لماذا وإلى أين ؟

على هامش تأسيس منتخب “تندوفستان”

نور الدين زاوش*

في سنة 1958م وقُبيل “استقلال” الجزائر، تراجعت منتخبات مصر وتونس عن اللعب وديا مع فريق جبهة التحرير الجزائرية بعدما هددتهما الفيفا بالعقوبات، ولم يجد فريق جبهة التحرير أنذاك غير المنتخب المغربي ليلعب معه بأوامر من محمد الخامس رحمه الله، والذي لم يعر هذه العقوبات أي اهتمام، مقارنة مع ما يمكن أن تجنيه الثورة الجزائرية من مكاسب في مسارها التحريري من المستعمر الغاشم.

إلا أن الجزائر، وبعدما اشتد ساعِدُها وامتلأت خزائنها من عائدات النفط والغاز وأرجل الدجاج منزوعة العظام والأظافر، ها هي ترد الجميل للمغرب لكن على طريقة سِنِمَّار؛ وكما قال الجنرال “دوجول”:”حتى وإن خرجنا من الجزائر، فقد تركنا أبناءنا في أرحام نسائهم”.

من الطبيعي أن ننتظر من هؤلاء اللقطاء كل شيء إلا الوفاء والفضيلة والشهامة؛ لأن العجينة التي صُنعوا منها إنما هي عجينة من النوع الرديء، لا تعرف ما الأفضالولا تدري ما الأخلاق؛ لذا فحيثما حلت إلا وحل معها الخراب والدمار، وما تونس وليبيا وغيرها إلا غيض من فيض؛ وقد أنطق الله تعالى “تبون” في حواره الصحفي الأخير حينما قال: “حيثما تضع الجزائر رِجلها إلا وتقوم القيامة”.

العجيب في الأمر أن الجزائر ما زالت لليوم تردد أنها ليست طرفا في النزاع المفتعل؛ في الوقت الذي توفر فيه الأقمصة والألبسة الداخلية، والجوارب والأحذية الرياضية ومزيل العرق للاعبي منتخب “صندلسات”، وتدفع للاعبيه أثمان تذاكر الطائرات المصنفة، وتحجز لهم في أفخم الفنادق وأبهى المطاعم؛دون أن تعبأ حتىبتشويه سمعة فريق عريق من فرقها كفريق مولودية الجزائر، والذي فرض عليه العسكر أن يلعب وديا مع هذا الفريق اللقيط؛ كل ذلك فقط من أجل رد الدين الجميلالذي أقرضتها إياه المملكة المغربية الشريفة في يوم من الأيام.

لم يقف جبن هؤلاء الخونة من النظام الجزائري عند هذا الحد المقيت؛ بل تعداه إلى توفير اللاعبين أنفسهم، حيث إن أغلب لاعبي جمهورية “تندوفستان” جزائريون أبا عن جد، الشيء الذي جعل كثيرا منهم لا يتكلمون لوسائل الإعلام إلا باللغة الفرنسية؛وإلا انكشف أمرهم وافتضحت حقيقتهم من كونهم لا يعرفون كلمة واحدة من اللهجة الحسانية الصحراوية الأصيلة.

*عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

3 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x