لماذا وإلى أين ؟

“البيجيدي” يصف منتقدي خرجات بنكيران حول مدونة الأسرة بـ”الأصوات النشاز”

مازال التراشق الكلامي سيد الموقف بين حزب العدالة والتنمية والهيئات المنتقدة لخرجات أمينه العام عبد الإله بنكيران حول تعديلات مدونة الأسرة.

وصف إخوان بنكيران، المنتقدين للخرجة الأخيرة لأمينهم العام، خلال لقاء نظمه حزبه بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 03 مارس الجاري، بعنوان ”المهرجان الوطني حول إصلاح مدونة الأسرة”، ليهاجم الواقفين وراء إصلاح مدونة الأسرة، (وصفهم) بـ”الأصوات النشاز”.

ودفعت الانتقادات المتواصلة لخرجات بنكيران والتي وصلت حد وصفه بـ”تغذية نعرات التكفير”، الحزب لعقد اجتماع استثنائي لأمانته العامة، خصص “للتداول حول المهرجان الوطني الذي نظمه الحزب بخصوص إصلاح مدونة الأسرة، والتفاعلات التي وصفها بين الحزب بـ”الإيجابية والمهمة التي عقبته، وبعض ردود الأفعال الشاردة التي تبعته”، وفق تعبير البيان.

واعتبر حزب “المصباح” أن “بعض ردود الأفعال التي لم تستسغ النجاح الباهر لهذا المهرجان الوطني وحجم التجاوب الشعبي الكبير معه وردود الأفعال والمواقف الإيجابية التي تبعته، ولم تجد ما تَرُدُّ به إلا أن تلجأ كعادتها إلى إعادة تدوير مصطلحات قديمة وغريبة وعقيمة، من باب “ابتزاز الدولة” أو “إثارة الفتنة” أو “التجرؤ على المؤسسات”، في حق حزب وطني يقوم بواجباته ومسؤوليته وأدواره كما خولها له الدستور والقانون وفي إطار الاحترام والالتزام بثوابت المجتمع وأسس استقراره، في مواجهة المواقف والمقترحات، بما فيها تلك الصادرة عن مؤسسة دستورية، في مخالفة صريحة وواضحة للمرجعية الإسلامية والدستورية والتأطير الملكي لتعديل مدونة الأسرة، وتتضمن بشكل مباشر مقترحات تحرم الحلال وتحلل الحرام”.

ووصف حزب بنكيران هذه الأصوات المنتقدة بـ”الأصوات النشاز التي أعوزتها الحجة وفصل الخطاب، ولم تجد من سبيل إلا أن تسلك بمكر وخبث سبيل الدسيسة والوقيعة والإساءة للمؤسسات، وتحن إلى ممارسات وخطاب عفا عنه الزمن”، مشيرا إلى أنها “لن تزيد الحزب إلا حماسا ولن تثنيه عن القيام بأدواره الدستورية والسياسية في الدفاع بشكل مؤسساتي عن وجهة نظره ومواقفه بشأن كل القضايا المجتمعية وفي مقدمتها قضايا المرجعية والثوابت الدستورية”.

تحذير من “نعرات التكفير”

وكانت خرجات بنكيران حول مدونة الأسرة قد جرت عليه انتقادات حزبية وحقوقية من المدافعين عن تعديلها، حيث حذرت “منظمة النساء الاتحاديات” و”منتدى المناصفة والمساواة “، التابعتين لحزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، من “نعرات التكفير” التي قد تنتج عن “الحملات  الصادرة عن بعض تعبيرات الإسلام السياسي”، بمناسبة اقتراب اللجنة المكلفة بإصلاح المدونة من إنهاء مهامها.

