لماذا وإلى أين ؟

بعد زيارة خارجية إيران و قادة الجيش الجزائري: خلفياتُ زيارة بعثة حلف الناتو إلى موريتانيا

انتهت، الخميس 2 فبراير الجاري، زيارة بعثة حلف شمال الأطلسي الناتو إلى موريتانيا، حيث التقت  البعثة، داخل مباني وزارة الدفاع الموريتانية، باللواء محمد ولد الشيخ بيده  قائد القوات الخاصة الموريتانية رفقة كبار الضباط الموريتانيين.

و تأتي هذه الزيارة بعد أيام فقط من قدوم قادة بالجيش الجزائري إلى موريتانيا من أجل التوقيع على عدة اتفاقيات عسكرية في إطار لجنة عسكرية مشتركة بين البلدين، كما أعقب هذا التحرك الجزائري، قدوم وزير خارجية إيران إلى موريتانيا ولقاءه بالرئيس الموريتاني، ما يجعل زيارة بعثة حلف الناتو ذات أبعاد أكبر من كونها مجرد زيارة روتينية.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي أن “زيارة بعثة شمال الأطلسي والتقاءها بأبرز القادة العسكريين خاصة قائد القوات الخاصة الموريتانية، أكد بالملموس أهمية نظر حلف شمال أطلسي للدور الموريتاني في المنطقة، خاصة ان موريتانيا في منطقة الساحل والصحراء، نظرا لكون هذه المنطقة تتعلق بالأمن و إدارة الحدود و مجابهة كل أشكال الجرائم المنظمة”.

وأوضح الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “تعاظم بعض الأطراف، خاصة الدور الجزائري و الإيراني، على اعتبار وجود زيارات متتالية لقادة الجيش الجزائريين و حتى قادة جيش إيرانيين، إذ من المعلوم أن حلف شمال الأطلسي عنده توجسات كبيرة من التعاون الإيراني الروسي، وكذا التعاون الجزائري الروسي في هذا الباب، خاصة مع تنامي دور القوات الخاصة الروسية المسماة “فاغنر” في المنطقة”,

و شدد المتحدث على أن “تنامي هذا التعاون الروسي الإيراني الجزائري في المنطقة، أصبح يشكل نوعا من التهديد بالنسبة لمجموعة من الدول، على اعتبار أن منطقة الساحل و الصحراء تستغلها المجموعات الإرهابية و تستعملها كقواعد خلفية لشن هجمات إرهابية على المصالح و الأهداف الغربية”.

وأضاف أن “زيارة بعثة حلف الناتو تهدف إلى سد نوع من الفراغ حتى لا يتم الاستفراد بدولة موريتانيا، ولا حتى استغلال المحدودية العسكرية لهاته الدولة، و عدم جعلها تسقط في يد حلف إيراني روسي جزائري”.

و خلص إلى أن هذه الزيارة جاءت أيضا “لإعطاء نوع من الطمأنة لموريتانيا لتحافظ على نوع من استقلاليتها في هذا الباب، وعدم ارتمائها في أحضان هذه الدول، على اعتبار أن هذه الدول تستعمل في دبلوماسيتها نوعا من الترهيب والترغيب، مستغلة الإمكانات العسكرية الموريتانيا الجد محدودة، و بالتالي فزيارة بعثة حلف شمال أطلسي إلى موريتانيا فيه نوع من إعادة التوازن إلى العلاقات، و عدم جعل روسيا، من خلال التعاون المحقق مع إيران و الجزائر، تستفرد بمنطقة الساحل والصحراء”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x