لماذا وإلى أين ؟

كما كان مُتوقعا ..فيخو يفشلُ في تشكيل الحُـكومة الإسبانية و يُـمهِّد الطريق لِسانشيز

لم تخطئ تنبؤات المحللين السياسيين بفشل زعيم الحزب الشعبي الإسباني، ألبيرتو نونيز فيخو، في مهمة تشكيل الحكومة الإسبانية التي كلفه بها الملك الإسباني فيليبي السادس، بعد مخاض انتخابي عسير على الحزب الشعبي، أفرزت له أرقاما تنبأ الجميع بأنها ستقوض جهوده الرامية لكسب حلفاء لجانبه.

وكشفت تقارير إعلامية إسبانية أن فيجو خسر الترشيح، حيث يرتقب أن تتم إعادة انتخاب بيذرو سانشيز رئيسًا للحكومة، حيث وصفت نفس التقارير هذا الأمر بـ”تاريخ الموت المتنبأ به”، حيث  خسر الفائز في الانتخابات التشريعية في إسبانيا، ألبرتو نونيز فيجو، ترشيحه، مما يترك الطريق مفتوحا أمام بيذرو سانشيز الذي من المقرر إعادة انتخابه في غضون أسابيع قليلة بفضل أصوات الإنفصاليين الباسكيين والكاتالونيين.

فبعد مرور شهرين طويلين على الانتخابات التشريعية في 23 يوليوز المنصرم، عُقدت جلسة التصويت على مرشح الحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيجو، والذي حصل على أكبر عدد من الأصوات، لكن دون أغلبية كافية لتشكيل الحكومة، ما يعني انه فشل في الحصول على ثقة البرلمان في هذه الجولة.

وكان فيخو قريبا بأربعة أصوات من الحصول على أغلبية 176 صوتًا، حيث تمكن فقط من الحصول 172 مؤيدا مقابل 178 معارضا لهذا التصويت الأول لتنصيبه كرئيس للحكومة.

ومن المقرر إجراء تصويت ثان يوم الجمعة المقبل 29 شتنبر الجاري، وفي هذه الجولة الأخيرة من التصويت، سيتم التصديق على موقف الكونغرس، حيث يجب على زعيم حزب الشعب أن يحصل على ثقة المجلس، وفي حال لم يستطع، وهذا هو الراجح، فسيوكل ملك البلاد المهمة لسانشيز الذي عليه أن يكسب ثقة البرلمان.

واعتبارًا من يوم الجمعة، تورد التقارير الإعلامية،  سيبدأ الوقت في النفاذ بالنسبة لبيذرو سانشيز، لكي يتمكن من البقاء في المونكلوا، حيث سيعتمد على الأحزاب المؤيدة له للظفر بولاية ثانــية.

وبشكل ملموس، فإن أمام سانشيز حتى 27 نونبر للحصول على أغلبية بديلة (121 نائبًا من حزب العمال الاشتراكي، و31 نائبًا من سومار، و7 من حزب الإصلاح الدستوري، و7 من جونتس، و6 من بيلدو، و5 من الحزب الوطني التقدمي، و1 من حزب العمال الوطني). فيما توحي جميع المؤشرات   بأنه سينجح، وفي حال لم يستطع، فسيتم حل البرلمان بمجلسيه والدعوة لانتخابات جديدة.

فشل متوقع

وكان الكاتب والصحفي المغربي المتخصص في الشأن الإسباني، عبد الحميد البجوقي، قد توقع، في تصريح سابق لـ”آشكاين”، فشل فيخو في تشكيل الحكومة والمرور للسيناريو الثاني من خلال تكليف سانشيز بهذه المهمة.

أوضح البجوقي أن “تكليف الملك الإسباني، رئيس الدولة في هذه الحالة، لفيخو زعيم الحزب الشعبي، بتشكيل الحكومة، والحصول على ثقة البرلمان، هي من صلاحيات الملك حسب الفصل 99، لكن كان منتظرا أن لا يتم ذلك لأن الأرقام لا تعطي أغلبية كافية للحصول على ثقة، إذ أن 174 صوتا التي تشمل دعم فوكس غير المشروط، والتحالف الكناري، وحزب التجمع النافاري”غير كافية.

وأوضح البجوقي، في ذات التصريح أن “ملك إسبانيا، يبدو بأنه فضل أن يستمر في نفس التقليد، ما دامت هذه الصلاحية مطلقة حسب الفصل 99، لأنه تاريخيا لم يسبق أن كلف الملك زعيما لم يحصل حزبه على أغلبية من المقاعد، باستثناء ما حصل مع راخوي سنة 2016، وهذا الاستثناء كان بسبب طلب راخوي من الملك أن لا يكلفه بتشكل حكومة يعرف مسبقا أنه لن يحصل على ثقة البرلمان”.

ولفت الانتباه إلى أنه “على غير العادة، صدر بيان عن القصر الملكي يشرح اختيار الملك، وأنه يلتزم بهذا التقليد المتداول في إسبانيا منذ المصادقة على دستور 1978، لكن المؤكد أن فيخو لن يحصل على هذه الثقة من البرلمان باستثناء مفاجآت قد تأتي بها أحيانا السياسة”.

مؤكدا أن “كل الفسيفساء الحزبي، الجهوي و الوطني والانفصالي يعطي إشارات أنه سيدعم بيذرو سانشيز، والأخير يعطي الآن إشارات واضحة بأنه سيسمح بالعفو العام، وهذا مطلب من مطلبين رئيسيين كان يطالب بهما الحزب الكاتالوني الجمهوري والحزب الباسكي و غيرهم، وأما فيما يخص الاستفتاء فهذا مستحيل مادام أن الدستور الإسباني لا  يسمح بذلك”.

وتابع أنه “بعد 26 من الشهر المقبل، تاريخ التصويت على فيخو، سيفشل في تشكيل الحكومة، والملك سيتطلع إلى تكليف بيذرو سانشيز لمحاولة الحصول على الثقة، وبعد انطلاق هذه العملية سيكون للبرلمان شهران لمنح الثقة أو أن الملك سيدعو إلى انتخابات والتي قد تكون في شهر يناير”.

وخلص إلى أنه “في حال ما إذا كانت المفاجأة وحصل فيخو على هذه الأغلبية، وهذا احتمال  ضعيف جدا، فإن العلاقات مع الرباط لن تتأثر، لأن اليمين كانت له دائما مناوشات وانتقادات للطريقة التي اتخذ بها بيذرو سانشيز قراره من أجل تحسين وتطوير وإعادة العلاقات مع المغرب، لكنه لم ينفذ إلى العمق و إلى الجوهر ولم ينتقد القرار في جوهره، ما يعني أن مصالح الدولة الإسبانية لن تسمح لليمين بتغيير هذا القرار، ولنقل الدولة العميقة في إسبانيا والتي هي أقرب إلى فيخو منها إلى بيذرو سانشيز وحلفائه في الفسيفساء الحزبي، لن تسمح بتغيير هذا  الموقف، وهذا ما أكدته سابقا ولازلت أؤكده إلى اليوم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x