لماذا وإلى أين ؟

بوخــبزة يعُـــدُّ مَكاسب المغرب من القِــمَّة العربيـــة

أفرزت القمة العربية المقامة بالجزائر، يومي فاتح وثاني نونبر الجاري، خلاصات في بيان أطلقت عليه اسم “إعلان الجزائر”، والذي أشار إلى ضرورة احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، معلنا رفض الدول العربية التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأكد “إعلان الجزائر” على ضرورة “العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والإقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية”، ويثير هذا الإعلان، الذي أشار للمغرب ودوره في عدد من الملفات، تساؤلات عن مكاسب المغرب من هذه القمة.

في هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية عميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أنه “كان واضحا أن البلاغ سيكون متوازنا، مع حضور وزير الخارجية المغربي في فترة الإعداد والمناقشة حول النقط التي ستدرج داخل البيان”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

وشدد بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “المغرب حريص جدا على بعض النقط الرئيسية التي أصبحت محورية في علاقات  المغرب مع الشركاء، سواء أكانوا في إطار ثنائي أو في إطار منظمات إقليمية أو جهوية أو دولية”.

ونبه المتحدث إلى أن “الملاحَظ هو أن كتابة وصياغة البيان فيه كل المحاور التي يؤكد ويحرص عليها المغرب، وهذا نجاح حقيقي للمغرب وفيه تعبير عن حجم المغرب واحترام أشقاء المغرب لأفكاره وقناعاته”.

موردا أن الاطلاع على البيان يعطي انطباعا  “وكأننا أمام بيان صيغ بقلم مغربي، إذ فيه مجمل النقط التي يركز عليها المغرب، وإن كانت في بعض الأحيان تمر بشكل غير ظاهر، مثل إدانة تدخل القوى الأجنبية في الشؤون العربية، وهنا الأمر واضح أن المقصود منه هو إيران وتركيا بشكل أساسي، وكذلك حتى بعض الأطراف بما فيها الجزائر، لأنه عمليا إذا حاولنا أن نقرأ البيان بشكل واضح فهو يحمل إدانة واضحة للجزائر لأنها لا تحترم الوحدة الترابية للدول العربية كنموذج المغرب”.

ولفت الانتباه إلى أن “القضايا الأخرى التي فيها اهتمام مغربي كبير، هي المسائل المتعلقة بالإرهاب والهجرة والقضايا التي يهتم بها المغرب كثيرا، وهي التنمية في إفريقيا والتنمية بشكل عام، فنجد ريادة في طرح المغرب لهذه القضايا لأنه يطرحها بمنهجية مختلفة جدا عما كانت تطرح به في السابق، إذ أن المغرب يطرحها بمنطق الشراكة ومنطق رابح رابح، وعلاقة جنوب جنوب، بمعنى أن هذا المنطق هو الذي كان حاضرا بقوة”.

وأشار إلى أن “المغرب خرج قويا من هذه القمة رغم المعاندة الجزائرية في محطات سابقة، مثل الإشارة لدور المغرب في القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس، لأن هناك محطات سابقة اعترضت الجزائر فيها على أن تتم الإشارة لدور المغرب ودور جلالة الملك فيما يخص القدس، والآن و من قلب الجزائر تم إصدار بيان للقمة العربية فيه تنويه بدور المغرب”.

وخلص إلى أن “هذا يبين أن العمل الذي تم خلال  اللقاء الذي جمع وزراء الخارجية هو الذي كان مفصليا، ما يبين أن وزير الخارجية المغربي لم يبق لهذه المدة الكاملة بالجزائر إلا عندما كان واثقا أن هناك مكاسب تتحقق ويجب أن تتحقق، وهو ما كان، وهذا أمرٌ مُهِمٌّ جدا بالنسبة للمــغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
علي الجزائري
المعلق(ة)
5 نوفمبر 2022 12:31

(..لأنه عمليا إذا حاولنا أن نقرأ البيان بشكل واضح فهو يحمل إدانة واضحة للجزائر لأنها لا تحترم الوحدة الترابية للدول العربية كنموذج المغرب”..) إهــ.
نحن أيضا قرأنا البيان و فهمنا أن الصحراء الغربية أرض محتلة و لا يجوز أخذها بالقوة و لا باللف و الدوران(الحكم الذاتي) .. ثم أين إدانة البيان للبلد المضيف يا خبير ..؟؟ هل تعلم أن بنود البيان الختامي صيغت بقيادة الجزائر التي تعرف جيدا ما معنى التدخل الأجنبي في شؤون الأمة العربية ( مثلا كيان الصوص الذي ينظم الشؤون السياسية و الأمنية في عدة دول من بينها دولة المخزن) ، كما يفقه الجزائريون معنى الوحدة الترابية للدول و ليس محاولة الاستيلاء على أرض و شعب كافح و أخرج الإسبان بالغالي و النفيس حيث الواجب يقتضي دعمه لتقرير مصيره.. هذا ما كان يا سي الأستاذ الخبير.

Nasser
المعلق(ة)
4 نوفمبر 2022 17:24

Encore un autre expert. Encore ce sommet arabe. Encore la grande réussite du maroc. Encore et encore….Vous ne voulez pas passer à autre chose?

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x