لماذا وإلى أين ؟

بوخــبزة يكشفُ خلفيات إسراع إيطاليا للتوضيح بشأن فتْحِــها “قنصلية بتندوف”

سارعت إيطاليا إلى توضيح موقفها من محاولة النظام الجزائري استغلال حدث عابر يخص التأشيرات لإعطاء طــابع رسمي لتغيير موقف إيطاليا من قضية النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، عبر الترويج بأنها (إيطاليا) فتحت قنصلية في تندوف الجزائرية و أن علاقة تربطها مع جبهة البوليساريو الإنفصالية.

وردا على الأخبار المتداولة في الصحف بشأن مسألة تفعيل شركة (VFS-Global) لفرعها المؤقت في مدينة تندوف، أوضحت سفارة إيطاليا بالرباط، امس الإثنين 23 ماي الجاري، أن “هذا القرار يهدف إلى تحسين و تبسيط عملية إيداع طلبات التأشيرة، مسجلة أن مراكز منبثقة (pop-up) سيتم فتحها خلال الأسابيع المقبلة في مدن جــزائرية أخـرى”، مشيرة إلى أن “هذه المبادرة الإدارية لا علاقة لها، بأي شكل من الأشكال، بالموقف الإيطالي من قضية الصحراء”.

وأضاف المصدر ذاته أن إيطاليا “تؤكد موقفها، كما عبرت عنه في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد الموقع في 1 نونبر 2019 بالرباط، مجددة التأكيد على دعم إيطاليا التام لجهود الأمين العام للأمم المتحدة لمواصلة العملية السياسية، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

هذا التوضيح المفصل من سفارة إيطاليا لمحاولة الجزائر تقليد المغرب في سياسته الدبلوماسية التي أسفرت عن افتتاح ما يناهز 30 قنصلية بين الداخلة والعيون، يجعلنا نتساءل عما إن كان التوضيح الإيطالي محاولة لعدم فقدان وُد المغرب، أم أنه محاولة لمسك العصا من الوسط.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أن “السؤال المطروح هو هل صدر موقف رسمي من إيطاليا بموجبه اتخذت موقفا جديدا من موقف الصحراء المغربية، فالجهة الوحيدة التي تحدد مواقف الدول هي المؤسسات الرسمية للدولة، والرئاسة الإيطالية و وزارة خارجيتها لم تصدر أي بيان أو بلاغ فيما يخص تغيير موقف إيطاليا من الصحراء المغربية”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

ويرى بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “أي محاولة للتشويش أو تحريف أو استغلال سياق معين للمساس بموقف دولة معينة، فهو يحتاج إلى توضيح و بيان، خاصة أن الكل يعلم أن المغرب في هذا النوع من القضايا أو الحالات لا يتعامل بطريقة سلبية أو أنه يدع الأمور تمر، بل، كما هو معلوم الآن، المغرب ينظر إلى علاقاته الخارجية بمنظور الصحراء”.

وشدد بوخبزة على أن “وضع النقط على الحروف مسألة جد مهمة في ما يخص موقف الدول من بعض القضايا، فعندما بادرت السفارة الإيطالية إلى التوضيح فهذا يعني أنها تعي جيدا أن المغرب لن يصمت أو لن يتغاضى عن استغلال الأطراف الأخرى لحدث معين”.

وخلص إلى أن “إيطاليا تعي جيدا أنها مطالبة بأن توضح موقفها من هذا الموضوع، وإلا فإنها قد تدخِل العلاقات الثنائية مع المغرب في سياق قد تكون الدولتان في غنى عنه، لأن هناك سوابق، وإيطاليا تعي جيدا أن هذه السوابق تعامل معها المغرب بحزم، وأن حزم المغرب في هذه المرحلة يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x