2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

غابت تونس، إلى جانب الجزائر، ولأول مرة عن الإجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء في مبادرة “5 زائد 5 دفاع”، المنعقدة الخميس الماضي في الرباط.
الأمر الذي ربطته عددٌ من التقارير الإعلامية بتوتر العلاقات المغربية- التونسية، عقب استقبال رئيس الأخيرة لزعيم الإنفصاليين، إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد 8).
لكن هذا الغياب رجحته بعض التقارير إلى وجود تنسيق مسبق بين تونس والجزائر، اللتين تقاربتا بشكل كبير في الآونة الأخيرة على حساب الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ما جعل عددا من التونسيين يتهمون رئيس بلادهم بالتبعية لعسكر الجزائر.
وفي هذا الصدد، انتقد عدد من السياسيين التونسيين، وعلى رأسهم الخبير الأممي و رئيس حزب المجد التونسي، عبد الوهاب الهاني، غياب بلاده عن اجتماع رفيع المستوى، حيث استغرب المسألة.
وفي تدوينة على صفحته بالفايسبوك عنونها بـ “عُزلة إضافيَّة أم سياسة الكرسي الفارغ أم موقف مُقاطعة سيادي؟”، أوضح الهاني أن تونس تغيب لأوَّل مرَّة منذ عقديْن، إلى جانب الجزائر، عن الإجتماع المذكور.
وأشار إلى أن هذا الغياب سيليه أيضا، غياب تونس عن اجتماع وزراء الدِّفاع لنفس المجموعة يوم 16 دجنبر 2022 بالرِّباط، علما أنَّ المغرب سيحتضنه، قبل أن تتحوَّل الرِّئاسة الدَّوريَّة للمبادرة للبرتغال لسنة 2023.
وأوضح الخبير الأممي قائلا: “إن كانت مقاطعة الجزائر لاجتماع تحتضنه العاصمة المغربيَّة الرِّباط مفهومة بسبب المناوشات الدِّيلوماسيَّة حول مستوى الحضور العربي في قمَّة الجزائر والخلاف الجزائري المغربي حول مسألة الصَّحراء وقطع العلاقات الدِّيبلوماسيَّة وغلق الحدود وقطع إمدادات أنبوب الغاز وفي سياق التَّسريبات الإعلاميَّة حول الاتِّهامات المغربيَّة الأخيرة للجزائر بتسليح جبهة البوليساريو بطائرات مقاتلة دون طيَّار، فإنَّ “مقاطعة” تونس للاجتماع تبدو غريبة”، بحسبه.
وتابع أن مقاطعة تونس للإجتماع “لم يسبقها ولم يليها أيُّ إعلان تفسيري إلى حدِّ الآن، لا من رئاسة الجمهوريَّة رئاسة القُوَّات المسلَّحة التُّونسيَّة، ولا من القيادة العسكريَّة للجيوش التُّونسيَّة، ولا من السُّلطات المَدَنيَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة.. ”
وعلى ضوء هذه المسألة، طالب الهاني بتوضيح الأمر للرأي العام، موردا بالقول: “على رئاسة الجمهوريَّة رئاسة القُوَّات المسلَّحة التُّونسيَّة وعلى القيادة العسكريَّة للجيوش التُّونسيَّةو على السُّلطات المَدَنيَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الإستثنائيَّة ممثَّلة في وزير دفاع التَّدابير إنارة الرَّأي العام.. أنيروا الرَّأي العام يرحمكم الله..”
وتعود اجتماعات “5+5 دفاع” لسنة 2004، كإحدى فروع مبادرة 5+5 الَّتي تأسَّست بداية التِّسعينات بعد أن اشتغلت دول الحوض على تطوير المقترح الفرنسي الَّذي تقدَّم به في الثَّمانيانات الرَّئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، وتهدف للتَّنسيق بين دول الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسِّط حول قضايا الأمن والإستقرار والإندماج الاقتصادي والتِّجاري والهجرة في المتوسِّط الغربي.
وعرف الإجتماع مشاركة رؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الثمانية أعضاء المبادرة (فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا).