2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أخضعت بعثة حلف الشمال الأطلسي(الناتو) عناصر من الجيش الموريتاني لتكوينات عسكرية، نهاية الأسبوع المنصرم، وذلك أياما بعد وصول البعثة إلى موريتانيا ولقائها بقادة الجيش الموريتاني.
وجاء هذا التدريب في سياق دولي وإقليمي مغاربي يتسم بالاهتمام المتزايد والمضطرد بموريتانيا، كونه جاء بعد أيام فقط من قدوم قادة بالجيش الجزائري إلى موريتانيا من أجل التوقيع على عدة اتفاقيات عسكرية في إطار لجنة عسكرية مشتركة بين البلدين، كما أعقب هذا التحرك الجزائري، قدوم وزير خارجية إيران إلى موريتانيا ولقائه بالرئيس الموريتاني، علاوة على قدوم وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، إلى موريتانيا في زيارة عمل، ما يجعل هذه التكوينات العسكرية التي قدمها الناتو للجيش الموريتاني تحمل أبعاد متعددة.
في هذا الصدد، يرى الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان المكاوي، أن “الاهتمام العالمي بموريتانيا يرجع إلى أسباب متعددة، أولها موقعها الجيواستراتيجي، وثانيها غنى باطن أراضيها من غاز وطاقات كبيرة، وخاصة الليثيوم، هذا المعدن الذي سوف ترتكز عليه التكنولوجيات العالمية في المستقبل، وثالث هذه الأسباب يرجع إلى “غنى الساحل الموريتاني بالأسماك”.

وأوضح المكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الناتو يهتم بهذه الدولة الشقيقة، لهذه الأسباب سالفة الذكر، والسبب الرئيسي أيضا، هو قربها من جزر الكنارياس الإسبانية التي تدخل في نطاق دفاعات الناتو”.
وأشار الخبير العسكري نفسه، إلى أن “قدوم هذه البعثة المتعددة التخصصات في الحلف الأطلسي إلى موريتانيا يرجع إلى تحديث حاجيات موريتانيا الدفاعية والعسكرية، خاصة التركيز على التكوينات المختلفة في الدفاع عن هذا الإقليم الواسع والمهدد بصفة مباشرة من طرف الإرهاب، والإرهاب المزور، وأقصد هنا جماعات التهريب والجماعات الإجرامية التي تتناسل في دول الساحل”.
وأكد المتحدث على أن “تواجد قوات فاغنر الروسية على حدود موريتانيا في منطقة غاو وكيدال وتمبكتو، وهناك عامل آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو الوحدة الذي أعلنتها جماعة أزواد في شمال مالي، والتي قد تقلب قواعد المعادلة في شمال مالي وجنوب الجزائر”.
وأردف أن إسبانيا كعضو في الحلف الأطلسي وجار لموريتانيا من حيث جزر الكنارياس، تهتم بموريتانيا، سواء من حيث التسليح أو التداريب أو من حيث إعطاء الخبرات الاستخباراتية والأمنية لموريتانيا، خاصة في ما يخص الهجرية غير الشرعية نحو جزر الكنارياس”.
وتابع أن “هناك اهتام آخر روسي وجزائري بموريتانيا، حيث رأينا أن الجزائر تتوفر على شبكات أمنية واستخباراتية، وتمول العديد من الجمعيات والشركات الموريتانية، وهذا الحضور الجزائري يدخل في إطار الاستراتيجية الروسية في المنطقة، ويعزز من مواقف فاغنر في الحدود المالية الموريتانية”.
موردا أنه “لأجل ما سبق، فإن الناتو مهتم كثيرا بهذه الدولة الشقيقة والصديقة، والتي تعتبر امتدادا للعمق الإستراتيحي للمملكة المغربية، وترى أن الاعتماد على هذا الشقيق قد يوازن بين الكثير من الأطماع والمنافسات بين الناتو و روسيا وكذلك الجزائر في هذه المنطقة”.
وخلص إلى أن “هناك عوامل ولاعبين متعددين يتنافسون على موريتانيا، إلا أن الحكمة الموريتانيا التي أسس عليها الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه، تعتمد على المقولة الشهيرة في الشعر الزجلي الموريتاني: “خذ العصا من الوسط”، وهذا المثل أصبح عقيدة في السياسة الاستراتيجية الموريتانية للرئيس محمد ولد الغزواني، والذي تشبع بالعقيدة العسكرية المغربية، عندما كان طالبا في أكاديمية مكناس و يعلم جيدا إمكانات الجيش الملكي في إقامة علاقات موثوقة وجدية مع جاره الموريتاني”.
هدا يدل على أن الطريق ستقطع عن المغرب فعليكم أن تاخدوا هدا بالحسبان ان اتبعتم إسرائيل وامريكا