حلالٌ عليها حرام على غيرها.. عُمدة الرباط تُسائل رئيس مقاطعة حول كرائه سيارات

لم يمض سوى أسبوعين فقط على الضجة التي أثارتها الصفقة التي خصصت من خلالها رئيسة مجلس جماعة الرباط عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أسماء أغلالو، 13 سيارة فخمة لنوابها، بمبلغ مالي ناهز 1,34 مليون درهم، حتى تفجرت صفقة أخرى لا تقل وزنا عن الأولى.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين”  من عضو بالمجلس الذي تترأسه أغلالو، فقد عمد زميلها في حزب “الحمامة”، رئيس مقاطعة حسان التابعة لجماعة الرباط، إدريس الرازي، (عمد) لإبرام صفقة كراء أسطول سيارات لصالح المقاطعة.

وأكد مصدرنا أن عدد السيارات موضوع الصفقة بلغ 15 سيارة، و واحدة من نوع Scoda OKTAVIA.،  و 14 منها من نوع  Dacia LOGAN، حيث ستكلف الصفقة ما مجموعه 640 ألف و800 درهم (64 مليون سنتيم) سنويا.

وأكد مصدرنا، أن العمدة أغلالو التي سبق لها أن فجرت صفقة كراء سيارات فخمة لمستشاريها بمبالغ كبيرة، وجهت استفسارا لزميلها في الحزب رئيس مقاطعة حسان التابعة لجماعة الرباط، إدريس الرازي، تطالبه فيها بالكشف عن حيثيات هذه الصفقة وفق القوانين المنظمة للتراتبية المؤسساتية التي تربط مقاطعة حسان بجماعة الرباط.

وفي المقابل، رد رئيس مقاطعة حسان، إدريس الرازي، على الموضوع ببيان توضيحي، اتهم فيها جماعة أغلالو بالتقصير من مسؤولياتها في توفير التجهيزات للمقاطعة التابعة لها.

وأوضح مجلس مقاطعة حسان، في بيانه التوضيحي، أنه “بناء على المادة 260 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، فإن الجماعة مطالبة بتوفير التجهيزات الضرورية لمجلس المقاطعة لمزاولة الصلاحيات المخولة له، لكن الجماعة، بإمكانياتها،  تستطع توفير وسائل العمل التي تندرج في مجال التجهيز، من سيارات وشاحنات ودراجات لمجلس المقاطعة”.

وأكد المصدر نفسه أن “الإطار القانوني المنظم للمقاطعات، وخاصة التبويب المالي، لا يسمح لمجالس المقاطعات بشراء السيارات التي تعتبر قاعدة أساسية لمصالح المقاطعة لإنجاز مهام القرب المخولة للمقاطعة، على عكس الجماعة التي يعتبر الشراء هو الخيار الأمثل والسليم”.

واتهم رئيس مقاطعة حسان، في البيان المذكور، مجلس جماعة الرباط الذي ترأسه زميلته في الحزب أسماء أغلالو، بالتقاعس في الوفاء بالتزاماتها تجاه المقاطعات، موردا قوله إنه “وعلى عكس جماعة الرباط، كراء السيارات هي عادة دأبت عليها مقاطعة حسان منذ الانتداب السابق بسبب تقاعس الجماعة في الوفاء بالتزاماتها اتجاه مجالس المقاطعات (صفقات رقم ARH/09/2018. ARH/15/2019. ARH/22/2019(، وهي مخصصة أساسا لمصالح المقاطعة (الجهاز الإداري)، ولقد أتبت هذا الإجراء نجاعته وفعاليته في عمل المصالح بشكل عام. والمصالح التقنية بشكل خاص”.

وخلص البيان إلى أنه “أمام تراجع الجماعة عن القيام بواجباتها المنصوص عليها في المادتين 260 و261 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، وأمام القيود القانونية لمجالس المقاطعات التي لا تتيح إمكانية الشراء؛ فإن مجلس المقاطعة لا يتوفر إلا على خيار واحد و وحيد وهو اللجوء إلى كراء سيارات، والتي تظل سيارات اقتصادية ومنخفضة التكلفة، حتى يتسنى له القيام بالمهام المنوطة به”.

جدير بالذكر أن رئيسة مجلس جماعة الرباط عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أسماء أغلالو، التي استفسرت رئيس مقاطعة حسان حول صفقة كراء السيارات، هي نفسها سبق لها أن خصصت  13 سيارة فخمة لنوابها، بمبلغ مالي ناهز 1,34 مليون درهم، وهو ما أُثار سجالا واسعا على منصات التواصل الإجتماعي.

واعتبرت أغلالو،  في تصريح سابق لـ”آشكاين”، والذي كان متشنجا، أن هذا الموضوع “ماشي معلومة لي خاص تتناولها الصحافة، وماشي معلومة جيدة لأنها دازت فدورة أكتوبر ونحن الآن في شهر مارس”، بحسبها.

ولم تقف أغلالو حينها عند إحلالها موضوع كراء 13 سيارة فخمة لمستشاريها و تحريم ذلك على رئيس مقاطعة حسان، بل اتهمت أغلالو، والغضب يعلوا كلامها آنذاك  “مستشاري فدرالية اليسار الذين فجروا الملف بـ”محاولة خلق البوز”، بقولها: “هاد  الناس ديال فدرالية اليسار كايبغيو يخلقو البو.. وأنا ما عنديش حتى تعليق و أمبوسيبل نجاوب شي حد من اليسار”.