لماذا وإلى أين ؟

خبير يـعُـدّ مخاطر التحالُف الإيراني الجزائري على المغرب و يرصدُ سيناريوهات المواجهة العسكرية

حل وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبداللهيان، بالجارة الجنوبية موريتانيا، للقاء الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، من أجل “تباحث ملفات إقليمية ذات الاهتمام المشترك وتطوير العلاقات”، علاوة على إعلان المسؤول الإيراني “اهتمام بلاده البالغ بملف الصحراء المغربية والجهود التي تبذلها موريتانيا في هذا الباب”، علاوة على “دعمها لمكافحة الإرهاب في المنطقة”

وجاءت هذه الزيارة الإيرانية إلى موريتانيا، أياما قليلة من زيارة وفد عسكري من قادة الجيش الجزائري إلى موريتانيا والذي تمخض عن توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية كان أبرزها مكافحة الإرهاب في المناطق الحدودية للبلدين، وهوام يحلينا على ضرورة قراءة خلفيات هذه التحركات الإيرانية الجزائرية على الحدود المغربية وأثرها على مصالح المغرب بالمنطقة وعلى موازين القوى.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “الحلف الإيراني الجزائري الآن أصبح واقعا، وإيران تتمنى أن تجد لها موطئ قدم لها في إفريقيا، وقد وجدته بالفعل في الجزائر، ووجدته في الصراع الذي افتعلته الجزائر من خلال البوليساريو، ووجدت آلية أساسية لتنزيله من خلال الأدوات الاستراتيجية، التي هي بالأساس الأسلحة الإيرانية”.

وأضاف الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “أصبح معلوما الآن ان هناك طائرات مسيرة “درونات” إيرانية لدى البوليساريو والجزائر، غايتها الأساس هي استهداف المناطق المدنية، كما تفعل روسيا بالدرونات الإيرانية في أوكرانيا”.

وأشار إلى أن “هذه الدرونات سرعتها وأدواتها وآلياتها لا تتلاءم مع المجابهات العسكرية، بل هي ذات طبيعة التفافية لكي تستهدف الأجزاء المدنية للمناطق المأهولة أو المنشآت الكهربائية أو المائية أو غير ذلك”.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن “هذا الأمر يذكرنا بأن هناك تحالفا استراتيجيا بين إيران والجزائر، والأخيرة من خلال البوليساريو أقحمت الآن هذه المسألة في النسق العقدي والصراع التاريخي الموجود في العلاقات الدولية بين إيران والدول الغربية، حيث أنها أعطتها قدما في شمال إفريقيا”.

ولفت الانتباه إلى أن “الجزائر تساعد روسيا في التواجد أكثر في منطقة شمال إفريقيا في مالي ومناطق الساحل والصحراء، واليوم هناك مشكل بالنسبة للدول الغربية في التواجد الروسي، من خلال قوات فاغنر الروسية، في منطقة الساحل والصحراء، وأصبحت فاغنر على مشارف الحدود المغربية كما يعلم الجميع، ما يعني أن هذا التحالف لا يحتاج إلى تدليل، إذ أن الجزائر وضعت بيضها في سلة إيران، وهذا أمر واضح”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وأكد محدثنا على أن “موريتانيا بالنسبة للجزائر هي مجال استراتيجي لصد الرؤية الاستراتيجية المغربية في إفريقيا ، بمعنى أن موريتانيا ستكون مناسبة للجزائر لوقف التوجه المغربي الإفريقي الذي ينطلق من الأقاليم الجنوبية”.

وأبرز أن “هناك صورا متوازية، فموريتانيا في حالات كثيرة كانت تريد أن تبقى في نوع من الحياد من النزاع، والجزائر تريد الآن أن تستدرجها وتريد أن تحاصر المغرب من خلال استراتيجية محكمة لجر موريتانيا”.

وذهب الشيات بقوله إن “الحلول في هذه الحالة ليست كثيرة جدا، الحلول ليس أمام المغرب، ولكن أمام القوى المتصارعة في العالم، فإذا أرادت الجزائر أن تبلقن المنطقة من خلال التحالف مع إيران، فلا شك أن يكون المغرب قاعدة لصد هذه التوجهات”.

ونبه الخبير نفسه، إلى أن “قراءة هذا الواقع هو بمثابة قراءة لمواجهة حتمية في هذا المسار، لأن إيقاف الامتداد الإيراني في شمال إفريقيا يجب أن يكون باستعمال القوة، وهذا الأمر سيكون حاسما وحازما، كما أنه سيكون مناسبا ومتناسبا مع الوضع الذي نوجد فيه اليوم في منطقة شمال إفريقيا”.

وتابع أن “الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تؤسس لما يسمى مجابهة التوسع الروسي في منطقة الساحل والصحراء، وهو أمر قد يأخذ أشكالا متعددة بما فيها الشكل العسكري، أو المجابهة العسكرية”.

وحذر المتحدث نفسه من “كون هذا الأمر ليس لعبا، وهو أمر خطير على المستوى الاستراتيجي وعليه تطورات تعطينا بأن هناك تحالفات واضحة في منطقة شمال إفريقيا تتوافق مع الإنشطارات التي تقع على مستوى العلاقات الدولية بين روسيا من جهة وبين الولايات المتحدة الامريكية من ناحية أخرى، ويصعب الآن على الدول أن تقف الآن في منطقة الوسط، كما كان عليه الحال في الحرب الباردة، وللأسف فالجزائر تجرد المنطقة إلى هذا النوع من التنازع الدولي ذو الصبغة الدولية، لأنها تجد أنه لا حل لها فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربي سوى بلقنة المنطقة وإدخالها في نسق من الفوضى”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Moh
المعلق(ة)
2 فبراير 2023 19:19

طيب ولكن كيف يمكن لفرنسا مثلا الللعب على الحبلين في هذا الصراع؟؟! كيف يمكنها مسايرة الجزائر في ما خلصت له في تحليلك وفي نفس الوقت بناء استراتيحية مقاومة التوسع الروسي الايراني في المنطقة بالشراكة مع ابحبف الذي تنتمي اليه ؟؟!!ام ان ختى حلف الناتو قد لا يبقى له وجود في حال تطورت حرب اوكرانيا الى نزاع اوروبي اوروبي ..فمثلا المانيا بدأت تغير بنسق سريع عقيدتها العسكرية وهي متوجسة مما قظ يحل بها ان تصدع الناتو ..ولديك اليابان هناك في اقصى الشرق..عالم اليوم لا يمكن توقع ما قد تحمله السنوات القلسلة المقبلة..ولكن الاكيد هو ان النظام العالمي الحالي لا يمكنه الاستمرار مع تعاظم قوة الصين والهند وحتى ايران فزمن املاءات ابناء العم سام قد بدأ في الأفول

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x