لماذا وإلى أين ؟

هل تسرع تحذيرات إسبانيا وأمريكا وبريطانيا إلى تطويق البوليساريو بصفة “المنظمة الإرهابية”؟

حذرت وزارات الخارجية في كل من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مواطنيها من السفر إلى تندوف بسبب احتمال كبير لحدوث “عمليات إرهابية” تروم اختطاف الأجانب.

التحذيرات التي وجهتها هذه الدول إلى مواطنيها، جاءت بالتزامن مع استعدادا جبهة البوليساريو لتنظيم ما تسميه “ماراطون الصحراء” الذي يتم فيه استدعاء أجانب تحت غطاء المساعدات الإنسانية، ما يطرح التساؤل  عما إن كانت هذه التحذيرات التي ارتبطت بالإرهاب ستسرع إلى تطويق جبهة البوليساريو بصفة “المنظمة الإرهابية.

عبد الفتاح الفاتحي – محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح فاتحي، أن “إسبانيا تغير من أسلوب تعاملها مع جبهة البوليساريو، ولم تعد تريد دعم برنامج المساعدات الإنسانية وبرنامج المخيمات الصيفية، ولم تعد تأتمن جبهة البوليساريو، لكونها  قد تتحول إلى جماعة إرهابية، أو لكونها طرف نشيط في الجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء، خاصة فيما يتعلق بتهريب المهاجرين وتهريب المخدرات”.

وأكد الفاتحي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “العديد من التقارير أشارت إلى أن جبهة البوليساريو مهيأة منذ مدة لتكون ضمن تصنيف المنظمات الإرهابية، كما أنها محترفة من خلال نشاط عدد كبير من أفرادها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود من خلال تهريب المهاجرين والمتاجرة في السلاح والمخدرات”.

ويرى الفاتحي أن “جبهة البوليساريو اليوم، أصبحت اليوم بمثابة “جمل أجْرَب” بالنسبة للدول التي عبرت عند عمها لقضية الصحراء، حيث كانت البوليساريو بالنسبة لإسبانيا تمثل حصان طروادة، أو حصان الرهان، الذي من خلال تقيس إسبانيا التوازنات الإقليمية، او تحفظ بها مآربها السياسية والجيو-استراتيجية”.

وأشار إلى أنه “بعد تحسن  العلاقات الإسبانية المغربية، ومع الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، فإن تحذيرات إسبانيا وأمريكا، وعدد من الدول الأخرى، التي تدعم الحكم الذاتي، هو نوع من تغير في الأسلوب السياسي والممارسة السياسية مع جبهة البوليساريو، على أنها لم تعد ذلك الطرف الذي يمكن الحوار معه”.

وخلص المتحدث إلى أن “هذا تغير في أسلوب هذه الدول، التي كانت “تتعاطي”، ولو عن طريق الجزائر، مع هذا التنظيم الانفصالي، وهذه مؤشرات على أنه لن يبقى هناك حديث مع جبهة البوليساريو، ويمكن أن تصدر بعض الأصوات التي تدعو إلى تصنيفها كتنظيم إرهابي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
20 فبراير 2024 18:39

كم يكفي لاعلان البوليزاريو منظمة ارهابية، في الوقت الذي اعلنت فيه العديد من دول الغرب ان اصحاب الارض ومنظمة حماس وقبلها حركات فتح منظمات ارهابية، فقط لانها تواجه إسرائيل، ولا تعلن جماعة مصطنعة كالبوليزاريو منظمة ارهابية بعد ان قتلت مدنيين أبرياء واغتصب ازلامها مؤخرا سائحة اروبية وجردوها من متاعها واموالها وحتى من تيابها وتركوها في العراء، فلماذا يكيل الغرب بمكيالين. اليس فقط لضرب المسلمين وتقسيم أراضيهم.؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x