لماذا وإلى أين ؟

خبيرٌ بيئي يدعو لإعلان حالة طوارئ مُناخية بالمــغرب بسبب توالي ارتفاع درجات الحرارة

كشفت تقارير دولية حول توقعات أحوال الطقس في مختلف دول العالم أن المغرب سيشهد موجات حر أكثر شدة في السنوات القادمة، حيث ستستمر المملكة في تسجيل درجات حرارة قياسية إلى “نهاية القرن”، وفق آخر تقريـــر لـ”المرونة المُناخية من أجل تحول الطاقة في المغرب”.

التقرير المذكور، أكد أن “التوقعات المناخية تشير إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة سيستمر حتى نهاية هذا القرن، مع موجات حر أكثر تواتراً و شدة وانتشاراً”، وهو ما يجعل التساؤل مطروحا عما إن كانت هذه الحرارة المرتفعة ستؤثر على الجهود التي يبذلها المغرب من أجل توفير الماء الشروب في عدد من مناطق المملكة.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن “موجات الحرارة التي تعرفها المملكة والتي هي من بين سمات التغير المناخي الذي يعرفه المغرب، وهي ظاهرة كونية يعرفها العالم في إطار التغيرات المناخية”.

وشدد بن عبو في تصريحه لـ”آشكاين” على أن “المطلوب اليوم في المغرب هو أن نضع استراتيجية استعجالية يمكن ان تأخذ بعين الاعتبار كل هذه المتغيرات، لأننا اليوم نتوفر على مخطط وطني لمواجهة هذه التغيرات المناخية، لكن يجب تنزيل هذه المخططات وتكون أجرأتها على المستوى المحلي والترابي، لأننا اليوم نتكلم عن مجموعة من تمظهرات التغيرات المناخية في مقدمتها الحرارة التي أصبحت تتواتر مع التغيرات المناخية ويمكن أن يكون تأثيرها كبيرا جدا على الموارد المائية”.

وأشار الخبير البيئي نفسه إلى أن “التغير المناخي يؤثر بشكل كبير على تراجع الموارد المائية على مستوى المملكة، ونلاحظ أن هذه هي السنة الثالثة على التوالي للجفاف ، وهناك تراجع للتساقطات المطرية والأحواض المائية، واليوم لا نتعدى نسبة  32 بالمائة من ملئ السدود على المستوى الوطني، ناهيك  عن الفرشة المائية، ما يعني أن موجات الحر تؤثر بشكل كبير على ندرة المياه”.

وأضاف بن عبو أنه “يجب أن تكون هناك قراءة مُحَيّنة لهذا الوضع الحالي، والتي ستمكننا من معرفة كيفية تدبير هذه الموارد المائية، ومن هنا يمكن القول إنه يجب أن نعلن حالة الطوارئ المناخية، لأنه كل مرة نعالج قضية على حدة، فعندما تظهر آثار الجفاف نحاربها وحدها، والحراق على حدة، والكوارث كذلك”.

وخلص إلى أنه “يفضل إعلان حالة الطوارئ المناخية، لأن درجة الحرارة التي تم تسجيلها في أواخر يونيو في مجموعة من مناطق المغرب، تم فيها تحطيم مجموعة من الأرقام القياسية، على مستوى الرباط، القنيطرة الرباط النواصر، سلا، وكلها مؤشرات تبين أن المغرب يعيش على وقع تغيرات مناخية سريعة ويمكن أن تكون أكثر حدة مع ظهور ظاهرة “النينيو” التي تؤثر بشكل كبير على كوكب الأرض وليس فقط على المغرب لوحده”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x