لماذا وإلى أين ؟

العسري : رياضة الألعاب الإلكترونية قوة اقتصادية يجب استثمارها (حوار)

أصبحت رياضة الألعاب الإلكترونية تحضى بشعبية كبيرة خلال الآونة الأخيرة بالمغرب، خصوصا في صفوف الشباب الذين يعشقون الألعاب الإلكترونية ووجدوا ظالتهم في ممارستها كرياضة، ما أثمر نتائج مميزة للأبطال المغاربة على المستويين الإفريقي والعالمي. فضلا عن أنها قد أصبحت صناعة عالمية تقدر بمئات مليارات الدولار، وهي الصناعة التي يطمح المغرب إلى الانفتاح عليها مستقبلا، بجذب مستثمرين في المجال.

وارتأت جريدة “آشكاين”  الرقمية في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، استضافة عمر العسري، رئيس فريق اتحاد طنجة للألعاب الإلكترونية، من أجل الحديث عن هذه الرياضة وإقبال الشباب عليها، وكذا جوانب أخرى تتعلق بالألعاب الإلكترونية كرياضة وكصناعة.

وفيما يلي نص الحوار:

بداية، عرفنا على فريق اتحاد طنجة للألعاب الإلكترونية ؟

نادي اتحاد طنجة للألعاب الإلكترونية، هو جمعية تأسست من أجل تمكين جميع الشباب وتأطيرهم في ممارسة رياضة الألعاب الإلكترونية بجميع أشكالها. فضلا عن المشاركة وتمثيل مدينة طنجة في البطولات التي تنظمها الجامعة الملكية للألعاب الإلكترونية، وأيضا المسابقات التي تقام على المستوى الدولي.

ونعمل من خلال نادي اتحاد طنجة، على تأطير ممارسة الألعاب الإلكترونية، والتشجيع على ممارستها في نطاق صحي وطبقا للأخلاقيات والأنظمة المعمول بها على مستوى الجامعة وعلى المستوى الدولي. وسيسهر النادي أيضا على التحسيس بضرورة الاعتدال في ممارسة رياضة الألعاب الإلكترونية، وأيضا كوسيلة لمكافحة ظاهرة التعاطي للمخدرات.

هل يمكنكم شرح مفهوم الألعاب الإلكترونية كرياضة ؟

في حديثنا عن الألعاب الإلكترونية كرياضة، فلها العديد من الإيجابيات، من بينها تنمية ذكاء ممارسها وسرعة التفكير وتحسين التناساق بين اليد والعين، وتحسين عملية اتخاذ القرار، وأيضا التشجيع على القراءة، حيث أن العديد من الشباب الذين يمارسون الألعاب الإلكترونية يكونون متمكنين من اللغات الأجنبية. فضلا عن المساهمة في تحسين التفكير الاستراتيجي، والزيادة من اهتمام ممارسها بالتكنولوجيا، ويمكن أيضا استخدامها كأدوات للتدريس، وتنمية مهارات التواصل لدى شريحة واسعة من الأطفال والشباب.

ونحن كفريق لنا دائما شعار نستعمله داخل نادي اتحاد طنجة للألعاب الإلكترونية، وهو أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون ممتعة ومفيدة، إذا تمت ممارستها بشكل معتدل. فالإفراط فيها دائما يمكن أن يسبب في بعض الأضرار، مثل قلة النوم والأرق وإهدار الوقت والطاقة، وأيضا إضطرابات نفسية، وهنا يأتي دور التأطير الرياضي لممارسة هذه الألعاب.

هل هناك مشاريع حكومية لتشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة، وما مدى نجاح هذه المشاريع ؟

الحكومة المغربية أطلقت سابقا مشروعا يتعلق بإنشاء مدينة صناعية تهم صناعة الألعاب الإلكترونية، وقامت بلقاءات عدة مع ممثلي شركات أجنبية لصناعة الألعاب الإلكترونية، وبالخصوص الشركات اليابانية.

