2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

دق خبراء مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، ناقوس الخطر، حول عواقب وخيمة، قد تنتج عن الجفاف الشديد الذي تشهده الدول المغاربية، وعلى رأسها المغرب.
وأفاد تقرير حديث للمركز، استنادا على صور التقطها القمر الصناعي الأوروبي المخصص لمراقبة تطورات البيئة ومخلفات الكوارث الطبيعية، ”كوبرنيكوس”، شهر فبراير من سنة 2023، أن موجة جفاف شديدة، يشهدها كل من المغرب والجزائر، يصاحبها ارتفاع غير مسبوق في أسعار المنتجات الغذائية، مما ينذر بزعزعة استقرار المنطقة.
وأورد تقرير المركز الأوروبي، أن ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، تسبب في تأخير إنتاج الحبوب في عدة مناطق من المغرب.
وكشف التقرير أن الجفاف الشديد، بات يُشكل عاملا رئيسيا في تهديد وزعزعة استقرار المنطقة، والتي تشهد حاليا موجة ارتفاع غير مسبوقة للمواد الأساسية بسبب التضخم وارتفاع تكلفة حبوب أكرانيا.
وأبرز ذات المركز، في تقريره، أن تأثير الجفاف على المغرب، الجزائر و تونس، سيكون أيضا على مجال ضمان الماء الشروب للسكان، ناهيك على إمدادات الطاقة وأساليب انتاجها.
الباحث الإيطالي في المركز الأوروبي، أندريا توريتي، يرى أن التأثير الاقتصادي لظاهرة الجفاف في المغرب وباقي الدول المجاورة، يحمل أوجها متعددة، لكن ”من المؤكد أنه سيؤثر بشكل مباشر على مجال الزراعة والانتاج”.
ويتوقع توريتي أن يكون الجزء الأكبر من تأثير الجفاف القاسي، على الزراعة، خلال هذا الصيف. مبرزا أنه إلى غاية شهر فبراير الماضي، كان الشتاء أكثر دفئا وجفافا من السنوات الماضية في مناطق واسعة من حوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المنطقة المغاربية، وأجزاء من إسبانيا.
في سياق متصل، يشير التقرير إلى أن التغيرات المناخية، تؤثر سلبا على التربة وتدفق الأنهار، مما انعكس على مردودية المحاصيل الزراعية. في المغرب مثلا، يذكر التقرير أن جميع مزارع القمح والشعير تراجعت إلى أقل بكثير من المتوسط. ويقدر انخفاض منتوج القمح على وجه التحديد بما بين 24- و 25- في المائة، مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية، وما بين 30- و 10- للشعير.
واعتمد المركز الأوروبي، في إنجازه للتقرير على بيانات القمر الصناعي ”كوبرنيكوس”، والنماذج الهيدرولوجية وتوقعات الأرصاد الجوية، حيث تمكنوا من رسم خرائط تُحدد المناطق التي لحقتها أضرار الجفاف الشديد، وتبين أن المنطقة المغاربية التي تشهد موجة حر في منتصف دجنبر، تسببت في تفاقم توقعات المحاصيل.
وطالب خبراء بإعطاء ”الأولوية الكبرى” لمهمة تقدير التأثير المحتمل، قصد وضع خطة استباقية وإعداد استراتيجيات المساعدة والتقليل من المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية.
كما دعا ذات الخبراء إلى ”اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثير الجفاف على التربة والمحاصيل و وفرة المياه”، مبرزين أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون ”حاسمة”، خاصة إذا استمرت الظروف الحارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وتكرر صيف قاس مثل ما عليه الحال سنة 2022.
الحل الوحيد اصبح هو تحلية مياه البحر، ولا مفر من هذه الوسيلة القادرة بامتياز على صيانة مكانة المغرب الفلاحية الى جانب الفوسفاط، خاصة ان المطلب الاساسي للدول مستقبلا سيكون هو ضمان الامن الغذائي.