لماذا وإلى أين ؟

ما هي خياراتُ المــغرب لتفادي تكــرار حرائق الغابات في الصَّـــيف؟.. بنعبو  يُجيب

مع اقتراب موسم الصيف والإرتفاع المتذبذب لموجات الحرارة تعود إلى الأذهان ما خلفته حرائق الغابات العام الماضي، من نزوح لمئات الأسر والعائلات و خسائر مادية كبيرة كلفت السلطات الكثير من الجهد من أجل محاصرة هذه الحرائق.

ولعل آخر هذه الحرائق  ذلك الذي طال غابة “إكمسان” بمنطقة باب برد بإقليم شفشاون، والذي أتى على أكثر من 500 هكتار من الغطاء الغابوي، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن الخيارات المتاحة للمغرب من أجل تفادي تكرار سيناريو حرائق  الغابات خلال الصيف ومع كل ارتفاعٍ لدرجات الحرارة.

في هذا السياق، أكد الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن “المغرب من بين الدول الأكثر عرضة لحرائق الغابات، لأن منطقة شمال إفريقيا أو منطقة البحر البيض المتوسط بصفة عامة هي منطقة تتعرض للظواهر العنيفة لتغير المناخ بحدة، مثلما نرى اليوم أن نفس درجة الحرارة التي يعيشها المغرب اليوم طيلة هذا الأسبوع ستعيشها أيضا المناطق الجنوبية بإسبانيا و فرنسا و إيطاليا، بحيث ستكون لدينا ظواهر عنيفة مشتركة”.

وأوضح بنعبو، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “حرائق الغابات اليوم، ليست بالضرورة مرتبطة بالصيف، بل يمكن أن تكون في أي وقت في السنة، حيث لاحظنا حرائق غابات اندلعت في أكتوبر، يناير ومارس، وفي بداية أبريل الجاري، مثل حريق شفشاون الذي دامت حوالي 7 أيام وأتى على حوالي 300 هكتار”.

ولفت الخبير نفسه الإنتباه إلى أنه “مع تغيرات المناخ فإنه كلما ارتفعت درجة الحرارة كلما كان هناك احتمال دائم لحرائق الغابات، والمغرب يواجه هذا الأمر من خلال مركز وطني لتبع الكوارث الطبيعية بصفة عامة والحرائق بصفة خاصة، وللمغرب تقنيات جد متطورة”.

موردا أن “المغرب يتوفر على خريطة يقظة خاصة بالحرائق، والتي تتوفر على النقط السوداء التي يمكنها في أي لحظة ان تصبح حريقا، إما في الغابات أو منطقة خضراء، خاصة مع موجة الجفاف وقلة التساقطات المطرية، تبقى دائما هناك احتمالية لحرائق الغابات”.

وأردف أن “المغرب يشتغل بهذه الطريقة الرقمية اليوم للحد بشكل كبير جدا من هذه الحرائق، وليكون هناك تدخل استباقي في هذا الجانب، حيث يمكننا معرفة النقط التي يمكن أن تكون موضع حرائق، علاوة على النقط المشتعلة في كل لحظة كي نُرسل نحوها فرقَ الإطفاء في أقرب وقت”,

وتابع أنه  “يمكننا أيضا معرفة ما إذا كان هناك حريق في طور الإشتعال و ما هو توجهه، كما يمكننا حساب المساحة المحروقة وكمية الأشجار والأعشاب التي ضاعت، والسنة الماضية كانت هناك أضرار شملت بعض المواشي و منازل الساكنة، ما يعني أنه يمكننا أن نخرج بحصيلة رقمية حول الخسائر التي يمكن أن تخلفها هذه الحرائق”.

وأضاف بنعبو أن “المغرب يشتغل اليوم بهذه الطرق المعلوماتية المتطورة عبر طائرات الدرون، كما أن هناك تنسيقا أفقيا بين جميع مصالح التدخل، خاصة مصالح الداخلية، من سلطات عمومية، وقاية مدنية، الدرك الملكي، القوات الملكية الجوية (للجيش) ، إذ أن جميع أنواع التدخل نجدها تشتغل بتنسيق”.

وخلص المتحدث إلى أنه “في كل بداية موسم صيف، علما أنه بدأ مبكرا هذا الموسم واليوم الثلاثاء هو أول أيام موجة الحرارة، تكون هناك اجتماعات قبلية، بين الجماعات الترابية والمكتب الوطني للماء والكهرباء، كي يكون هناك تقاطع بين برامج التدخل، وكي تكون النتائج موحدة و فعالة، وكي لا يكون عملا فرديا بل عمل فريقٍ لحماية الممتلكات و الأرواح والخروج بأقل الخسائر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x