صوت البرلمان الأوروبي؛ في جلسة عقدت الخميس 19 يناير الجاري؛ على قرار يُدين المغرب فيما يتعلق بـ“وضعية الصحافيين بالمغرب”، والذي يتهم سلطات المملكة بـ”التضييق على حريات الصحافة ومضايقتهم”، حيث صوت لصالح الإدانة 356 نائبا برلمانيا أوروبيا من أصل 430، فيما صوت 32 ضده، وغاب عن جلسة التصويت 42 برلمانيا.
وأثار هذا التصويت تساؤلات عريضة حول آثاره على الشراكة التي تربط المملكة المغربية مع الاتحاد الأوربي في مجالات متعددة، وعلى رأسها الصيد البحري، وما إن كان هذا التصويت سينسف الشراكات بيت الجانبين.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، صبري عبد النبي، أن “تصويت البرلمان الأوربي سابقة تعد خطيرة بكل المقاييس، وهذا التصويت كان بتأثير واضح من دولة المقر وهي بشكل واضح فرنسا، التي أرادت أن تستغل كل الظروف من أجل التغطية على عدم وصولها إلى الصفقات وإلى التوغل الاقتصادي عوض التعاون الاقتصادي، كما كان في الماضي، عندما وجدت نفسها أماما منافس قوي على المستوى الإفريقي وعلى جميع المستويات الأخرى”.
وأشار صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “فرنسا جربت جميع الطرق، بما فيها ملف الهجرة السرية والتأشيرات، وجربت أمور أخرى، ولم تأت لها بأي نتيجة تذكر، و بقيت لها ستراسبورغ واستغلالها لعلها تحصل على بعض المنافع”.
واعتبر ذات الخبير، أن “هذا التصويت لا أثر له من حيث الواقع العملي، وهو قرار غير ملزم، كما أن هذا القرار جاء في توقيت سيء ومدروس من أجل التأثير على التموقع المغربي ونجاحاته التي حققها في كافة المجالات”.
وأردف أن “المملكة المغربية كانت دائما تدعو إلى الشراكة المغربية الأوربية على كافة المستويات، والشراكات تكون مع الحكومات، والمغرب يجب عليه أن يتعامل بحذر مع الأوربيين وخاصة مع بعض المؤسسات التي تستغلها بعض الدول، ما يعني أن البرلمان الأوربي ما هو إلا واجهة تم استغلالها من أجل تبرير مالا يستحق التبرير، وإلا كيف يمكن أن يصوت على مسائل وقرارات لم تصدر فيها أحكام نهائية ومازالت معروضة على القضاء ومازالت في المساطر المتعارف عليها دوليا”.
وتساءل صبري عما إن “كان لبرلمان دول تحترم نفسها أن يحشر نفسه في الزاوية الضيقة، وأن يطالب دولة ذات سيادة وأن يتدخل في شؤون مساطرها وضوابطها القانونية، وفي مسائلها المتعلقة بهذا المسار”.
أضاف محدثنا أن “المغرب عندما يكون قويا في المحيط المضطرب عليه أن يستمر رغم مناوشات الخصوم والأعداء، لأن الرسالة واضحة مفادها أن تقوية الداخل المغربي ومواجهة كافة الأمور المرتبطة بتعكير الصف الداخلي، وهو مقدمة للرد على بهتان الخارج، خاصة ما تعانيه الدول الأوربية اليوم من أزمات، منها أزمة أوكرانيا التي عقدت مجموعة من الأمور، وهو ما بين أن الاتحاد الأوربي ليست لديه سياسة خارجية فاعلة ولا دفاعية مؤثرة، وهو بذلك يريد أن يجرب ما بقي له من تأثير على الحلفاء التقليديين اللذين بدأوا في تنويع شراكاتهم بعيدا عن هذا الشريك التقليدي الذي يثبت الواقع أنه في علاقة بعض الموارد الأوربية في إفريقيا نجد أن الموارد موجودة في إفريقيا والمردودية موجودة عند هذه الدول”.
وخلص صبري إلى أن “الرسالة واضحة ولا تحتاج المزيد من التوضيح، فالدولة يجب أن تكون مؤثِّرة ولا متأثرة بهذا التصويت، ولا متأثرة بأثره، وأن تكون مؤثرة في هذا المحيط وفاعلة فيه، وليست منفعلة بما يجري اليوم بهذه الساحة الأوروبية من انهيار منظومة القيم عندهم وسعار منظومة المصالح بين كل دولة على حدة”.
لماذا لا تريدون الاعتراف بان كلامهم صحيح .