لماذا وإلى أين ؟

الرغيوي: اتفاق بنموسى والنقابات لم يكن غرضه امتصاص الاحتقان (حوار)

احتقان غير مسبوق، هذا أقل شيء يمكن أن يوصف به الوضع في المنظومة التعليمية، خلال الأشهر الأخيرة.

”معارك” بين وزارة التعليم والأطر التربوية، احتجاجات وإضرابات…، وغيرها من الإشكالات الأخرى، التي خلقت اضطرابا وسط الحقل التعليمي في المغرب.

وبلغت شدة الاحتقان هذه، حد رفض أطر الأكاديميات (الأساتذة المتعاقدين) تسليم نقط التلاميذ ومقاطعة مسكها في نظام ”مسار”، مما خلف ردودا قوية، بين من يراه ”شر لا بد منه”، لتستجيب الوزارة لمطالب الأساتذة، وبين من يعتبر التلاميذ ضحية صراع هُم أبعد من أن يكونوا طرفا فيه.

بالإضافة إلى كل هذا، لم يُساهم الاتفاق، الذي وقعته النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية؛ باستثناء الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي الذي قاطعته؛ يوم 14 يناير الماضي مع الحكومة، في تخفيف حدة الاحتقان.

للوقوف حول الوضع الراهن وسط المجال التعليمي، حاورت جريدة ”آشكاين”، الصادق الرغيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (الفيدرالية الديمقراطية للشغل)، وأحد الموقعين على اتفاق 14 يناير، الذي صوب مدفعيته تجاه أطراف مهمتها ”التشويش”، واصفا نظام التعاقد بـ ”الجريمة”. إليكم نص الحوار:

س: كيف تنظرون إلى الوضع في قطاع التعليم بعد التوقيع على الاتفاق؟

أولا ينبغي النظر إلى الوضع في قطاع التعليم، قبل الاتفاق لكي نُحدد سياق الاتفاق، فقبل ذلك وحتى لا ننسى كانت هناك عشر سنوات عجاف لم يتحقق فيها أي شيء، ولم يتم فيها الاستجابة لأي مطلب منذ عشر سنوات. والنقابات التعليمية والشغيلة التعليمية بكافة فئاتها تطالب بحل الملفات العالقة، لكن مع الأسف لم يتحقق أي شيء منذ 10 سنوات.

الاتفاق المرحلي 18 يناير 2022، تحققت فيه أشياء مهمة ومهمة جدا، اتفاق 14 يناير 2023، تحققت فيه مطالب أكثر أهمية، ويمكن على سبيل المثال لا الحصر أن نذكر أنه لأول مرة في تاريخ المغرب منذ الاستقلال، منذ 1955، يتم تحقيق مطلب خارج السلم لـ 200 ألف من نساء ورجال التعليم، بالإضافة إلى الملفات الدكاترة، مدراء الإسناد، العاملين خارج إطارهم الأصلي، وكل التوجيه والتخطيط والمفتشين بكامل فئاتهم، إلى غير ذلك من المكاسب المهمة التي تنسحب على مجموعة كبيرة من رجال ونساء التعليم في كامل الفئات.

من هذا المنطلق، نعتبر أن اتفاق 14 يناير كان جد مهم، يمكن أن نقول أنه بطبيعة الحال لم يرق إلى طموحاتنا، لكن على الأقل أنه يستجيب عدديا لمطالب وتطلعات مجموعة كبيرة من نساء ورجال التعليم.

الخطوة الثانية، أن الاتفاق ليس نهاية، بل هو مجرد بداية للحوار مع الوزارة، وللمزيد من انتزاع المكاسب لكافة نساء ورجال التعليم، لأنه اتفاق إطار، أما ما يتعلق بالتفاصيل فستكون هناك تفاصيل وتفاصيل كثيرة، ستكون محط اجتماعات مع وزارة التربية الوطنية لصياغة المراسيم والنظر في الجزئيات، وهذا هو الأهم. لذلك نعتبر أن هذا الاتفاق، مهم ومهم جدا، لأنه قبل 2021، كان البعض يطالب فقط بالجلوس إلى مائدة الحوار، الآن تجاوز ذلك ووصلنا على مكاسب مهمة لها انعكاسات مالية كبيرة، والمنطق النقابي في العالم وفي تاريخ العمل النقابي يقتضي أن نقبل ما يتم عرضه ونطالب بالمزيد وهذا ما سيحدث مستقبلا ولاحقا.

