لماذا وإلى أين ؟

الشراكة المغربية الاسبانية : عُــنوان احترام الجار للجار

 العباس الوردي*

منتدى اقتصادي رفيع المستوى ينعقد بمدريد ، بين الجار الاسباني و المسؤولين المغاربة، بداية واضحة لمواصلة البناء الاقتصادي المشترك والذي ينحو بناء جسر افريقيا المغرب المغرب أوروبا وهو تمثل يؤكد على أن التخطيط الاستراتيجي هو خيار هذه المرحلة بين الشريكين وخاصة فيما يتعلق ببحث فرص الاستثمار بين الشركات الاسبانية ونظيراتها المغربية في الطاقات المتجددة، الفلاحة وصناعة السيارات وغيرها ، وهي معادلة توحد بين التاريخي من اجل بناء الحاضر والتنظير للمستقبل.

Yن العامل الجيوسياسي ليمثل أحد المؤشرات الأساسية التي ستعود بالنفع على البلدين ، ذلك أن القرب الجغرافي ليشكل نواة أساسية وما ييسر العمل بين الجانبين هو ذلكم الرباط الذي تمخض عن الدورة 12 بين المغرب واسبانيا حيث تم التوقيع على 19 اتفاقية للتعاون بينهما ، ناهيك عن خلق قنوات حية للتواصل والتعاون بطريقة مستمرة سواء فيما يتعلق بالرهانات الاقتصادية ، الامنية والسياسية.

ان احترام الجار للجار ليجسد صورة جديدة للتعاون الجديد ومن بين تمثلات هذا العنصر الذي يزاوج بين التاريخي ، الحاضر والمستقبل نذكر على سبيل المثال لا الحصر عزم الجانبين بناء مشروع ربط قاري ضخم بين افريقيا والمغرب ناهيك عن حضور رغبة جامحة في بناء مشاريع مشتركة كما هو الامر بالنسبة لملف الترشيح المشترك المغرب اسبانيا البرتغال لاستضافة مونديال 2030.

اننا امام نموذج متفرد للتعاون البيني والمنفتح في نفس الان مع الشركاء الاخرين الذين يؤمنون بوحدة المصير الدولي.
إن ما يؤكد عمق هذه الشراكة بين البلدين تتجلى وبلغة الأرقام في احتضان المغرب ل ما يزيد عن 1000 شركة تنشط بالمملكة ناهيك على أن صادرات اسبانيا نحو المغرب فاقت 77 مليار درهم هذا بالاضافة الى تخصيصها لخط ائتمان 800 مليون يورو، بينما بلغ بالمقابل حجم صادرات

المغرب نحو إسبانيا 8 مليارات و692 مليون يورو سنة 2022، أي بإرتفاع قياسي مقارنة مع 2021، بنسبة 19,1%.
ومن هذا المنطلق فالحوار الثنائي الذي تقوده المملكتان سيؤدي لا محالة سواء عبر منصة مدريد أو ملتقى الدار البيضاء المقبل ، إلى فتح نقاش معمق ومستفيض حول كل المواضيع المرتبطة بالتنمية المشتركة بين البلدين على أساس رابح -رابح ومن ثمة تمكين جميع الفرقاء المجاليين وعلى رأسهم مستثمري البلدين من رسم معالم خريطة تنموية ثنائية كفيلة بتوطين مواطن الاستثمار بينهما ومن ثمة المرور الى السرعة التعاونية القصوى الكفيلة ببناء جدار تعاوني عنوانه الاحترام المتبادل الذي تضمنه البيان الذي تمخض عن الاجتماع رفيع المستوى المغربي الاسباني ابان رجوع المياه الى مجاريها.

لأجل كل ذلك، فواقع الحال ينم على أن دينامية العلاقات الاسبانية قد أصبحت تشكل احد المقومات الاساسية للاقلاع التنموي الافريقي الاوروربي والذي يأخذ من احترام الجار وتقديره بوابته الرئيسية.
* استاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط والمدير العام للمجلة الافريقية للسياسات العامة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x