لماذا وإلى أين ؟

بنعبو يُـفَكّـكُـ خطة الحكومة لمواجهة الجفاف

بسط  رئيس الحكومة عزيز أخنوش، البرنامج الاستعجالي الذي وضعته حكومته لمواجهة إشكالية ندرة المياه، والذي رصدت له غلافا ماليا بقيمة 3 ملايير درهم، يهم كافة الأحواض المائية المتضررة من نقص المياه، فضلا عن توقيع مجموعة من الإتفاقيات بين مختلف المتدخلين، لإعادة توزيع العجز وتجاوز تبعاته.

وأوضح أخنوش، في جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب حول موضوع “السياسة المائية بالمغرب”، أمس الإثنين 12 دجنبر الجري، أن التدابير التي اتخذتها الحكومة همت أربعة أحواض مائية، ويتعلق الأمر بكل من حوض أم الربيع، وتانسيفت، وملوية، وجهة درعة تافيلالت، بكلفة إجمالية تقدر بــ2,335 مليار درهم، علاوة على بناء 20 سدا كبيرا وعدد من الإجراءات الآنية والمستقبلية لتجاوز هذه الأزمة المائية التي يمر بها المغرب، وبهو ما يجعلنا نضع هذه الخطة الحكومة أمام أهل الاختصاص لمعرفة مدى نجاعتها,

وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في المناخ والتنمية المستدامة،  محمد بنعبو، أن “خطاب رئيس الحكومة كان واضحا، حيث أعطى معالم خارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك نصره الله خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان خلال هذه السنة، وهو ما يبن أن الحكومة تسير اليوم ببرنامج وطني لتزويد الماء الصالح الشرب وماء السقي الذي أعطى انطلاقته الملك سنة 2020”.

وأشار بعنبو في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “الحكومة خصصت مبلغا ماليا إضافيا، حيث كنا نتحدث في البداية عن 115 مليار درهم والآن تم رفعها لـ150 مليار درهم، ما يعني أن هناك أخذا بعين الاعتبار لمجوعة من المتغيرات في مقدمتها ندرة المياه التي عرفتها بلادنا طيلة الست سنوات الماضية، وكذا الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من السيناريوهات المستقبلية التي تطرحها التقارير الدولية كمؤسسة البنك الدولي أو المعهد العالي للموارد المائية، والتي تتحدث عن كون الموارد المائية للمغرب ستعرف تناقصا كبيرا خاصة في السنوات المقبلة”.

وشدد محدثنا على أن “هذا البرنامج الذي أعلنته الحكومة يسير في طريقه الصحيح من أجل بناء عدد كبير من محطات تحلية البحر، واليوم نتوفر على 9 محطات ويتوقع أن نبلغ 20 محطة سنة 2026 من أجل تنويع العرض المائي”.

وأضاف الخبير المناخي نفسه أن “هناك 9 محطات الآن في طور الاشتغال، إذ كانت محطة شتوكة آيت باها هي آخر محطة تم إطلاقها، وهي محطة كبيرة ستغطي حاجيات حوالي مليون و600 ألف نسمة بأكادير الكبير وقرابة 15 ألف هكتار فلاحي بشكل زراعي، في حين ستعرف محطات أخرى انطلاقتها في الأسابيع المقبلة، مثل محطة الداخلة التي ستغطي حوالي 5 آلاف هكتار في المجال الزراعي”.

ولفت الانتباه إلى أن “هناك حاجيات مائية أخرى سيدخل فيها القطاع العام والخاص في شراكة في مناطق أخرى مثل الجديدة وآسفي، إذ من المفروض، كما أشار رئيس لحكومة، أن يدخل المكتب الشريف للفوسفاط على الخط من أجل تحلية مياه البحر، بهدف تغطية الخصاص الذي يعرفه حوض تانسيفت”.

وتابع أن “هذا البرنامج طموح أطلقته المملكة من أجل تحقيق ما قاله رئيس الحكومة بأنه مهما كانت الظروف المناخية المستقبلية فعلى المغرب أن يكون مستعدا لظاهرة ندرة المياه”.

وبرى المتحدث أنه “من الضروري الاشتغال على ترشيد وعقلنة استعمال المياه كيفما كانت وفرتها، لأن الجميع رحب بأمطار الخير التي عرفتها المملكة والتي ستستمر خلال الايام القادمة، ولكن هذا لا يجب أن ينسينا ان هناك عملا كبير ينتظر المغاربة لكي يستمروا في بناء هذه المنشآت المائية، حيث أن المغرب يهيئ لبناء 20سدا كبيرا في طور الإنجاز والتي تتطلب تساقطات من أجل ملئها”.

وخلص بنعبو إلى أن “هذه كلها مؤشرات إيجابية بأن المغرب يسير على الطريق الصحيح من أجل  الاستعداد لجميع سيناريوهات ندرة الماء التي تتنبأ بها المعاهد الدولية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x