لماذا وإلى أين ؟

بعد خمس سنوات على اعتقاله.. 42 منظمة دولية تطالب بالإفراج عن بوعشرين وزوجته تكتب رسالة مؤثرة

بعد 5 سنوات من اعتقال الصحفي ومؤسس جريدة “أخبار اليوم” المتوقفة عن الصدور، توفيق بوعشرين، جددت حوالي 42 منظمة حقوقية دولية دعوتها للسلطات المغربية لوضع حد فوري لما وصفته بـ “الاضطهاد واحتجاز” المعني بالأمر إلى جانب دعوتها لإطلاق سراح عشرات الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير، بحسب تعبيرها.

ويتعلق الأمر بكل من المنظمات الحقوقية التالية: “اكسس ناو، المركز الافريقي لحرية الاعلام، القسط لحقوق الإنسان، المادة 19، جمعية العاملين بالإعلام في الكاريبي، الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير، مركز حرية الاعلام والمسؤولية، مركز الدراسات الاعلامية وبناء السلام، سيفيكاس، لجنة حماية الصحفيين، محتجز انترناشونال، منتدى التجديد للفكر المواطني والتقدمي، فيمينا، حركة الاعلام الحر، معهد حرية التعبير، اتحاد الصحافة في غامبيا، مركز جلوب الدولي، مركز الخليج لحقوق الإنسان، حارس حقوق الانسان”.

و “مبادرة ايفوكس من أجل حرية التعبير بتركيا، الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، المعهد الدولي للصحافة، مؤسسة االصحافة لغرب افريقيا، معهد الإعلام بجنوب إفريقيا، مشاهدة وسائل الإعلام، المركز الإعلامي في سراييفو، منّا لحقوق الإنسان، الجمعية الوطنية البوليفية للصحافة، لا سلام دون ‏عدالة، مؤسسة الصحافة الباكستانية، مركز القلم أمريكا، مركز القلم الكندي، نادي القلم الدولي، مراسلون بلا حدود، منظمة إعلام جنوب شرق أوروبا، المركز السوري للاعلام وحرية التعبير، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الائتلاف التونسي لالغاء عقوبة الاعدام، المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، جمعية اليقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية، لجنة اليقظة من أجل الديمقراطية في تونس، بلجيكيا، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان”.

وأورد بيان مشترك وقعته المنظمات الحقوقية المذكورة أعلاه، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاعتقال بوعشرين، الصادر في حقه حكم استئنافي بالسجن لمدة 15 سنة، منذ عام 2019، أن “السلطات المغربية تجاهلت النتيجة التي خلص إليها فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي لعام 2019 بأن حرمان بوعشرين من حريته غير عادل؛ وقد دعت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة الحكومة المغربية إلى إطلاق سراحه ودفع تعويضات عن الضرر الذي لحق به؛ وأقرت المجموعة أيضًا بأن محاكمته شابتها انتهاكات للإجراءات القانونية الواجبة، واعتبرت أن اعتقاله جزءًا من “المضايقات القضائية التي لا تُعزى إلى شيء سوى تحقيقاته الصحفية”.

وأضاف البيان أن “محامين مغاربة في مجال حقوق الإنسان، وجماعات حقوقية أفريقية، وعربية، ودولية، وصفوا محاكمة بوعشرين وتلك التي طالت عشرات الصحفيين المستقلين، ونشطاء حقوق الإنسان والسياسيين، بأنها “جائرة” وتمثل “انتهاكا صارخا ومخزيا لدستور المملكة المغربية، والتزامها بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.

وسجل ذات المصدر أن “السلطات المغربية استخدمت على مدى السنوات الماضية، الادعاءات الكاذبة المتعلقة بالاعتداءات الجنسية والعلاقات خارج نطاق الزواج بشكل روتيني ومعتاد، كأداة لإسكات وسجن الصحفيين الناقدين وتشويه سمعتهم، في بلد وفر مساحة أكبر للصحافة المستقلة، مقارنة بمعظم الدول العربية، قبل سنوات قليلة من اعتلاء الملك محمد السادس العرش في عام 1999”.

