لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يرصدُ خلفيات تصويت المغرب لصالِح إدانة أُمميّة لروسيا

صوّت المغرب لصالح إدانة الأمم المتحدة ضمّ روسيا لأربع مناطق في أوكرانيا، بينما امتنعت الجـزائر عن التصويت لصالح حليفها الروسي، وذلك خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء 12 أكتوبر الجاري، والتي صوت أعضاؤها بأغلبية ساحقة على إدانة الضم الروسي رغم لجوء روسيا لاستخدام حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.

وجاء هذا التصويت المغربي على قرار أممي يُدين روسيا خلافا لامتناع المغرب عن التصويت عن قرار أممي سابق يدين التدخل الروسي بأوكرانيا، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن خلفيات هذا التصويت الأخير.

في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “هذا التوجه الذي اتبعه المغرب يكشف عن التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية المغربية في التعاطي مع مجموعة من الأقطاب الإقليمية خاصة روسيا”.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

وأشار لعروسي في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “المغرب كان يُدرج دوما ضمن الدول الموالية للمعسكر الغربي سابقا، لكن حاليا نجده ينفتح على مجموعة من التقاطبات الإقليمية والقوى الدولية المؤثرة كروسيا و الصين، وهذا النهج أصبح واضحا في السنوات الأخيرة”.

وشدد على أن “المغرب يترك دائما مسافة بين المعسكرين، فالقرار الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان بالإمتناع عن التصويت، لكن الآن أصبحت التطورات على المستوى العسكري واضحة، والتوازنات على المستوى العسكري الآن تميل لصالح أوكرانيا، خاصة أن الحرب مشتعلة في الأقاليم الأربعة”.

وأضاف أن “المغرب لا يمكنه أن يخرج عن سياق الدول الغربية، فهو كسب روسيا من خلال القرار الأول، لكن هذا التصويت على القرار الأخير لا يمكنه إلا أن ينسجم مع المجتمع الدولي الذي يدين ضم روسيا لأربعة أقاليم”.

وأوضح المتحدث أن “هذا الأمر ينسجم مع المواقف السابقة خاصة بعد التدخل الروسي في جريزة القرم، وحتى على مستوى الإدانة فلن تغير كثيرا في طبيعة العلاقة مع روسيا التي تظل تلعب دورا إقليميا رغم أن هذا الدور خفت في الفترة الأخيرة على مستوى شمال إفريقيا”.

وخلص لعروسي إلى أن “لجوء الجزائر بالتسليح بأسلحة ومنظومة دفاع صواريخ روسية، يبين أن المغرب يتعامل بذكاء، فمادام المزود الأساسي للأسلحة للجزائر هي روسيا فالمغرب صوت ضد هذا الموضوع، والأمر يتماشى مع فكرة ضرب المحور الروسي الإيراني الجزائري في المنطقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
باسو البيضاء
المعلق(ة)
الرد على  Moh
14 أكتوبر 2022 10:46

قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، بعكس قرارات مجلس الأمن التي تعتبر ملزمة حسب ميثاق الأمم المتحدة.
في حالة إذا ما كان هناك تصويت في مجلس الأمن لقرار مصيري،فالدول الكبرى تعلم جيدآ أن روسيا والصين حليفتها سوف يعلنوا “الفيتو” ولن يمر أي قرار مصيري كما تفعل أمريكا.

liberté maghreb
المعلق(ة)
14 أكتوبر 2022 07:46

Les Russes ne sont pas en conflit avec le royaume al Maghreb ,les intérêts sont au-dessus des conséquences de ce vote

salim
المعلق(ة)
14 أكتوبر 2022 05:05

المغرب خاصو يلتزم الحياد لاننا يمكن نحتاجو روسيا و ما عمرنا غاد نحتاجو اكرانيا.

Moh
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2022 22:04

الدول الضعيفة لا وزن لها في قرارات الامم المتحدة في قضايا من هذا الحجم فاصواتها مجتمعة لا تعادل فيتو احدى القوى العظمى وبالتالي فهي متجاوزة …ومن لاخر الفاعلية في الساحة الدولية مرتبطة بمدى قوة الدولة ….المغرب كغيره من الدول من مستواه كالاطرش في الزفة لا سامع ولا مسموع. هههههه

علال
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2022 20:30

اعتقد ان المغرب صوت ضد الإنفصال انسجاما مع مبادئه

علي
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2022 19:21

تحليل سطحي مع الأسف، موقف المغرب مع الوحدة الترابية للدول وهذا موقف ليس جديدا، اما ربطه بالتغييرات الميدانية فهو من وحي الخيال العلمي للخبير.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x