لماذا وإلى أين ؟

من هم الصحراويون الذين صادق البرلمان الإسباني على منحهم الجنسية؟

صادق البرلمان الإسباني، أول أمس الثلاثاء 15 فبراير الجاري، على قانون بمنح الجنسية الإسبانية للصحراويين الذين ولدوا في فترة السيادة الإسبانية على الصحراء المغربية، حيث نال القانون الذي تقدم به حزب بوديموس الداعم لجبهة البوليساريو، صوت 168 نائبًا ومعارضة 118 من حزب العمال الإشتراكي الذي يقوده بيذرو سانشيز رئيس الحكومة.

ويطرح القانون الذي صادق عليه البرلمان الإسباني بأغلبية أعضائه، أسئلة حول الرسائل التي تود المملكة الإسبانية إرسالها من خلال هذه الخطوة التي تأتي بعد اعترافها بسيادة المغرب على منطقة الصحراء، وما الأهداف والخلفيات السياسية من ورائه.

رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان؛ محمد سالم عبد الفتاح، يرى أن هناك سياقان يفسران تفاهم جل الأحزاب السياسية الإسبانية الممثلة في البرلمان الإسباني على القانون المذكور، يتعلق الأول بالسياق الداخلي المرتبط بقرب نهاية عهدة الحكومة الحالية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة خلال شهر ماي المقبل، وبالتالي فهذه الفترة تكون مناسبة لمقايضة الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي ببعض تعهداتها أمام المواطنين في برامجها الإنتخابية.

المحلل السياسي ــ رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح

ووفق عبد الفتاح الذي كان يتحدث للجريدة الرقمية “آشكاين”، فإن هذه الفترة تشهد إسبانيا حملة انتخابية سابقة لأوانها، وتعمل بعض الأحزاب على استغلال ملف الصحراء لاستدرار عطف الناخبين، وفي هذا الإطار يأتي توظيف الملف المذكور من قبل بعض الأحزاب الإسبانية اليسارية الرديكالية التي تتبنى مسألة الصحراء من منطلقات اديولوجية تعود لفترة الحرب الباردة.

أما السياق الثاني الذي يفسر مصادقة البرلمان الإسباني على القانون المشار إليه، فهو، وفق رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، سياق خارجي يتعلق بسعي بعض دوائر صنع القرار في إسبانيا إلى لعب أدوار معينة في ما يخص تدبير النزاع حول الصحراء، بحكم أن إسبانيا كانت المستعمر السابق للمنطقة، وهي غاية تتقاطع مع أهداف بعض أحزاب اليسار الرديكالي واليمين المتطرف الإسباني.

وخلص عبد الفتاح إلى التأكيد على أن الطرح المعتدل، كالذي يتبناه الحزب الإشتراكي في إسبانيا، هو المهيمن على الخريطة السياسية بالجارة الشمالية فيما يخص العلاقة مع المملكة المغربية، لافتا إلى أن الحزب الإشتراكي المرشح بقوة للفوز في الإنتخابات المقبلة، يتمسك بالشراكة الإستراتيجية مع المغرب، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x