2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشفت صحيفة “أوكيدياريو” الإسبانية، أن “أعضاء في الحكومة الإسبانية سافروا سرا إلى الجزائر، يوم الجمعة 12 غشت الجاري، في خضم الأزمة بسبب ارتفاع أسعار الغاز والتهديد بقطع الإمدادات من قبل روسيا”.
وجاءت تداول الإعلام الإسباني هذه الزيارة، التي لم تنفها الحكومة الإسبانية، في ظل ما يبدو أنه توتر ظاهر بين الجانبين، كما أنها جاءت بعد يوم فقط من إظهار المستشار الألماني أولاف شولتز، دعمه لبناء خط أنابيب غاز لنقل الطاقة من البرتغال إلى شمال ووسط أوروبا عبر إسبانيا وفرنسا.
وتأتي هذه الزيارة أيضا بعدما أيدت وزيرة التحول البيئي الإسباني، تيريزا ريبيرا ، الاقتراح الألماني المذكور واعتبرت أن خط أنابيب الغاز يمكن أن يكون قيد التنفيذ في غضون ثمانية أو تسعة أشهر، حيث ستمكن المنشأة من استبدال إمدادات الغاز الأوروبية من روسيا بربط أكبر بالجزائر، الأمر الذي يحيلنا على التساؤل عن خلفيات زيارة أعضاء الحكومة الإسبانية إلى الجزائر في ظل السياق الراهن.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، ان “هذا التقارب الإسباني الجزائري يرجع بالأساس إلى الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر بالتنازل على القطيعة التي كانت قد وقعتها قبل حوالي شهر وقرارها قطع العلاقات مع إسبانيا”,

وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “إسبانيا لازالت تراهن على الغاز الجزائري وأن تصبح بمثابة محطة أو باب لأوروبا للتزود بالوقود والغاز من إفريقيا، ما يعني أن إسبانيا معبر أساسي لأوروبا خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية”.
وشدد على أن “إسبانيا تتشبث دائما بالجوار المغربي كفاعل استراتيجي وعسكري وأمني، ولكنها في نفس الوقت تراهن على بعض الملفات الاقتصادية، خاصة مع ارتفاع تكلفة الغاز، وقدوم فصل الخريف والذي يصادف عادة تضاعف احتياجات أوروبا من الغاز الجزائري
وشدد على أن هذا السفر “هو بمثابة محاولة لرأب الصدع في العلاقات الإسبانية الجزائرية واستقبال هذه الإشارة التي كانت قد أطلقتها الجزائر بتراجعها عن قطع العلاقات مع إسبانيا، ما يعني أن مدريد تستوعب هذا التقارب وتحاول لعب بعض الأوراق”.
واستبعد لعروسي أن “تكون النتائج من هذه الرحلة هائلة أو ذات قيمة، على اعتبار أن الطرف الجزائري لازال يحاول الاسترزاق بملف الغاز والضغط على أوروبا في هذا الاتجاه عبر إسبانيا، إذ يحتمل أن تذهب المواقف الإسبانية في اتجاه –على الأقل- تليين الموقف الجزائري بخصوص الغاز، ولما لا الضغط لمحاولة إرجاع الخط المغاربي الذي أصبح بمثابة سلاح مضاد ضد الجزائر، حيث أصبح المغرب يتزود عبره بالغاز، وإسبانيا بدورها تلعب بهذه الورقة لتحقيق مصالحها الحيوية وبالنيابة تحقيق مصالح الاتحاد الأوربي”.