وذكّر البيان بما يعتبرها “المضايقات التي تعرض لها صحفيون مغاربة آخرين”، كـ “الحكم الصادر ضد الصحفية هاجر الريسوني عام 2018، قبل العفو عنها، واعتقال الصحفي سليمان الريسوني والحكم عليه عام 2021 بالسجن النافذ خمس سنوات، واعتقال عمر الراضي عام 2020 والحكم عليه عام 2021 بست سنوات سجنا نافذا.”

كما عرج المصدر على ذكر اعتقال وزير حقوق الإنسان المغربي السابق، المحامي محمد زيان، بعد إدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا عام 2022، حيث أورد البيان أن زيان كان “من بين محامي حقوق الإنسان الذين استنكروا مرارًا ما أسموه بالمحاكمات الجائرة لبوعشرين وغيره من الصحفيين الناقدين الذين يقبعون في السجون”.

ورحبت المنظمات بإدانة البرلمان الأوروبي في 19 يناير الماضي لوضعية حقوق الإنسان وحرية الصحافة بالمغرب الذي حث السلطات المغربية، بحسب ذات البيان، على احترام حرية التعبير وحرية الإعلام، وضمان محاكمة عادلة للصحفيين المسجونين، ولا سيما عمر الراضي وسليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين، مع جميع ضمانات الإجراءات القانونية الواجبة، وتأمين الإفراج الفوري والحماية اللازمة لهم، ولمحاميهم، ولأسرهم ووقف مضايقتهم”.

وفي الختام قالت المنظمات الموقعة على البيان إنها تحث السلطات المغربية على “عدم الاعتراض على توصيات البرلمان الأوروبي التي تدعم حرية التعبير، بل اتخاذ جميع الإجراءات لإطلاق سراح جميع الصحفيين المسجونين ظلمًا، الذين قضوا سنوات في السجن بتهم باطلة”.

ومن جهتها، نشرت زوجة بوعشرين، أسماء الموساوي، رسالة مؤثرة على حسابها بـ “الفايسبوك”، بمناسبة الذكرى الخامسة لاعتقال زوجها، قائلة: “هذا الشهر الذي يتسلل خلسة و في غفلة منا، كان يومه 23 من أقسى الأيام…تاريخ مِؤرق و جارح و كلما عدت إلى تفاصيله..يبكي فيا كل شيء إلا عيني….”

وأضافت الموساوي “أستحضر منظر رضي و ندى ،طفلين صغيرين يتحايلان عليا ببراءة كي لا يناما باكرا لأنهما ينتظران عودتك من العمل كي تشاركهما اللعب و الشقاوة ،و السؤال الذي يكسر القلب ( بابا تأخر..متى سيعود؟)، أستحضر أول زيارة الأطفال لك في سجن عين بورجة، أسحب رضى من قاعة الزيارة و ينفلت مني راكضا نحوك و هو يتمسك بك باكيا و دموعك تقفز من عينيك على يدي..

وتابعت “أستحضر مكالمتك القصيرة جدا من مقر الفرقة الوطنية و المفعمة بالمشاعر و التوجسات…..، أستحضر بلاغات النيابة العامة في القنوات التلفزية و هي تغرز أنيابها في لحمك منتهكة قرينة البراءة و سرية البحث و التحقيق، أستحضر”أكذوبة” سفرك الى إفريقيا إشفاقا على قلب رضى الصغير حتى لا نملأ روحه بالانكسار و الحزن…”

“لم أكن اعلم حينها أننا سننصهر في طاحونة أيام طويلة و قاسية و في محيط هادر و هائج، و أنني سأكون بطلة الصحافة الصفراء و اجلد كل صباح على الصفحات و مواقع التشهير فقط لأنني زوجتك و لا من يحرك ساكنا أمام هذا الإيذاء البليغ. كانت أياما و شهورا عصية على الهضم، لحظات ثقيلة و أليمة امتزج فيها الحزن، الخذلان، لؤم ذوي القربى… انفض الاصدقاء المزيفون وتراجع آخرون ، .فوجئنا بسهام غادرة و ضربات قاتلة….”، تقول المتحدثة.

