2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حذرت جمعيات المجتمع المدني والسلطات المحلية المنخرطة في مساعدة ضحايا الزلزال مما وصفته صورا “شبه إباحية” لمُندسين في الحملات الإنسانية لإغاثة الضحايا والمنكوبين، داعية إلى عدم نشر صور الأطفال والطفلات و تأطير تقديم المساعدات.
وأوضحت الجمعيات الثمانية الموقعة على البلاغ الذي وصل “آشكاين” نظير منه، أن “المغرب عرف ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023 ، زلزالا عنيفا و مروعا في منطقة الحوز أودى بآلاف الضحايا وخلف العديد من الخسائر المادية والبشرية، وفي هذه الظروف عبَّـــر المجتمع المغربي عن أسمى عبارات التضامن والتعبئة من أجل تقديم المُساعدات الأولية التي أبهرت المجتمع الدولي، وقد ساعد على ذلك كل ما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي من سرعة التواصل والتفاعل”.
ونبهت الجمعيات إلى أنه “في هذه الظروف العصيبة، وعلى نفس وسائل التعبئة الرقمية لاحظت الجمعيات ممارسات خطيرة مهينة للكرامة الإنسانية و لأخلاقيات المساعدات الإنسانية، ومنافية لالتزامات المغرب في مجال حقوق الإنسان”.
وأكدت أن “عدة صور وفيديوهات لأطفال وطفلات يتامى ويتيمات وهم-هن يتلقون المساعدات الأولية، راجت على مواقع التواصل، وأخطر من ذلك صور تكاد تكون إباحية مع طفلات توحي بالزواج بهن، قُبل و أحضان و عناق”.
وطالبت الجمعيات بـ”عدم نشر صور الأطفال والطفلات على مواقع التواصل الإجتماعي”، مع “ضرورة تأطير تقديم المساعدات للأطفال اليتامى من طرف جمعيات المجتمع المدني المختصة، وضرورة ضبط دينامية المساعدة من طرف السلطات المحلية من أجل حماية الساكنة المتضررة من كل المتربصين لمآسي الساكنة”.
كما دعت إلى “أخذ الحيطة و الحذر من الاشخاص الذين يرغبون في كفالة الطفلات والأطفال اليتامى، والتبليغ عن صفحات التشهير بالطفلات والأطفال بمناطق زلزال الحوز”.
وخلصت الجمعيات الموقعة على البلاغ إلى أن “هذه الفاجعة الإنسانية تتطلب من جميع المنخرطين والمنخرطات فيها التحلي بروح المسؤولية و اليقظة والعمل على ضمان حقوق جميع الضحايا، وذلك بالتبليغ في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المحتويات وتبليغ الجمعيات المختصة والسلطات المحلية و النيابة العامة بكل الأخطار التي يمكن أن تهدم هذه الموجة من التضامن’.
ووقعت على هذا البلاغ التحذيري ثمانُ جمعيات هي على التوالي جمعية التحدي للمساواة والمواطنة؛ جمعية أفق للنساء، شبكة أمان لمناهضة العنف المبني على النوع، شبكة جمعيات حي درب غلف، المنظمة الإفريقية للأرضية المشتركة، جمـــعيـــة اللقــاءات المتوسطـــــيـة للسينـــــما و حـقــــوق الإنســــــان، الجمعية المغربية للبحث العلمي و التنمية MASRED؛ جمعية التأهيل للشباب- بني ملال”.
يأتي هذا بعدما انتفض نشطاء ضد التصرفات التي وصلت حد قيام بعض “المتطوعين” المنخرطين في عملية دعم ضحايا “زلزال الحوز” بتصرفات لا أخلاقية تُجاه الفتيات الناجيات من الزلزال، دفعت المواطنين إلى البحث عن وسيلة للتبليغ عن هؤلاء، وهو ما جعل نشطاء يشاركون رقما أخضر للتبليغ عن ضحايا محتملين بالاتجار بالبشر، والذي انتشر بين المغاربة منذ أمس بشكل سريع جدا.
وكان مسؤول باللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه التي تشرف على الرقم الأخضر المذكور، قد أوضح أن “الرقم كان موجودا قبل الزلزال ولكن مع ما يقع لضحايا الزلزال انتشر أكثر و احتاجه الناس بشدة، وهو في انتشار منذ يوم أمس الأربعاء 13 شتنبر الجاري”.
وأضاف ذات المسؤول في تصريح لـ”آشكاين”، أن “هذا الرقم الهاتفي تابع للكتابة اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه و وزارة العدل هي المكلف بالكتابة الدائمة للجنة”، مشددة على أنه “في حال رصد أي حالة لأي ضحية محتملة للاتجار بالبشر يمكن التبليغ على هذا الأمر، ويتم التعامل يتم حسب الحالة، ولا يمكن أن نتحدث عن حالة بعينها دون أن يتم رصدها أولا“، موردا أن “هذا الرقم مجاني ويمكن الاتصال به في أي وقت سواء ليلا أو نهارا وسيتم التفاعل معهم في حال تم رصد حالة محتملة للاتجار بالبشر”.