لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يَـــعُـدُّ رسائل استقبال مسؤولة بالحزب الشعبي الإسباني لسفيرة المــغرب

ماهي إلا ساعات من الإعلان عن النتائج شبه الرسمية للانتخابات العامة المبكرة في إسبانيا يوم الأحد 23 يوليوز الجاري، والتي أسفرت عن فوز “غير مريح” للحزب الشعبي الإسباني على حساب الحزب الاشتراكي العمالي، حتى استقبلت رئيسة إقليم مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، والتي تعتبر إحدى أبرز وجوه الحزب الشعبي، الإثنين 24 من هذا الشهر، سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، بمــقر الحكومة الإقليمية.

لقاء “إيزابيل دياز أيوسو” مع ينيعيش جاء بعدما حصل الحزب الشعبي على عدد أصوات لا يمتعه بالأغلبية المريحة، بل سيصعب عليه حتى تشكيل تحالفات حكومية نظرا لتنافر توجهاته مع الأحزاب الصغيرة الأخرى، وهو ما أدخل المشهد السياسي الإسباني  في حالة من الترقب، ما قد يضع البلاد أمام سيناريوهات متعددة، على رأسها الدخول في “بلوكاج” سياسي أو إعادة الانتخابات من جديد.

هذه المعطيات تجعل هذا اللقاء مع بنيعيش له أبعاد أكثر من كونه مجرد لقاء روتيني كما تم الترويج له، ما يفتح التساؤل عن خلفياته الحقيقية، وما إن كان بمثابة محاولة من الحزب الشعبي لاستمالة أصوات المهاجرين المغاربة بإسبانيا لتجنب “ريمونتادا” انتخابية من سانشيز في حال أعيدت الانتخابات من جديد، أم أن الأمر يتعلق برسائل يريد “رفاق فيخو” بعثها للمغرب.

مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وفي هذا السياق، يرى مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، أن “هذا اللقاء يندرج في سياقين مختلفين، فنعلم أن الانتخابات لم تعط تلك النتائج الأغلبية المريحة، وبالتالي فلدغدغة مشاعر واستمالة فئة هامة جدا من المهاجرين المغاربة، الذين يشكلون كتلة ناخبة قوية جدا ويمكن أن تساهم، في حال الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية أو في حال المرور إلى انتخابات أخرى، في حسم الموضوع”.

وشدد لعروسي في حديه لـ”آشكاين على أن “من باب أولى استمالة الناخبين، خاصة أن ما يتعلق بموضوع الهجرة والمهاجرين الذي هو هام بالنسبة للحزب الشعبي نظرا لما يطرحه من شكوك عديدة، خاصة أن الحزب اليميني  دائما ما يتبنى أطروحات معادية للهجرة، ما يعني أن هذا اللقاء يدخل في باب التطمينات للمهاجرين للتصويت على الحزب الشعبي ومحاولة تشتيت أصوات اليسار في أي استحقاق انتخابي قادم”.

موردا أن “هناك عنصرا ثانيا يتعلق بالتزامات الخارجية للدولة الإسبانية، فهذا اللقاء يندرج في سياق إقرار نفس الاستراتيجية التي بدأها سانشيز والاتفاق الذي تم توقيعه مع المغرب وخاصة الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي كمبادرة بناءة وفاعلة، وهي المبادرة الوحيدة الموجودة على الأرض”.

وأشار إلى أن “هذا التقارب، يندرج في إطار تثبيت المواقف الإسبانية وعدم التنكر لها في المستقبل، على أساس  أن السياسة الخارجية الإسبانية ليست ظرفية ولا تحكمها  الأحزاب، والدليل هو أن هناك بعض الأحزاب اليسارية التي كانت لها مواقف انفصالية في الحكومة السابقة لكنها في نهاية المطاف خضت لمنطق الدولة الإسبانية، ولمنطق الدولة العميقة، على اعتبار أن إسبانيا لديها أيضا فواعل تاريخية قوية، منها العلاقات التاريخية التي تربطها بالمغرب ودور المؤسسة الملكية في ذلك”.

وخلص إلى أن “الأهمية الاستراتيجية لهذه الشراكة وإيمانا من إسبانيا بأهميتها، فرغم الاختلاف الحزبي لأي كان وصل إلى السلطة، فإن المكتسبات الأخيرة التي حققتها إسبانيا مع المغرب لن يكدر صفو هذه العلاقات فوز كاسح للحزب الشعبي الإسباني، لأن هناك مصلحة قوية لإسبانيا مع دول الجوار وهي اختيارات ثابتة لا يمكن أن تتغير مع استحقاق انتخابي كالذي حصل مؤخرا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x