وسجلت قائلة: “اليوم، نبتسم في وجه من خذلنا و قال فينا ما ليس فينا ونبكي بصمت حين يكون كل شيء يدعو للصراخ و نضحك حين يكون البكاء واجبا. لكن صدقني يا بوعشرين، إن الله عز و جل كان رحيما، لطيفا ،جابرا، رؤوفا و رحمته كانت أوسع من كل هذا الحطام و الخراب…”

وتابعت الموساوي “اليوم بعد خمس سنوات أقول لك يا توفيق. .والله لن تخذلني الدنيا و بين ضلوعي قلب متعلق بالله و في قلبي محبة لك لا يمكن أن ينتزعها لا غياب و لا مسافات و لا مؤامرات ولا مكائد…سأضل أخيط هذه التمزقات و حياكة أمل لقائك إلى أن يأذن الله بالفرج. كن دائما على قيد الهمة و الأمل يا بوعشرين و انتظر ( و قل انتظروا..إنا منتظرون)..إنما الحياة محطات و عبر و بلاء و ابتلاء
عاهدني ألا تستسلم مهما خيم الحزن و ضاق الأمل و طالت المحنة، عاهدني أن تبقى وفيا لما خطته أناملك و تنتصر للحق و الحقيقة التي دافعت عنها و كلفتك غاليا…ألم تقل ان السعي الى الكرامة لا حدود له …”

وختمت بالقول: “الحرية لك يا توفيق بوعشرين، لأنك اخترت الوطن و هو أغلى الغنائم و أجمل الثروات و صدحت عاليا من أجل حق أبنائه في حياة كريمة و اقتسام خيراته.. اسمك كان و سيضل وساما خالدا، متوجا لي و لأبنائك و عائلتك و الحرية لشرفاء هذا الوطن”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Ali
المعلق(ة)
26 فبراير 2023 03:18

والله عيب أن يكون هذا الصحافي الشريف المناضل المكافح وراء القضبان.. ماذا فعل حتى يسجن ويدفن قلمه للأبد؟ كان مثال الصحافي المهني الذي ستأسد لعقدين من الزمن!! لم يصنع شيئا يستحق به السجن.. لم تغتصبه سوى عشرة نسوة .. كيف تغتصبه نسوة ويسجن هو ويخلى سبيل المغتصبات ؟؟ غريب حقا.. إذا كانت عقوبة المواطن العادي الذي يسمح لنفسه باغتصاب امرأة هي خمس سنوات، فعقوبة هذا السفاح خمس سنوات مضروبة في عشرة لان عدد الغتصبات عشرة.. على المجتمع المدني توقيع عريضة للمطالبة بإعادة محاكمة هذا الكائن لرفع الحكم الصادر الى 50سنة سجنا نافدا

ابو زيد
المعلق(ة)
24 فبراير 2023 01:02

هناك انطباع لدى العديد من المغاربة ان هناك نوعا من التعسف في حق هذا الشخص و آخرون…
اذا كنا لا نستطيع تحقيق اجماع داخلي حول بعض الاحداث فكيف نحققه خارجيا؟
على اي الإجماع الداخلي هو الأهم لان العفو و التصالح يخدم الجبهة الداخلية و يجعل منها سدا منيعا و لو بعد اختلافات فكرية و منهجية .

مولاحظ
المعلق(ة)
23 فبراير 2023 21:26

هذه المنظمات عليها ان تطالب بالافراج عن لمجرد ايضا ام حلال عليكم حرام عليهم. ياله طالب فرنسا كذلك ام المغرب هو الحائط الفصير… سنرى ونتابع…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x