لماذا وإلى أين ؟

بوخــبزة :دي مستورا يحتاجُ نفساً طويلا ليحقق هذا الإختراق

التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، أمس الإثنين 12 شتنبر الجاري، برئيس الجمهورية الموريتانية، في إطار جولته الثانية إلى المنطقة منذ تعيينه، وذلك بعدما زار الجزائر والتقى وزير خارجيتها، وتندوف للقاء قادة البوليساريو.

وتأتي هذه الجولة الثانية لدي ميستورا بعد  زيارته الأولى للمنطقة التي خص بها  المغرب في يوليوز الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات عن مخرجات الجولة الثانية التي انتهت بلقاء دي ميستورا للرئيس الموريتاني.

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية و عميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أن “المدة التي قضاها دي ميستورا لحد الآن، اتضح معها أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يجد صعوبات في الإشتغال بحكم أن بعض الأطراف تغير من مواقفها و غير واضحة المواقف”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

وأضاف بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الملاحظ أن الجزائر تحاول ما أمكن أن تتخذ مواقف تُوسِّع الهوة بين الأطراف، لأنه في الوقت الذي يحاول فيه دي ميستورا تقريب وجهات النظر نرى أن أي اقتراح في هذا الاتجاه إلا وتحاول الجزائر أن تعاكس هذا المقترحات التي يطرحها دي ميستورا”.

ولفت الإنتباه إلى أن “دور الموائد المستديرة معروف في هذا الملف، لكن الجزائر تقول بعدم المشاركة فيها، كما أن عمل دي ميستورا يأتي في السياق الذي تعرف فيه القضية الوطنية مجموعة من التحولات، لأنه لا يعالج الملف وهو في وضعية مستقرة، بل والملف تقع فيه تحولات كبيرة”.

موردا أن “الدينامية التي أحدثها افتتاح القنصليات أثرت على أداء دي ميستورا، لأنه يرى تحولات مواقف الدول، كما أن موقف المغرب من قضية الصحراء من خلال الخطاب الملكي الأخير، بدوره أثر على عمل دي ميستورا، من خلال كون المغرب أصبح واضحا، حيث قال الملك أن المغرب ينظر بنظارة قضية الصحراء، وهو ما جعل مجموعة من الدول تبين موقفها بشكل واضح، ودولا أخرى أصبح لديها مشكل، لكونها كانت تلعب على الحبلين لتحقيق مصالحها من خلال ذلك”.

وتابع أن “عدم استقرار الملف والدينامية التي سار فيها الملف مؤخرا أعطى هذه الصعوبة في عمل دي ميستورا، ولكن ما يجب أن نفهمهم، هو أن الزيارة جاءت لجس النبض ولم تصل بعد لمستوى يمكن معه القول إن المبعوث الشخصي لملف الصحراء، يمكن أن يحقق نوعا من الإختراق في الميدان من خلال هذه الجولة”.

وخلص إلى أن “دي ميستورا لا يزال بعيدا عن تحقيق الإختراق وسيحتاج إلى نفس طويل جدا ليحقق هذا الإختراق، علما أن الجزائر أبانت بشكل قوي جدا عن تمسكها بهذا الملف كورقة وحيدة في علاقاتها الخارجية، ما يعني أن هناك صعوبة، وسيكون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أمام الكثير من الصعوبات في هذا الإختراق الذي كان البعض يتوقع أنه سيكون سهلا للغاية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
14 سبتمبر 2022 13:45

الحل واضح، مادامت الجزائر تدعي حيادها في قضية الصحراء، ولا تريد التفاوض ،فإن هذا الحياد لن يكون حقيقيا إلا اذا تم نقل سكان المخيمات الى منطقة محايدة تحت اشراف الامم المتحدة، لفترة محددة في الزمان وتمكينهم من إعطاء رايهم بكل حرية كمرحلة اولى في حلحلة النزاع. اولا باحصائهم والتاكد من هويتهم، تانيا ترك حرية الاختيار لمن هو مؤهل للالتحاق بارض الوطن، ومعالجة ماتبقى باختيار الحكم الذاتي او البقاء في المنفى الاختياري.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x