لماذا وإلى أين ؟

تِقْبُورِين ن سُوس .. عندما انخرط الأكاديريين في الحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.

الحلقة الثانية: التحاق أكاديريين بالحزب الشيوعي الفرنسي في المغرب

من الأمور التي يجهلها عدد من الفاعلين في المجال السياسي المغربي، هو أصل حزب التقدم و الإشتراكية الذي يحمل اليوم رمز “الكتاب”، حيث إن المعروف لدى السياسيين في المغرب أن أصل هذا الحزب هو الحزب الشيوعي المغربي الذي اشتهر المرحوم علي يعتة بقيادته. لكن ما هو أصل الحزب الشيوعي المغربي؟

يمكن الإطلاع على تاريخ حزب التقدم و الإشتراكية أو الحزب الشيوعي المغربي من خلال الأرشيف الفرنسي أو من خلال استقراء تاريخ بعض المناطق المغربية إبان فترة الإحتلال الفرنسي. وخلال هذه الحلقة من السلسلة الرمضانية “تِقْبُورِين ن سُوس” سنتناول انخراط الأكاديريين في السياسة من خلال الحزب الشيوعي.

ففي الفترة الإستعمارية، كان الفرنسيون في أكادير ينشطون داخل حزبين فقط، هما الحزب الرديكالي الفرنسي و الحزب الإشتراكي، وهو الأمر نفسه بمختلف مدن المغرب، حيث كان الحزبان خاصين بالفرنسيين فقط. وفي مدينة “الإنبعاث”، كما أصبحت تسمى بعد الزلزال، كان الحزب الشيوعي أول تنظيم سياسي يؤسس فيها، وكان أغلب أعضائه من الفرنسيين أو اليهود المغاربة.

الحزب الشيوعي المؤسس بأكادير حينها كان عبارة عن فرع للحزب الشيوعي الفرنسي، وكان “مسيو سيمون شارل” الذي كان يشتغل مديرا لمدرسة تالبورجت، هو الذي يتولي مهمة كاتب الفرع المحلي بأكادير، وكان يشترط في عضويته أن يكون العضو مثقفا. وكان من أول المغاربة (المسلمين) الذين انخرطوا في الحزب بأكادير هو بورقية.

بعد ذلك، انفصل الفرع المحلي للحزب الشيوعي الفرنسي بأكادير عن الحزب الأصلي في فرنسا، فصار يسمى الحزب الشيوعي المغربي سنة 1943 برئاسة ليون سلطان، ولما توفي هذا الأخير سنة 1945 أسندت رئاسة الحزب إلى الأستاذ علي يعتة، وقد منع أيام حكومة بلفريج؛ خاصة ما بين شهر ماي و شهر دجنبر من سنة 1958، وألقي القبض على الكثير من أعضائه.

لما أطلق أعضاء الحزب الشيوعي المغربي، نفي الأستاذ علي يعتة إلى طنجة، لأنه كان ممنوع الإقامة في المنطقة التي تسيطر عليها فرنسا بقرار من المقيم العام أيام الإستعمار، وبقي الحكم عليه ساريا عليه حتى في أيام الإستقلال.

الحلقة الأولى: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. نجاة الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x