لماذا وإلى أين ؟

الخبث السياسي في إسبانيا و عقدة المغرب

ذ رشيد قنجاع

يحضر المغرب دائما في كل استحقاق انتخابي اسباني، بشكل قوي و بكل المستويات، يحضر من باب العلاقات الثنائية و تطوراتها و يحضر في التفاعل الحزبي بين مؤيد لتطوير هذه العلاقات و بين من يزايد فقط لكسب التيار الشعبوي الاستعماري سواء على مستوى اليمين المتطرف وسواء على مستوى اليسار المتطرف أيضا، تكون فيها المملكة المغربية حجر الزاوية في كسب المعركة الانتخابية.

تشاء الأقدار أن تصاب الحياة السياسية الإسبانية، كما هو الشأن بالنسبة للحيوات السياسية في العديد من الدول، بمعظلة الشعبوية المقيتة التي تستفيد من هيمنة واقع التفاهة و الترهل السياسي لتكسب جماهيرية مزعومة تتغدى من خطاب شعبوي تبسيطي تحريضي مدغدغ للعواطف، ويلبي رغبات أصحاب الأمراض و العقد النفسية سياسيا و اجتماعيا.

و في هذا الوضع السياسي الإنتخابي الإسباني الذي يعرف تنافسا حادا بين قطبي الحياة السياسية الإسبانية الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني و الحزب الشعبي، بعد انتخابات جهوية انتعش فيها اليمين و تراجع الحزب الحاكم، تحاول باقي الاحزاب السياسية الاخرى البحث عن موقع قدم في المشهد السياسي عبر محاولة محاكمة الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم بقيادة بيدرو سانشيز على موقفه الشجاع من القضية الوطنية المغربية، و هي قضية الصحراء بتبني مشروع الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل نهائي ينهي مرحلة طويلة من النزاع المفتعل الذي خلف مآسي و مآلات تهدد المنطقة برمتها في ظل تنامي نشاط الحركات الارهابية و منظمات الاتجار في البشر و المخدرات و الاسلحة.

في هذا السياق يخرج للعلن أحزاب ميكروسكوبية من قبيل حزب الجبهة العمالية، و هو حزب ذو نزعة شيوعية طفيلية ليوجه سهام خبثه السياسي بالتهجم على الرموز السيادية الوطنية للمملكة المغربية في شخص جلالة الملك نظرا للعلاقة السياسية المسؤولة مع الدولة الإسبانية بعد مفاوضات شاقة مع رئيس الحكومة الاسبانية الحالي، بيدرو سانشيز، للخروج من الأزمة التي عاشتها العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية. و هو هجوم فضفاض غير خلاقي و لاسياسي، يتضمن أكاذيب و مغالطات ان المغرب يعيش تظاهرات الجياع في كل المدن المغربية في اقتباس حرفي من خطاب بعض الابواق الجزائرية ، فهو فقط تعبير صارخ عن خطاب شعبوي مقيت بعيد عن السياسية قريب من ثقافة يوتيب و روتيني اليومي.

الامر لا يقتصر على هذا الحزب بل يشمل أيضا الفرنكاوية الجديدة في شخص الحزب اليميني المتطرف فوكس، الذي يحارب المغرب بشكل علني و يهدد في حالة نجاحة بطرد المهاجرين المغاربة، و هو ما يشكل على المستوى الحقوقي الدولي ضربا صارخا لمواثيق و اتفاقيات وكل الشرعة الدولية في مجال حقوق الانسان.

ستنتهي الحملة الانتخابية في إسبانيا وسيفوز من فاز و تبقى العلاقات المغربية الإسبانية فارضة نفسها على طاولة الدولتين بمنطق الدولة وليس بمنطق الصبيانية السياسية.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
18 يوليو 2023 14:34

كما قال الدكتور عبد الله العروي اطال الله عمره: (المغرب كان دائما جزيرة محاطة بالاعداء من كل جانب )، واليوم هو محاط بهم اكتر من اي وقت مضى، وما عليه إلا التشمير على السواعد وعلى إرادة ابنائه.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x