لماذا وإلى أين ؟

الدومي تكشفُ حُــظوظ المُنتخب المغربي النسوي في مونديال السيدات (حوار)

شهدت كرة القدم النِسوية بالمغرب، تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، بعد أن حقق المنتخب المغربي للسيدات، إنجازا تاريخيا غير مسبوق، بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، المقرر تنظيمها بشكل مشترك بين أستراليا و نيوزيلندا، في الفترة الممتدة ما بين 20 يوليوز و20 غشت 2023؛ كأول منتخب عربي ينال هذا الشرف.

حَجزُ تذكرة المشاركة إلى نهائيات المونديال، يأتي بعد ضمان لبؤات الأطلس، التأهل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي احتضنتها المملكة المغربية، وهي المشاركة التي عرفت تألق المنتخب النسوي، الذي كان قريبا من تحقيق اللقب القاري.

الصحوة الرياضية، التي عاشتها كرة القدم المغربية، منذ الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر، سايرها المنتخب النسوي بتأهله التاريخي للمونديال، غير أنه أمام امتحان صعب، يطرح أسئلة عديدة، من قبيل هل سيتمكن المنتخب من السير على منوال المنتخب المغربي لفئة الذكور؟ وما حظوظ اللاعبات في تجاوز المجموعة الصعبة التي يتواجد فيها إلى جانب منتخبات قوية مثل ألمانيا؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، اختارت جريدة “آشكاين” أن تستضيف، في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، مدربة نادي الاتحاد الرياضي “الفقيه بن صالح” في قسم الهواة، وأول امرأة تتولى مهمة تدريب فريق كرة قدم للرجال، في سابقة بتاريخ كرة القدم المغربية، حسناء الدومي.

في ما يلي نص الحوار:

س: بداية، ما رأيك في التطور الذي شهدته كرة القدم النسائية بالمغرب، بعد تأهل المنتخب المغربي للسيدات لنهائيات كأس العالم 2023، كأحد أبرز تجليات هذا الازدهار؟

– في حقيقة الأمر، يظهر جليا أننا قطعنا أشواطا كبيرة ومهمة في كرة القدم المغربية النسوية، التي بدأت تعرف ازدهارا كبيرا مقارنة مع السابق، بحيث أن الجامعة الملكية لكرة القدم -مشكورة على مجهوداتها- قامت بأدوار مهمة من أجل تطوير كرة القدم لهذه الفئة، بعدما طبقت الاحتراف في القسم الوطني الأول والثاني، الأمر الذي مكن اللاعبات من الاستفادة من أجر شهري، وأيضا مسألة فرض الفئات السنية، والزيادة في عدد الفتيات الممارسات، مع تقديم دعم مادي لتشجيع اللاعبات على مسايرة البطولة الاحترافية. هذا المشروع الذي وضعته الجامعة لاحظنا جميعا نتائجه الإيجابية، وهو ما تجلى -كما لاحظ الجميع- وصول المنتخب النسوي لنهائي كأس أفريقيا، لأول مرة في التاريخ، وكنا أقرب لتحقيق أول لقب، لولا الحظ الذي لم يقف إلى جانبنا، بالتالي حققنا إنجاز تاريخي وغير مسبوق، وهو التأهل لنهائيات كأس العالم المقامة حاليا في أستراليا ونيوزلندا، كأول منتخب عربي يتأهل لهذه المسابقة.

س: ما حظوظ المنتخب الوطني النسوي، في تجاوز دور المجموعات أمام منتخبات قوية لها تجربة وخبرة كبيرة؟

– المجموعة التي تواجد بها المنتخب صعبة جدا، لكن هذا لا يمنع أن نقدم مستويات مشرفة، وخير دليل هو المشاركة الأخيرة للمنتخب المغربي الأول لفئة الذكور في نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر، بحيث أن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع، أن الفريق سيمر من دور المجموعات، ويتأهل للدور الموالي، ويحقق المفاجأة الكبيرة بالتأهل إلى نصف النهائي، بالتالي نتمنى أن يشكل هذا الإنجاز دافعا وحافزا للاعبات كي يُقدمن كل ما بوسعهن، وأن يسرن على خطى فريق المنتخب الأول. ما أود أن أضيفه حول هذا الأمر هو أن لدينا كامل الثقة في اللاعبات والطاقم التقني، والجامعة الملكية التي تسهر على توفير جميع الظروف، وتعمل على توفير الراحة للاعبات، للظهور على أفضل وجه، وليقدمن مردودا جيدا. وبالرغم من أنها أول تجربة للبؤات الأطلس، لكن لا شيء مستحيل في كرة القدم، وبالنسبة لي أتمنى من اللاعبات أن يطبقن تعليمات المدرب والطاقم التقني. ولنكن واثقين أننا قادرين على تحقيق نتائج إيجابية وأن نتجاوز هذه المجموعة بالرغم من صعوبتها.

س: ما تعليقك على اللائحة النهائية للاعبات اللواتي سيمثلن المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم؟

– بخصوص اللائحة التي وجه لها الناخب الوطني الدعوة، فتبقى تلك مسؤولية على عاتقه، هو أول من يتحمل مسؤولية اختياراته، ولا يمكن -كما قلت سابقا- أن نفضل لاعبة على أخرى، المدرب هو صاحب القرار، وهو اللي يظهر له أين سيوظف اللاعبات اللائي وجه لهن الدعوة، كل مدرب ونظرته الخاصة للأمور، ولكل زاوية نظر حول الكيفية التي سيوظف بها اللاعبات تكتيكيا، الاختيار يبقى لهذا الأخير وطاقمه التقني، وهم من يتحملون المسؤولية. لكن دعني أؤكد لك مجددا ثقتنا الكاملة في اللاعبات المشاركات لتقديم نتائج إيجابية، منهن من يلعبن في البطولة الاحترافية بالقسم الأول، وأخريات يمارسن في دوريات أوروبية كبيرة، وسنكون دائما سندا لهن، ونتمنى أن يقدمن مردودا جيدا في هذه المسابقة؛ علما أن مجرد التأهل للمشاركة فيها، يمثل في حد ذاته إنجازا تاريخيا غير مسبوق فتاريخ كرة القدم المغربية.

س: في نظرك، هل سيشكل الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني الأول للرجال في مونديال قطر حافزا للاعبات المنتخب النسوي لتقديم أداء مُشرف؟

– من طبيعة الحال، المنتخب في مونديال قطر، تجاوز بالعزيمة والإرادة، والاشتغال كمجموعة واحدة، والاعتماد على اللعب الجماعي، أعتى المنتخبات في مجموعة صعبة، وأدى هذا الأمر إلى نتائج جيدة، ثم الوصول بعد ذلك إلى نصف النهائي، وهذا الأمر سيكون بالتأكيد حافزا ودافعا قويا للاعبات من أجل تقديم كل ما في وسعهن، لتحقيق نتائج جيدة في مباريات كأس العالم، وليقتفين بذلك خطى منتخب الذكور، وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نتمنى لمنتخبنا المغربي حظا موفقا في هذه الإقصائيات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x