2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعاد الزلزال القوي الذي ضرب جنوب تركيا و شمال سوريا؛ فجر أمس الاثنين؛ إلى أذهان المغاربة، الزلزال المدمر الذي وقع بمدينة أكادير و خلف 15 ألف قتيل سنة 1960، و أيضا بمدينة الحسيمة عام 2004 و أودى بحياة حوالي 700 شخص.
وارتفع إجمالي عدد قتلى زلزال تركيا وسوريا، إلى حدود صباح اليوم الثلاثاء 07 يناير الجاري، لأكثر من 4800 شخصا، و عشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وفق ما أفادت به وكالات أنباء عالمية.
للوقوف حول أسباب توالي الزلازل، في وقت قصير بدول متقاربة؛ استقت جريدة ”آشكاين”، رأي ناصر جبور؛ رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء؛ الذي أكد أن هذه الهزات الأرضية المتتالية، ناتجة عن تراكم الضغوطات في القشرة الأرضية لمدة طويلة، مع العلم أن المنطقة تعتبر منطقة تماس بين الصفيحة العربية والأناضولية.
وأوضح جبور، ضمن حديثه للجريدة، أن المنطقة عرفت إجهادا تكتونيا لمدة طويلة تعود إلى حوالي قرن من تراكم الضغوط (آخر زلزال وقع بالمنطقة يعود إلى سنة 1939)، مما أفرز هذا الشكل من الزلازل ذات الطبيعة العالية نوعا ما.
وشدد ذات الخبير على أنه نادرا ما تقع مثل هذه الهزات الأرضية في اليابسة، مما يدل على أن الصدع الواقع بين الصفيحتين العربية والأناضولية، كبير من حيث الطول، إذ وقع انكسار على طول فاق 150 كيلومتر.
وأوضح أن هذا الصدع الطويل يخلف ارتجاجات في عدة مناطق، متوقعا أن تبقى الهزات مستمرة لبضعة أسابيع، خصوصا الكبرى منها، فيما الصغرى ستستمر لأشهر التي قد يُوقع خسائر أيضا، لأن الزلزال الرئيسي ترك مبانِ في حالة ضعف، وأي اهتزاز إضافي سيؤدي إلى إنهيارات جديدة.
خطر حدوث زلزال مٌشابه في المغرب
حول إمكانية حدوث هذه الزلازل في المنطقة المتوسطية التي توجد بها السواحل المغربية، أوضح جبور أن هذه الانكسارات الجيولوجية لها امتدادات برا و بحرا، ومتواصلة فيما بينها، حتى أنها من الممكن أن تشمل كل البحر المتوسط.
واستطرد ذات الخبير بالقول إن تأثيرها على الحوض الغربي للمتوسط، حيث يوجد المغرب، إسبانيا، الجزائر و تونس، يبقى ضعيفا، في مقابل تأثير أكبر على الحوض الشرقي للمتوسط حيث تتواجد سوريا و فلسطين و العراق و لبنان تركيا و قبرص…
و أكد أن تأثير تلك الهزات على المنطقة الغربية للمتوسط، أقل حدة، لأن المنطقة مختلفة شيئا ما من الناحية الجيوديناميكية.
و أبرز أن هذه الزلازل إنذارات طبيعية، تتطلب الوقاية، بمعنى أشمل التفكير في أبنية مقاومة لمثل هذه الظواهر الطبيعية، وتحسينها.
واستبعد المتحدث وجود آليات للتوقع المسبق للزلازل، مشددا على أنه لحد الآن لا تزال في طور مجال البحث العلمي، الذي لم يتوصل بعد إلى طرق مؤكدة للتنبؤ بالزلازل.
هذا الزلزال الذي ضرب تركيا زلزال من صناعة البشر. هناك عدة دول طلبت من مواطنيها مغادرة تركيا أيام قبل حدوث الزلزال
الخبير الجيولوجي لم يشر إلى الصفيحة الإفريقية التي تزحف نحو الصفيحة الأوروبية، والصفيحة الإفريقية متلاصقة مع الصفيحة العربية التي كانت سبب زلزال تركيا لأنها تزحف بقوة على الصفيحة التركية. والزلازل منتظرة في كل حوض البحر الأبيض المتوسط.