لازال ملف تحفيظ الأراضي بإقليم آسا لقبيلة ايتوسى يشهد الكثير من الاحتقان، فبعد أن رفضت قبيلة أيتوسى التحفيظ الإداري للسلطات المحلية متهمة إياها بـ”الترامي على أراضيها دون مبرر”، وبعد عدم حضور المنتخبين لحوار دعوا إليه أعيان القبيلة، يوم السبت المنصرم 17 شتنبر الجاري، خرج شيوخ وأبناء ونساء القبيلة، أمس الأحد 18 شتنبر الجاري، للاحتجاج بمنطقة مزيريكة.
وجح العشرات من أبناء القبيلة إلى المنطقة المذكورة من مختلف مناطق المملكة، داعين السلطات إلى التراجع عن عملية التحفيظ الإداري وضرورة الجلوس مع شيوخ القبيلة وممثليها على طاولة الحوار، علاوة على حضور قبائل أخرى لمؤازرة القبيلة في احتجاجاتها.
وأفاد شهود عيان، في حديثهم لـ”آشكاين”، أن “راس اومليل شهد في الطريق الرابطة بين كلميم وطانطان وقفة احتجاجية من قبائل ايت لحسن الكبرى على تحفيظ أراضي القبيلة وانتزاعها من أهلها، بحضور العشرات من أبناء القبيلة واعيانها، علاوة على تواجد وفد كبير من أبناء واعيان قبائل أيتوسى”.
وطالب المحتجون من “الدولة إعادة النظر في هذه الخطوة التي لا تخدم سوى سماسرة وتجار الأرض، وناهبي ثروات الوطن”، وفق ما جاء في كلمة لاحد لأعيان قبائل أيتوسى خلال الوقفة الاحتجاجية.
وأسست قبائل الجهت الجنوبية الثلات ما سمته “تنسيقية الوديان الثلاث”، والتي تضم مختف القبائل المتضررة من عملية التحفيظ الإداري للسلطات المحلية المختصة، كما أنها جعلت الباب مفتوحا أمام باقي المتضررين للالتحاق بها.
وفي سياق متصل أعربت عدد من القبائل الأخرى عن دعمها لقبائل آيتوسى في احتجاجاتهم، حيث أكدت قبيلة أعريب بامحاميد الغزلان “انضمامها لتنسيقية الوديان الثلاث”، مبدية اعتراضها على التحفيظ الإداري الذي يهم أراضي قبائل اعريب وايت اغنيمة بامحاميد الغزلان والتي صدر مرسوم تحديديها بالجريدة الرسمية رقم7077 بتاريخ 18 مارس 2022.
وأبدت قبيلة اعريب، في بيان وصل “آشكاين” نظير منه، رفضها “لأي محاولة للاستيلاء على أراضي القبائل الصحراوية بأقاليم الجنوبية”، محملة السلطات “كامل المسؤولية لحماية أراضيهم وعدم الرضوخ لابتزازات مافيا العقار”.
وأكد مصدر محلي في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “قبائل أيتوسى كثفت من أعضاء ما تسميهم لجان حراسة الأرض المكلفة برصد أي تحركات للسلطات بغرض التحفيظ الإداري دون علم القبيلة، بمنطقة مزيريكة التابعة لجماعة المحبس القروية”.
وأوضح أعضاء “تنسيقية الأطر للاستشارة القانونية” التابعة للقبيلة، في كلمات متفرقة لهم بمناسبة الاحتجاج، أن “مختلف المحاولات من طرف السلطات على فرص الامر الواقع ومعالجة الرأي العام بذريعة الاستثمار مجرد ادعاءات”.
واعتبرت أن ما وصفته “بادعاءات عامل الإقليم باستجلاب الماء للمنطقة من الشاطئ الابيض لتزويد فلاحي المنطقة بالماء (اعتبرته) باطلا بعيدا كل البعد عما يخطط له في هذه البقعة، وأن ما يدعيه العامل من استثمارات ستكون عائداته صفرية على ابناء المنطقة”.
يجب فتح حوار مع السكان وإقامة المشاريع التي يتفق عليها اهل الارض، وكفى الله المؤمنين شر القتال.