لماذا وإلى أين ؟

مؤلف رواية “آيات شيطانية”يتعرّض لهُـجوم قبل مُحاضرة له في ولاية نيويورك

تعرض الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، صاحب رواية “آيات شيطانية”، للطعن في العنق في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة الجمعة، في نيويورك وقد أكدت الشرطة توقيف منفذ الهجوم.

وكان الإمام الخميني قد أصدر عام 1989 فتوى بإهدار دمه، إلا أن إيران أعلنت عام 1998 أن الفتوى لن تطبق قبل أن يؤكدها من جديد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في 2005. واعتبر رشدي في مقابلة له مع “بي بي سي”، أنه من الصعب اليوم “إصدار كتاب ينتقد الإسلام”.

أعلنت شرطة نيويورك أن الكاتب البريطاني سلمان رشدي تعرض للطعن في العنق في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة الجمعة في نيويورك، مشيرة إلى عدم توفر معلومات حول وضعه ومؤكدة توقيف المشتبه به.

وتضمن بيان للشرطة أن “مشتبها به هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره. تعرض رشدي للطعن في العنق وتم نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة. ولا معلومات حتى الآن حول وضعه”.

وقالت حاكمة ولاية نيويورك الديمقراطية كاثي هوتشل إن رشدي على قيد الحياة ووصفته بأنه “فرد أمضى عقودا يواجه السلطة بالحقيقة”. وتابعت “ندين كل أشكال العنف، ونريد أن يشعر الناس أنهم أحرار في قول الحقيقة وكتابتها”.

وقام عنصر مكلف بضبط أمن المحاضرة باعتقال المشتبه به، فيما تعرض محاور رشدي لإصابة في الرأس.

وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يسرعون لنجدة الكاتب بعد تعرضه للاعتداء.

وقال أحد الشهود على مواقع التواصل “حدث رهيب وقع للتو في مؤسسة تشوتوكوا، تعرض سلمان رشدي لاعتداء على المنصة (…) تم إخلاء المكان”.

من جهته ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالهجوم “المروع” الذي تعرض له رشدي. وأعرب جونسون في تغريدة عن “روعه لتعرض سلمان رشدي للطعن أثناء ممارسته حقا علينا ألا نتوقف عن الدفاع عنه” في إشارة إلى حرية التعبير.

“الآيات الشيطانية”

وعقب ذلك أكدت مؤسسة تشوتوكوا التي تعنى بالفنون والأدب في منطقة تقع على بعد 110 كيلومترات إلى الجنوب من بوفالو، في بيان أنها تنسق مع عناصر إنفاذ القانون وأجهزة الطوارئ.

واشتهر رشدي البالغ حاليا 75 عاما بعدما أصدر روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” في العام 1981 التي حازت تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال وما بعده.

لكن روايته “الآيات الشيطانية” التي صدرت في العام 1988 أثارت جدلا كبيرا وأصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه. واعتبر بعض المسلمين أن الرواية مسيئة للنبي محمد.

واضطر رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية إلى التواري بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.

ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل. وفي العام 1991 قتل الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي ترجم كتابه “الآيات الشيطانية” طعنا.

وبقي رشدي متواريا نحو عقد وقد غيّر مقر إقامته مرارا وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته.

ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.

ورشدي مقيم حاليا في نيويورك وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير وقد دافع بشدة عن صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة الفرنسية بعدما استهدفها إسلاميون بهجوم عام 2015، قاموا خلاله بتصفية موظفين فيها ولا سيما أعضاء هيئة التحرير.

وكانت الصحيفة قد أعادت نشر رسوم للنبي محمد أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.

وبقي إطلاق التهديد والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب فارس في بريطانيا في العام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان حيث قال أحد الوزراء إن التكريم يبرر التفجيرات الانتحارية.

لكن فتوى هدر دمه لم تثن رشدي عن الكتابة وعن إعداد مذكراته في رواية بعنوان جوزيف أنطون وهو الاسم المستعار الذي اعتمده إبان تواريه، وقد كتبها بصيغة الغائب.

وروايته “أطفال منتصف الليل” الواقعة في أكثر من 600 صفحة تم تكييفها للمسرح والشاشة الفضية، و ترجمت كتبه إلى أكثر من 40 لغة.

وفي خريف العام 2018 قال رشدي “مر 31 عاما”، وأضاف “الآن كل الأمور تسير بشكل جيد. كنت في الـ41 حينها (حين صدرت الفتوى)، حاليا أبلغ 71 عاما. نعيش في عالم تتغيّر فيه دواعي القلق بسرعة كبيرة. حاليا هناك أسباب كثيرة أخرى تبعث على الخوف، أشخاص آخرون يتعين قتلهم…”.

وأعلنت رئيسة منظمة “بين أميركا” سوزان نوسل أن المجموعة التي تعنى بالدفاع عن حرية التعبير “تحت وقع الصدمة” جراء الهجوم “المروّع”.

وذكرت نوسل في بيان أن “رشدي راسلني بالبريد الإلكتروني صباح الجمعة قبل ساعات من الهجوم للمساعدة في إيجاد مسكن لكتاب أوكرانيين يبحثون عن ملاذ آمن هربا من المخاطر الكبيرة التي يواجهونها”.

وأعربت عن “تضامن” المؤسسة مع “سلمان الشجاع” متمنية له “الشفاء العاجل والتام”، وأضافت “نعرب عن أملنا وقناعتنا بأن صوته الرائد لا يمكن ولن يتم إسكاته”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الحوار من شيم الانسانية
المعلق(ة)
13 أغسطس 2022 13:54

سلام ،من المعلوم أن الاقناع والحوار هو افضل وسيلة لإقناع أصحاب الرأي الآخر ،كما أن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية،اما العنف والقتل فقد يؤدي إلى العكس وانتشار أفكار الطرف المعارض بدافع الفضول أو التعلم،فلو لم تصدر فتوى بقتل سلمان رشدي لما اهتم به أحد والبقية كتابه آيات شيطانية في رفوف الكتب،والان الأغلب من الناس يريدون بدافع الفضول أو الإستفادة قراءة الكتاب،بل حتى لو قتل هذا المفكر فافكاره ستبقى مع الأسف بدون نقاش ،فلماذا لاتقوم بدراسة أفكاره بهدوء عوض العنف ضد المفكر،وبكل موضوعية فكل من لايستطيع مناقشة مفكر فهذا دليل على أن أفكاره مهمة،والمؤسف أيضا أن نجيب محفوظ تعرض لنفس المحاولة من أجل قصته\”أولاد حارتنا\”,فالحوار والاقناع والاقتناع هو ديدن البشرية أما القتل والإرهاب فسيحول العالم إلى غابة.

نور الله لا يطفىء
المعلق(ة)
13 أغسطس 2022 10:18

هذا الشخص عرف من اين تؤكل الكتف، كل كتاب يسب الاسلام ترى الاعلام العربي يمجده

ه هههههه انه اشهار مجاني للاسلام و هم لا يعلمون، لان الانسان العاقل عندى يسمع خبرا يتحرى، اما الغوغاء فهم يصدقون فورا ههههههههه

ابو زيد
المعلق(ة)
13 أغسطس 2022 02:10

مستنقع محجوز للأستاذ عصيد!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x