على الأقل اتفاق 14 يناير بداية إيجابية للسير نحو الأمام وانتزاع المزيد من المكاسب.

س: ما تقيمكم لانعكاسات الاحتجاجات التي يخوضوها الأساتذة أطر الأكاديميات/المتعاقدين على الزمن التعليمي؟

– نعتقد أن ما يحدث هو نتيجة لمغالطات وللتشويش الذي يُمارسه البعض على هذه الاتفاقية، مع الأسف هنالك سوء فهم للاتفاقية.

فيما يتعلق بأخواتنا وإخواننا الأساتذة الذيم فُرض عليه التعاقد، يمكن أن أقول جازما أن الاتفاق وما نص عليه، خطوة جد إيجابية ولا علاقة لها على الإطلاق (وأؤكد على الإطلاق)، بالتعاقد الذي تم تمريره سنة 2016، وكان خطوة غير محسوبة وخطوة ضد نساء ورجال التعليم، إن لم أقل إنه ضد المنظومة التعليمية، ضد المدرسة العمومية.. ( دكشي اللي الدار ف 2016)، أنا يمكن أن أذهب أبعد من ذلك وأقول أنه كان جريمة في حق الأساتذة والأستاذات الذين فرض عليهم التعاقد.

نحن ضد الطريقة التي تمت بها معالجة ملف الأساتذة والأستاذات، والذين تعرضوا للتوقيف والإنذار، ومجموعة من الإجراءات التي لم تكن مناسبة من أجل حل المشكل، بل هي ستزيد من تفاقم المشكل. النقابة الوطنية للتعليم تتضامن مع الأساتذة الذين تم توقيفهم والذين تم إنذارهم، وتطالب الوزارة بالتراجع عن هذه الإجراءات.

الآن آن الأوان إصلاح هذه الأخطاء، وقد تم البدء فيها ويمكن تحسينها وتجويدها في المستقبل القريب.

س: لماذا لم يمتص الاتفاق الاحتقان، وما جدواه في ظل استمرار الوضع كما هو عليه؟

– أقول لك سي محمد، الاتفاق لم يكن الهدف منه امتصاص الغضب الموجود في الساحة، الاتفاق كان المقصود منه هو انتزاع المكاسب مزيدا منها المكاسب، لنساء ورجال التعليم، وهذا هو الذي يهمنا، لأنه كما قلت في البداية، عشر سنوات العجاف لم يتم فيها تحقيق أي شيء. الآن على الأقل تم تحقيق مجموعة من المطالب والمكاسب. هذا الأمر معناه أننا ”غادي نقبلو بما تم تحقيقه”، وسنطالب بالمزيد من المكاسب لنساء ورجال التعليم. لن نقف والنضال لن يقف والعمل النقابي لن يتوقف، لأن المطالب متجددة، المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية متجددة وبالتالي المطالب النقابية ستبقى متجددة لانتزاع المزيد من المكاسب.

نحن لم نعمل من أجل امتصاص الغضب بل عملنا من أجل انتزاع المزيد من المكاسب والمطالب لصالح أغلب نساء ورجال التعليم، وهذا ما تم، وسنتمر في المطالبة في المطالبة بتحسين العرض الحكومي والوزاري. هذا هو المنطق النقابي والفلسفة النقابية كما هو منصوص عليها في الأدبيات النقابية منذ ميلاد النقابات في القرن 18، وسنستمر في المطالبة بتحسين الأوضاع المادية الاجتماعية لمختلف الفئات التعليمية نساء ورجالا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x