هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الوحدة الترابية للمغرب وضرب في دبلوماسيته الخارجية، وأعلن صراحة عن دعم بلاده للإنفصال، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 في نيويورك.
خرجة تبون، تحيلنا على تساؤل جديد قديم عن خلفيات هذه الخرجة إن كانت الجزائر تدعي أنها ليست طرفا في النزاع، علاوة على الهدف من وراء عودتها إلى مسألة “الاستفتاء في الصحراء” خلافا لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بنزاع الصحراء المفتعل، خاصة القرارين الأخيرين 2602 و 2654 واللذين لم يرد فيهما أي حديث عن استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية.
في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، محمد زهور، أن “الرئيس الجزائري يحاول الرجوع إلى واقع قديم، حيث حاول أن يستحضر في كلمته واقعا تجاوزته الأحداث والوقائع والتطورات التي عرفتها قضية الصحراء المغربية، في ظل هذا التطور الذي فرضه الواقع وينظر إلى مسألة إيجاد حل واقعي ينسجم مع الواقع”.
وشدد زهور في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “تبون تبنى في كلمته مجموعة من مبادئ الأمم المتحدة، في حين أنه في علاقته مع المغرب الجار، لم يستطع تبون حتى أن يتخذ مبادرات تنسجم مع التوجه الدبلوماسي الذي يشمل الدبلوماسية والحوار، في حين نجد المغرب دائما يمد يد تطوير المنطقة المغاربية”.
ز أضاف زهور أن “هناك تناقضا في كلمة الرئيس تبون الذي يدعي أنه يتبنى مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالحوار والسلام والدبلوماسية، لكن تعامله مع المغرب يضرب عرض الحائط هذه المبادئ التي ذكرها في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأردف أن “تبون أراد في ملف الصحراء المغربية أن يعيد عجلة الزمن للوراء، لما يخالف التطورات والوقائع التي عرفتها قضية الصحراء المغربية، والمتمثلة في النظر بأن الحل الواقعي لن يخرج عن السيادة المغربية، لأن هناك تطورات ولا يمكننا أن نعود لسياق معين كي نتبنى مواقف أخرى”.
وخلص إلى أن الرئيس الجزائري يريد العودة إلى حقبة أكل عليها الدهر وشرب، في حين أن الحلول الواقعية لا تخرج عن الحل في ظل السيادة المغربية لكونه الحل الأكثر واقعية، والذي اعترف به المجتمع الدولي وهو ما ينسجم والتوجه الدولي”.