وفي رد مبطن عن انتقادات بنكيران للداعمين لإصلاح مدونة الأسرة، أكدت المنظمتان في بيان مشترك سابق، أهما  “تعبران عن قلقهما من عودة بعض الأصوات التي تخفي معاداتها لحقوق النساء، بالإعلاء من الادعاءات المزعومة بالدفاع عن المشترك الديني، والذي ننبه إلى خطورة توظيفه في الصراعات السياسية، كما ذكرت بأنه من المجالات المحفوظة للملك باعتباره أميرا للمؤمنين، والذي بهذه الصفة هو المؤتمن على حفظ مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وفق التدين المغربي الثري المتسم بالاعتدال والنظر في النوازل والمستجدات بمنظار التيسير ومراعاة المصلحة العامة”.

ونددت  الهيئتان “بكل الحملات الصادرة عن بعض تعبيرات الإسلام السياسي، والتي توظف المشترك الديني بين سائر المغاربة لترويج خطابات معادية للنساء، بمناسبة اقتراب اللجنة المكلفة بإصلاح المدونة من إنهاء مهامها، وتعتبرها محاولات تشويش على الورش الملكي الداعي لإصلاح المدونة، ومحاولة لإعادة أجواء الاستقطاب التي رافقت إصلاح مدونة الأحوال سابقا، مما يهدد بإحياء نعرات التكفير المرفوضة”.

يأتي ذلك بعدما عاد بنكيران، خلال لقاء نظمه حزبه بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 03 مارس الجاري، بعنوان ”المهرجان الوطني حول إصلاح مدونة الأسرة”، ليهاجم الواقفين وراء إصلاح مدونة الأسرة، وبلغ به الأمر أن نعتهم بالراغبين في ”مخالفة الشريعة الإسلامية”، فيما وصف المناهضين للإجهاض بـ”القتلة والمجرمين”، رافضا المساواة بين الرجل والمرأة، كما عبر بشكل صريح عن رفضه مطلب إلغاء زواج القاصرات.

وأعاد حزب العدالة والتنمية، إحياء الصراع القديم/الجديد، بين التيار ذي المرجعية الإسلامية بالمغرب وبين الخط الحداثي، حول قضايا المرأة، وذلك أياما قليلة فقط من إنهاء اللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة عملها، حيث من المتوقع أن ترفع خلاصته إلى الملك محمد السادس، بعد أقل من شهر من الآن.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Ibrahim
المعلق(ة)
8 مارس 2024 09:07

نحن معك يا بنكيران لمحاربة من يحاربون الاسلام ولم يستوعبو بعد خطاب ملكنا وحبيبنا محمد السادس انه لا يحل ما حرم الله ويحرم ما احل .

مريمرين
المعلق(ة)
8 مارس 2024 17:54

Pour Mr MRE de Montpelier. La femme en Europe est chosifiée . Elle est devenue tout simplement un objet de jouissance sexuelle. Par tout (au travail , dans la rue, à la plage, dans la pub, …) la femme est presque nue. Ils appellent ça l’émancipation , la liberté de la femme. A travers cette libeté, ils
ont inculqué à la femme qu’elle peut se passer de son partenaire l’homme , et que le mariage entre femme et homme n’est plus à la
mode NOUS NE VOULONS PAS DE ÇA CHEZ NOUS

Dghoghi
المعلق(ة)
7 مارس 2024 22:17

انت غير كفأ وليس لك احاسيس انسانية، مند زمان وانت داخل في ميدان الشيتة…لقد شوهتم المغرب.. بتطرفكم الديني.. والمتجارة به..

محمد
المعلق(ة)
8 مارس 2024 07:51

انتهت مدة صلاحيتك أوراقك حرقتها الصيف ضيعت اللبن لن تقف في وجه الاصلاحات بلادنا تسير بتباث لتحقيق المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة

MRE de Montpellier
المعلق(ة)
7 مارس 2024 23:59

vive les Médias vive les portables Grâce à eux nos filles et nos femmes elles sont Libres elles commencent à parler elles commencent à libérer leur parole. Monsieur BenKiran vous êtes dépassé et attrapé par le monde civilisé et démocratique, le monde de liberté .Nos femmes et nos filles émancipent libérées de vos tabous .Votre régime Patriarcale il est mort , votre idéologie est bel et bien surannée et dépassée les femmes elles commencent à parler et dénoncer vive les portables vive les médias

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x