لماذا وإلى أين ؟

بوخــبزة يستعرضُ خــلفيات إعـادة فتح سفارة المغرب بالعراق بعد 18 سنة

افتتح، يوم السبت 28 يناير الجاري، مقر سفارة المملكة المغربية بالعاصمة العراقية بغداد، بحضور وزيـر الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، و شخصيات سياسية و رجال أعمال عراقيين و ممثلي منظمات دولية عاملة بالعراق.

جاء الإفتتاح بعد 18 سنة من إغلاق السفارة المغربية و نقل مهامها إلى الأردن، في فبراير 2016، إثر تـــدهور الوضع الأمني آنذاك، بسبب سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على ثلث مساحة العراق سنة 2014، كما أن زيارة بوريطة، هي الأولى لمسؤول مغربي للعراق منذ حوالي 25 سنة.

و يثير إعادة فتح السفارة المغربية ببغداد العديد من التساؤلات، خاصة مع تجديد بلاد الرافدين لموقفها الداعم للوحدة الترابية للمملكة رغم قربها المعلوم من إيران التي تعادي وحدة المملكة عبر دعم مليشيات البوليساريو في تيندوف من خلال “حزب الله” اللبناني، وهو ما يجعل توقيت إعادة فتح سفارة المغرب ببغداد ذا دلالات متعددة.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية و عميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أن “واقع الأمر، هو أن المغرب حريص على أن تكون هناك علاقات طبيعية و عادية مع جميع الدول، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدول العربية، لأنه جزء من نظام هذا العالم، يتأثر و يؤثر فيه”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

وأكد بوخبزة، أن “غير الطبيعي، هو أن لا تكون هناك علاقات، كما هو الحال بالنسبة للعلاقة مع الجزائر”، مشيرا إلى أن “المغرب اضطر كما اضطرت الكثير من الأطراف لإغلاق السفارة، لأن المغرب لم يقم بقطع العلاقات أو كانت هناك علاقات متشنجة مع العراق أو ما شابه، بل العكس من ذلك، كان المغرب دائما ما يبحث عن سبل استقرار العراق وكي تستعيد العراق مكانتها داخل منظومة الدول العربية، وفي ظل ظروف معينة اضطر المغرب أن يتخذ ذلك الموقف، الذي اتخذه في حينه و في سياقه”.

وأشار إلى أنه “يمكن القول إن المغرب قد تأخر فعلا في العودة، نظرا لكون الأجندات الداخلية للعراق كانت متشابكة و فيها الكثير من التداخل ما بين ما هو داخلي و ما هو إقليمي، ومرد هذا التأخر قد يكون راجعا للجانب الأساسي المهم المتعلق بالاستقرار الأمني، وقد لاحظنا أن العراق بعد فترة دخل في متاهة مرتبطة بالتقسيم و إنشاء دولة داعش في المنطقة و إلى غير ذلك”، موردا أنه “خلال هذه الفترة لم يعرف العراق ذلك الإستقرار الذي يسمح بتواجد ببعثة دبلوماسية، لأن الأمر يحتاج إلى حماية، خاصة أنه كان هناك استهداف لبعض المقرات الدبلوماسية”.

وتابع الخبير في العلاقات الدولية نفسه بالقول إن “المغرب يعيد فتح سفارته، بعدما بدت بعض المؤشرات المهمة التي تنم عن كون العراق بدأ يستعيد عافيته، خاصة بعد تنظيم دورة كأس الخليج العربي 25، “خليجي 25″، التي لم تعرف حوادث تذكر، ما عدا بعض الأمور المتعلقة بالتدافع، بمعنى أنه لم تكن هناك مؤشرات سلبية على المستوى الأمني، ما يعني أنه يمكن القول أن العراق بدأ يستعيد عافيته بشكل كبير”.

وأضاف بوخبزة، أنه “فيما يخص تأثير القوى الإقليمية في القرار العراقي، فمن المعلوم أن سياسة المغرب تنص على أن لا يترك الكرسي فارغا و يجب أن يشتغل، لأنه يجب أن نفكر دائما اننا لسنا الوحيدين في الميدان،  و أن هناك أطرافا أخرى تشتغل، ويجب أن لا نترك لها هذا الميدان، إذ ان حضور الدبلوماسية المغربية بكل مكوناتها أمر ضروري للدفاع عن المصالح و ترسيخ العلاقات والمواقف التاريخية للعراق بالنسبة للوحدة الترابية للمملكة”.

وخلص إلى أنه “كان هناك مؤشر كبير على أن العراق بدأت تستعيد عافيتها واستقرارها، وهو ما سيشجع، ليس المغرب فقط، وإنما الكثير من الدول لاستعادة العلاقات الطبيعية والعادية مع هذه الدولة الشقيقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x