لماذا وإلى أين ؟

“الــــدلّاح المسْـموم” يدخُـــل البرلمـــان

وجهت النائبة البرلمانية حنان أتركين عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، سؤالا آنيا إلى وزير الفلاحة تسائله عن “سلامة البطيخ الأحــمر المعروض بالسوق الوطنية من مادة “الميثوميل” المرصودة في شحنة موجهة لإسبانيا”.

وأوضحت النائبة البرلمانية، في سؤالها الكتابي، أن “المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، أقر في أعقاب إجراء تحاليل مخبرية، عن وجود نسبة مرتفعة من مادة “الميثوميل” تتعدى الحدود المسموح به بمقتضى القوانين الأوربية، في شحنة البطيخ الأحمر (الدلاح) التي تم تصديرها إلى إسبانيا”.

منوهة بـ”التفاعل الإيجابي والسريع مع هذا الموضوع الذي تناقلته وسائل إعلام أجنبية، وكذا بالصرامة التي تمت بها معاقبة المعنيين بالشحنة عبر تعليق العمل بالرخص الممنوحة لهم؛ لكن يبقى السؤال مطروحا، بخصوص السوق الداخلية، ومدى سلامة المنتوج المعروض في الأسواق الوطنية وخلوه من نسب التركيز العالية من المادة المذكورة، وهي التخوفات التي تتبادر إلى ذهن كل مواطن عند مطالعته للتقارير ذات الصلة، وأثر ذلك على الصحة والسلامة العامة”.

منبها إلى أن “أونسا لم يكن واضحا بخصوص الشحنة المعنية، وهل هي موجهة للتصدير في كليتها أم أنها جزء من محصول موجه إلى السوقين الوطني والأوربي”، مطالبة الوزير بالكشف عن “الإجراءات المتخذة لمراقبة السوق الوطنية وسلامة المعروض من البطيخ الأحمر، الذي بتم استهلاكه بكميات كبيرة”.

يشار إلى أن نظام الإنذار السريع الأوروبي للأغـــذية والأعلاف (RASFF)، أصدر أيوم الإثنين 24 يوليوز الجاري، تنبيهًا صحيًا يبلغ عن اكتشاف مراقبة الحدود الإسبانية شحنةً من البطيخ قادمة من المغرب،  حيث تم العثور على مستوىً عالٍ من الميثوميل، وهو مبيد حشري غير مصرح به، و هو الإنذار الثاني من نفس النوع في أقل من أسبوع.

توضيح أونسا في أول إنذار

وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا””، قد أوضح في تصريح سابق لـ”آشكاين”، تعليقا على حجز الشحنة الأولى من البطيخ، أنه “إثر إبلاغه عبر نظام (RASFF) للاتحاد الأوروبي بخصوص شحنة من البطيخ الأحمر التي تم تصديرها من المغرب إلى إسبانيا، والتي كشفت التحاليل المخبرية عن العثور على بقايا الميثوميل بنسبة تتعدى الحد المسموح به بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن الأمر يتعلق بشحنة واحدة من البطيخ وليس كل الصادرات الموجهة الى هذه السوق”.

وأكد المكتب بأن “استخدام الميثوميل في بلدان أخرى يعتمد بحد أقصى للبقايا (LMR) على البطيخ بمعدل 1 ملغ/كغ في اليابان، و 0.2 ملغ/كغ في الولايات المتحدة، و 0.1 ملغ/كغ وفقًا للكوديكس الغذائي”، مؤكدا على أن “المكتب قام بمنع استخدام الميثوميل في جميع الزراعات اعتبارًا من 26.09.2022”.

وشدد المصدر نفسه على أنه “فور التوصل بالإشعار قام المكتب بإجراء التحقيقات اللازمة، مما أدى إلى تحديد الحقل المعني وتتبع شحنة البطيخ المصدرة، كما تم اتخاذ إجراءات ضد المخالفين، تمثلت في تعليق الترخيص الصحي لوحدة التلفيف المعنية وتعليق ترخيص المُصَدِّر الذي قام بالتصدير”، علاوة على  “إجراء تحريات لتحديد قناة تسويق المبيد المشار إليه”.

وأشارت الجهة نفسها إلى أنه “منذ بداية عام 2023، تم تسجيل 5 إشعارات فقط حول الفواكه والخضروات من المغرب في نظام RASSF، من أصل 497 إشعارًا تم إصدارها عن طريق هذا النظام بشأن الخضر والفواكه المستوردة من طرف أوروبا المتأتية جميع البلدان”.

موردا أنه “في عام 2023، قام اونسا بأخذ 8000 عينة من المنتجات الغذائية المُسوقة في المغرب، مقابل 700 عينة في عام 2018. وعلى سبيل المثال، تقوم دول الاتحاد الأوروبي بأخذ معدل 4500 عينة سنويا”.

الخراطي يكشفُ عـــلاقة حجز “دلاح مسْموم” بإسبانيا بتسمُّم مُــواطنين بسيدي بنّـــور

من جانبه، سبق لرئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، أن أوضح في تصريح سابق لـ”آشكاين”، أن “هذا المبيد تم منع استعماله في المغرب سنة 2022، وهو ما يطرح السؤال كيف مازال هذا المبيد يستعمل من طرف الفلاحة، خاصة الفلاحة المصدرين والذين يبيعون منتوجهم للمستهلك المغربي”.

وشدد الخراطي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “حجز هذا الدلاح في إسبانيا يحيل على التسمم الذي وقع في سيدي بنور، لأن الأعراض مشابهة لهذا المبيد، وهنا نتساءل هل فعلا المواد الغذائية وخاصة النباتية تخضع للمراقبة، علما أن هذا المنتوج يمر عبر الحقل ثم للمحطة التلفيف ثم إلى إسبانيا، وهنا يخضع لمراقبتين، أولها مراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في محطة التلفيف، والثانية هي مراقبة فودكس، ما يجعلنا نتساءل إن كانت مؤسساتنا تقوم بواجبها أم أن هناك خللا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x