لماذا وإلى أين ؟

”كوبرنيكوس” يلتقطُ صورا حديثة لجفاف قاسٍ بالمغرب و خبراء يدقون ناقوس الخطر حول تأثيره على الإستقرار

دق خبراء مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، ناقوس الخطر، حول عواقب وخيمة، قد تنتج عن الجفاف الشديد الذي تشهده الدول المغاربية، وعلى رأسها المغرب.

وأفاد تقرير حديث للمركز، استنادا على صور التقطها القمر الصناعي الأوروبي المخصص لمراقبة تطورات البيئة ومخلفات الكوارث الطبيعية، ”كوبرنيكوس”، شهر فبراير من سنة 2023،  أن موجة جفاف شديدة، يشهدها كل من المغرب والجزائر، يصاحبها ارتفاع غير مسبوق في أسعار المنتجات الغذائية، مما ينذر بزعزعة استقرار المنطقة.

وأورد تقرير المركز الأوروبي، أن ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، تسبب في تأخير إنتاج الحبوب في عدة مناطق من المغرب.

وكشف التقرير أن الجفاف الشديد، بات يُشكل عاملا رئيسيا في تهديد وزعزعة استقرار المنطقة، والتي تشهد حاليا موجة ارتفاع غير مسبوقة للمواد الأساسية بسبب التضخم وارتفاع تكلفة حبوب أكرانيا.

وأبرز ذات المركز، في تقريره، أن تأثير الجفاف على المغرب، الجزائر و تونس، سيكون أيضا على مجال ضمان الماء الشروب للسكان، ناهيك على إمدادات الطاقة وأساليب انتاجها.

الباحث الإيطالي في المركز الأوروبي، أندريا توريتي، يرى أن التأثير الاقتصادي لظاهرة الجفاف في المغرب وباقي الدول المجاورة، يحمل أوجها متعددة، لكن ”من المؤكد أنه سيؤثر بشكل مباشر على مجال الزراعة والانتاج”.

ويتوقع توريتي أن يكون الجزء الأكبر من تأثير الجفاف القاسي، على الزراعة، خلال هذا الصيف. مبرزا أنه إلى غاية شهر فبراير الماضي، كان الشتاء أكثر دفئا وجفافا من السنوات الماضية في مناطق واسعة من حوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المنطقة المغاربية، وأجزاء من إسبانيا.

في سياق متصل، يشير التقرير إلى أن التغيرات المناخية، تؤثر سلبا على التربة وتدفق الأنهار، مما انعكس على مردودية المحاصيل الزراعية. في المغرب مثلا، يذكر التقرير أن جميع مزارع القمح والشعير تراجعت إلى أقل بكثير من المتوسط. ويقدر انخفاض منتوج القمح على وجه التحديد بما بين 24- و 25- في المائة، مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية، وما بين 30- و 10- للشعير.

واعتمد المركز الأوروبي، في إنجازه للتقرير على بيانات القمر الصناعي ”كوبرنيكوس”، والنماذج الهيدرولوجية وتوقعات الأرصاد الجوية، حيث تمكنوا من رسم خرائط تُحدد المناطق التي لحقتها أضرار الجفاف الشديد، وتبين أن المنطقة المغاربية التي تشهد موجة حر في منتصف دجنبر، تسببت في تفاقم توقعات المحاصيل.

وطالب خبراء بإعطاء ”الأولوية الكبرى” لمهمة تقدير التأثير المحتمل، قصد وضع خطة استباقية وإعداد استراتيجيات المساعدة والتقليل من المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية.

كما دعا ذات الخبراء إلى ”اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثير الجفاف على التربة والمحاصيل و وفرة المياه”، مبرزين أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون ”حاسمة”، خاصة إذا استمرت الظروف الحارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وتكرر صيف قاس مثل ما عليه الحال سنة 2022.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
21 مارس 2023 14:25

الحل الوحيد اصبح هو تحلية مياه البحر، ولا مفر من هذه الوسيلة القادرة بامتياز على صيانة مكانة المغرب الفلاحية الى جانب الفوسفاط، خاصة ان المطلب الاساسي للدول مستقبلا سيكون هو ضمان الامن الغذائي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x