خلفت الرسالة المغربية إلى مجلس حقوق الإنسان، التي نفت فيها المملكة “وجود حدود برية” بين المغرب وإسبانيا، ردودا واسعة بإسبانيا، وذلك بعد أشهر قليلة من خروج البلدين من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، وذلك بموجب اتفاق شامل، عبرت فيه مدريد عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء.
وفي تعليق على ما تداولته الصحف الإسبانية، قالت وكالة “إيفي” إن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية المغربية، أوضح بأن الإعلان المشترك الموقع بين المغرب وإسبانيا في 7 أبريل يعترف بوجود “حدود برية” بين البلدين.
و أوضح مصدر الوكالة الإسبانية، أن الإعلان المشترك الموقع بين المغرب وإسبانيا بعد استئنافهما علاقاتهما الدبلوماسية يؤكد على “الإستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد و البضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية و للأشخاص على المستويين البري والبحري”.
و أشارت الوكالة الإسبانية إلى أن المسؤول المغربي الكبير يلمح إلى “الحدود” البرية مع إسبانيا، وهي كلمة لم ترد في الإعلان المشترك، حيث لم يذكر سوى إدراج الأجهزة الجمركية “على المستويين البري والبحري”.
وبحسب مصدر وزارة الخارجية المغربية، فإن الإعلان المعتمد في أبريل بعد الإجتماع بين محمد السادس و سانشيز “يتضمن الأسس والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الجديدة بين البلدين الجارين”.
تعليق المسؤول المغربي جاء بعدما عبر رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانشيز، الخميس، عن رفضه مضمون الرسالة المغربية التي جاءت ضمن التوضيحات التي طلبت من الرباط، على خلفية اتهامات بالإستخدام المفرط للقوة خلال “أحداث مليلية”، في شهر يونيو الماضي، التي أودت بحياة أكثر من 23 مهاجرا و جرح المئات، بحسب تقارير رسمية، معتبرا بأن “سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان..”.
وجاء تصريح سانشيز بالبرلمان بعدما حثته المتحدثة باسم حزب الشعب، كوكا جامارا، على استغلال مروره بالبرلمان للرد على رسالة المغرب بالمجلس الأممي، و”الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي الإسبانية.. والتأكيد أن موقف الرباط خاطئ”، حسب ما نقلته صحف إسبانية.
وشهر مارس الماضي، أعلنت الحكومة الإسبانية عن دعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي، بخصوص الصحراء الغربية، مما اعتبره متابعون تغيرا تاريخيا في موقف إسبانيا التي التزمت الحياد، لعقود، وهو إعلان أثار استحسان الرباط وأنهى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، بعد استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي.
رسالة تاريخية لمن يهمه الامر. ولا بد ان تبلغ للكراغلة والتبونيين.