طلبة أوكرانيا يتصدَّوْن لحُـلول ميراوي بإدماجِهم بجامعاتٍ خاصَّـة

“هادشي ماشي معقول”، “هذا ماشي حل ومايمكنش يكون حل”، بهذه العبارات رد عدد من الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا على “الحل” الذي أعلن عنه عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، من أجل إدماجهم بهدف استكمال مسارهم الدراسي.

في هذا الإطار، تقول هاجر وهي طالبة مغربية في الجامعة الوطنية الطبية بخاركوف الأوكرانية وعضو تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، إن ما أعلن عنه الوزير “لا يمكن اعتباره حلا، لأن أسر الطلبة غير قادرة على أداء المبالغ المالية التي تفرضها عليهم الجامعات الخاصة بالمغرب”. مشيرة إلى أن “مصاريف التدريس في الجامعات الأوكرانية لا تتجاوز 6 ملايين سنتيم على الأكثر، بينما الجامعات الخاصة في المغرب تفرض مبالغ لا تقل عن 13 مليون سنتيم”.

“من أين للآباء بهذه المبالغ المالية”، تتساءل هاجر في حديثها لـ”آشكاين”، مستدركة “أسر جميع الطلبة العائدين من أوكرانيا من الطبقة المتوسطة و أقل، تتحمل مصاريف التدريس خارج المغرب بـ”الكريدي” تارة، و”دارة” تارة أخرى، لا لشيء إلا من أجل أن يحقق أبناؤهم أحلامهم والمهن التي يرغبون فيها”.

و تشير المتحدثة لـــ “آشكاين”، أنه “بعد المعاناة التي تكبدتها هذه الأسر من “كريديات من العائلة والأصدقاء” والقروض البنكية “ونقص من هنا و زيد من لهيه”، من المخجل أن يصدمه وزير حكومة بلادهم بما سماه “حلا” ينبني على أداء الآلاف من الدراهم”، مشددة على أن الطلبة الذين اختاروا الدراسة في أوكرانيا “ماشي اصحاب نقطة 10 و11”.

وتؤكد هاجر، على أن أغلب الطلبة العائدين من أوكرانيا “متفوقون دراسيا، ومنهم من حصل على ميزة حسن جدا، وتقدموا لمباراة الطب في الكليات المغربية، لكن العدد المحدود الذي يتم استقطابه جعلهم خارج الحسابات، وهل الحل هو التخلي عن أحلامهم في أن يصبحوا أطباء؟ بالعكس، هو البحث عن حلول أخرى، وهو ما كان”.

وخلصت عضو تنسيقية الطلبة العائدين من أوكرانيا، إلى أن الحل لا يكمن في فرض الجامعات الخاصة على هؤلاء الطلبة، وإنما في إدماجهم في الجامعات العمومية، خاصة أن الأمر يتعلق بحالة استثنائية و بالحرب، وبالتالي على الحكومة أن تجد حلا لهؤلاء الطلبة الذين يشكلون جزءاً من مستقبل المغرب.

موقف تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، لا يختلف عن الموقف الذي أعلنت عنه لجنة آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في تصريح سابق لـ”آشكاين”، حين قال عضو اللجنة المذكورة؛ عبد الله الطويل، إن “ما وصف بـحل أزمة الطلبة العائدين من أوكرانيا غير مفهوم، ويتضمن شروطا تعجيزية، لا طاقة لآباء وأمهات الطلبة بها”، مضيفا “لا نقبل الحل المزعوم، لأن الحل لا يكمن في إدماج الطلبة في الجامعات الخاصة بل في الجامعات العمومية”.

وكان عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، قد كشف في ندوة صحفية أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، أن إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا سيتم من خلال توفير التكوينات التي كانوا يستفيدون منها في أوكرانيا عبر جامعات خاصة داخل المملكة، مضيفا أن هذه الجامعات ستخضع لمنظومة التعليم العالي الوطنية، وستوفر جميع التخصصات التي كان يستفيد منها الطلبة المغاربة بأوكرنيا، وعلى رأسها تخصصات الطب والصيدلة و طب الأسنان، مُشيرا إلى لوجود مباريات تتعلق بولوج هذه المعاهد الخاصة.

وأكد وزير التعليم العالي أن مباريات ولوج هذه الجامعات الخاصة ستجرى يوم 24 شتنبر المقبل، وستصدر النتائج خلال اليوم ذاته، مشددا على أن هذه المباريات ستجرى في كل من الدار البيضاء، الرباط و فاس.