كما أن هناك مشروع آخر بشراكة مع الجامعة الملكية للألعاب الإلكترونية، لتجهيز فضاءات للألعاب الإلكترونية بدور الشباب في جميع ربوع الوطن، من أجل تنظيم بطولات محلية ووطنية، وأيضا لتشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة.

وكفكرة طرحناها خلال اجتماع لنا مع مندوب وزارة الشباب والرياضة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، لما لا يتم تعميم هذه الفكرة على جميع دور الشباب في جميع المدن، ولا يقتصر الأمر على دار شباب واحدة في كل مدينة. فضلا عن تجهيز مركز تكوين في صناعة الألعاب الإلكترونية، من أجل تكوين الشباب في مجال برمجة وصناعة هذه الألعاب، على أساس تهييء موارد بشرية في المجال للعمل في الشركات الكبرى التي من المرتقب أن تستثمر في المغرب.

طيب، هل الجوائز المالية الخاصة بمسابقات وبطولات الألعاب الإلكترونية تشكل حافزا للشباب من أجل الإقبال على هذه الرياضة ؟

الجوائز في المسابقات الدولية، في دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي، هي جوائز قيمة جدا تصل إلى الملايين، بينما في المغرب لانزال في بداية المشوار، والبطولة التي تم تنظيمها هذه السنة تعتبر الأولى من نوعها وطنيا.

وفي هذا السياق، هناك لاعبون مغاربة لهذه الرياضة متعاقدون مع نوادي دولية، مثلا أحد لاعبي الفريق الطنجي كان متعاقدا مع نادي سعودي، ويلعب كعميد الفريق في إحدى اللعب الإلكترونية، وله راتب شهري يتقاضاه مثل أي رياضة أخرى.

ما مدى شعبية الألعاب الإلكترونية كرياضة ؟

رياضة الألعاب الإلكترونية، هي مجال معروف منذ أجيال، حيث أن الشباب والأطفال يمارسون هذه الرياضة منذ عقود. فيما شهدت هذه الألعاب نقلة نوعية، وتطورا لدرجة كبيرة، لتصبح متوفرة على عدة أجهزة خاصة بالألعاب، فضلا عن الحواسيب.

ولا أظن أن هناك بيتا في العالم في يومنا هذا يخلو من الألعاب الإلكترونية، أو أن أحد الأفراد لعبها من قبل.

هل هناك مقاربة للنوع في هذه الرياضة أم أنها تقتصر على الذكور ؟

هناك مقاربة للنوع طبعا، وهناك نسبة لا بأس بها من الفتيات اللائي يمارسن رياضة الألعاب الإلكترونية، غير أن التنقيب عن مواهب في الرياضة من الجنس الآخر صعب نوعا ما، نظرا إلى خصوصية المجتمع المغربي. لكن هناك طبعا إقبال من كلا الجنسين على هذه الرياضة، فمثلا هناك منتخب نسوي للألعاب الإلكترونية في المغرب، كما أن هناك ثلاثة لاعبات في صفوف نادي اتحاد طنجة، الذي يطمح لتطوير فريقه النسوي مستقبلا.

ما هي أهدافكم المستقبلية كممثل لمدينة طنجة في صنف الألعاب الإلكترونية ؟

أهدافنا المستقبلية كفريق حديث النشأة، أن نمثل مدينة طنجة أحسن تمثيل، وأن نساهم بشكل كبير في إظهار مهارات الأشخاص في الألعاب الإلكترونية، لأنها قد تكون منقذة لبعض الشباب والشابات الذين يمارسونها، كما قد تصبح مصدر دخل لهم، فهي مجال أصبح يشكل قوة اقتصادية كبيرة في العالم، حيث أن هناك شركات كبرى تعمل في المجال وتصرف ملايير الدولارات على تطوير هذه الألعاب.

كما نهدف مستقبلا كفريق، إلى تأسيس شركة ألعاب، هدفها الرئيسي، إنتاج ألعاب إلكترونية 100 بالمائة مغربية، وتكوين الشباب في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x