لماذا وإلى أين ؟

“آشكاين” تتوج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شخصية سنة 2023

جرت العادة أن تختار منابر إعلامية أحد أفراد المجتمع شخصية السنة، بالنظر إلى معايير أصبحت تقليدية، لكننا في جريدة “آشكاين” الإلكترونية، وخلافا للمألوف، قررنا أن نختار شخصية سنة 2023 بناء على حدث دولي كانت له تجليات هامة على شتى المجالات، أشاد به كبار المتتبعين، والمتمثل في الاستقبال الأسطوري الذي حظي به الملك محمد السادس من لدن أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

لهذا قررنا في “آشكاين”، أن يكون شخصية سنة 2023، هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. بناء على المعطيات التالية:

استقبال أسطوري وحب أخوي

لا تخطئ عين الملاحظ البسيط حجم الترحيب وحفاوة الاستقبال الذي حظي به الملك محمد السادس من لدن أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أجمع المتابعون للشأن الدولي، على أن هذا الاستقبال كان أسطوريا وغير مسبوق.

وترجمت حفاوة هذا الاستقبال عمق العلاقات بين الجانبين وحجم الترحيب بزائر الإمارات الكبير، حيت شهد بروتوكول الاستقبال الفخم، انطلاقا من مدخل القصر، وإلى غاية “بوابة زايد” قيام فرقة من الخيالة بخفر الموكب الملكي على طول هذا المسار،  ومن” بوابة زايد” إلى غاية “بوابة الحصن”، استعرض موكب الملك محمد السادس فرقا فولكلورية إماراتية أدت أغان ورقصات تراثية ترحيبا بجلالته، وحلق سرب طائرات فوق القصر وأطلقت المدفعية الطلقات، وهو تقليد يخصص لاستقبال كبار ضيوف دولة الإمارات العربية المتحدة.

علاقات تاريخية

ولا يمكن فهم حجم الاستقبال الفاخر الذي خصص للملك محمد السادس بالشقيقة الإمارات المتحدة ، إلا بالعودة إلى عمق العلاقات التاريخية الأخوية التي تجمع البلدين، والتي تبرز معالمها في الدعم المتبادل لبعضهما البعض على شتى المستويات.

ويرجع عمق هذه العلاقات الضاربة في القدم إلى سبعينيات القرن الماضي، في عهدي الملك الراحل الحسن الثاني والراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراهما، حين كان المغرب من أوائل الدول التي دعَّمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية،  ما جعل العلاقات بين الجانبين تشهد تطورًا متزايدًا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والسياحية والثقافية.

دعم سياسي متواصل

فمن مظاهر التطور الذي تعرفه العلاقات السياسية المغربية الإماراتية، المساندة المتوالية لدولة الإمارات المتحدة الشقيقة للمغرب في القضايا السياسية والسيادية، والدعم المتواصل لدولة الإمارات للمغرب في مختلف المحافل الدولية.

فلطالما أكدت الإمارات عبر كبار مسؤوليها الذين يمثلونها في المحافل الدولية والاممية، على الدعم الراسخ للمغرب في قضية وحدته الترابية، كان آخرها تجديدها، أمام مجلس الأمن الدولي بنيويورك، تأكيد دعمها الثابت للمغرب ولسيادته على كامل الصحراء المغربية، مشددة على عدم المساس بوحدته الترابية

وارتباطا بذلك، فقد أكد نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، عقب التصويت يوم الاثنين 30 أكتوبر 2023،  على قرار مجلس الأمن رقم 2703، الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، على أن “دولة الإمارات تؤكد على دعمها الثابت للمملكة المغربية وسيادتها على كامل الصحراء المغربية وتشدد على عدم المساس بوحدتها الترابية”.

لم تقف الإمارات عند هذا الدعم، بل أكدت أيضا أمام مجلس الأمن المذكور أن “مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب والتي وصفتها قرارات مجلس الأمن منذ 2007 بأنها تتسم بالجدية والمصداقية، تُعد هي الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وعملي ومتوافق عليه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.

الدعم السياسي للإمارات للوحدة الترابية المغربية لم يكن مجرد كلام تلوكه الألسن، بل تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال افتتاح قنصلية عامة للإمارات بالعيون في 4 نونبر 2020.

استثمارات اقتصادية ضخمة  

وبُرهانا على حس الأخوة ومتانة العلاقات الثنائية، فإن الإمارات كانت سباقة لضخ استثمارات ضخمة في المغرب، حيث تعتبر أول مستثمر عربي بالمملكة، إذ تعهد البلدان عقب اجتماع الدورة الأولى للجنة الاقتصادية المشتركة سنة 2023، بمضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثماري بينهما خلال الـ 7 سنوات المقبلة، بقيمة إجمالية تفوق 135 مليار درهم تساهم بـ 21 في المائة من رصيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب.

هذا التعهد، أثمر من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الملك ورئيس الإمارات في آخر زيارة، خلال دجنبر 2023.، حيث وقع قائدا البلدين على عدة مذكرات تفاهم في المجال الاقتصادي والاستثماري،  كان أبرزها مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في مشاريع عدة على سبيل المثال لا الحصر، القطار فائق السرعة الرابط بين مراكش وأكادير وميناء الناظور المتوسطي… .

كما شمل التوقيع مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في قطاع الماء، وبموجبها، يقوم الطرفان بخلق فرص للاستثمار وتطوير آليات تمويل مشاريع لتشييد السدود، وبناء محطات لتحلية مياه البحر والربط البيني بين الأحواض المائية.

وكان بارزا تضامن الإمارات في هذه المذكرات التي وإن كانت اقتصادية صرفة فهي تحمل طابع التآزر، من خلال توقيع مذكرة تفاهم من أجل وضع إطار لشراكة اقتصادية واستثمارية بين البلدين، قصد تطوير عدد من المشاريع الإنمائية، حيث تستهدف هذه المشاريع، بالأساس، إعادة إعمار المناطق المتضررة بزلزال الحوز، وإقامة منشآت صحية وتعليمية وجامعية واجتماعية، وكذا بنبيات تحتية.

أعمال اجتماعية

العلاقات الثنائية المغربية الإماراتية، تتخللها أعمال اجتماعية كثيرة تقوم بها الإمارات، بل وترعاها شخصيا “أم الإمارات”،  فاطمة بنت مبارك الكتبي، زوجة رئيس الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأم ولي عهد أبو ظبي الحالي الشيخ محمد بن زايد بن سلطان.

جهود “أم العرب” أو “أم الشيوخ”، والتي تشغل منصب رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بالإمارات، أثمرت في وضع المغرب نصب عينيها بجعله هو الآخر قبلة لحملاتها الخيرية الإنسانية الدولية.

العلاقات المغربية الإماراتية تتعدى علاقات ثنائية بين بلدين، بمعيار العلاقات الدولية، فهي علاقة صداقة وأخوة بين عاهلي البلدين الملك محمد السادس؛ ملك المملكة المغربية الشريفة، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي العلاقات التي تترجم على أرض الواقع في عدة مستويات، وهو ما جعل الاستقبال الفاخر  الذي خصصه الشيخ زايد لأخيه الملك محمد السادس، حدثا دوليا ترجم عمق مشاعر الأخوة بين القائدين الكبيرين.

كل هذه المعطيات، التي سردناها على سبيل المثال لا الحصر، دفعت جريدة “آشكاين” الرقمية لاختيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة،  كشخصية سنة 2023.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

5 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
كريم
المعلق(ة)
2 يناير 2024 17:43

زيرو تعليقات، يا جريدة آشكاين

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x