي بالرغم من ضعف موقفها الدبلوماسي والسياسي والعسكري”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x