لماذا وإلى أين ؟

البراق يكشف خلفيات محاولات روسيا تعزيز دورها في ملف الصحراء المغربية

أجرى نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، محادثات مع سفير المغرب لدى روسيا، لطفي بوشعرة، أمس الخميس، تمحورت حول “عدد من القضايا الراهنة المتعلقة بالشرق الأوسط وإفريقيا، والمدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، منها قضية الصحراء المغربية التي تم إيلاءها أهمية خاصة.

وتأتي محادثات نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي والسفير المغربي بروسيا بعد الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، الإثنين 11 مارس المنصرم إلى روسيا، تلبية لدعوة من الحكومة الروسية، والتقى مع وزير الخارجية الروسي؛ سيرغي لافروف، وأجرى مشاورات منفصلة مع نائب وزير الخارجية؛ سيرغي فيرشينين، وتم التركيز على وضع وآفاق تسوية الصحراء.

وتدل اللقاءات والمبحاثات المشار إليها “اهتمام” روسيا بقضية الصحراء المغربية المطروحة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تشكل روسيا الإتحادية أحد رؤوسه الخمسة الدائمة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الإهتمام الروسي بهذا الملف.

تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، البراق شادي عبد السلام، أن اللقاء الأخير بين السفير المغربي ومسؤولين كبار في الخارجية الروسية يندرج في إطار العلاقات المتميزة التي تربط بين المغرب روسيا، حيث يحرص المغرب من خلال الرؤية الملكية على بناء علاقات خارجية مع مختلف الاطراف الفاعلة في السياسة الدولية وفق منطق براغماتي يستند إلى الوضوح والشفافية والمسؤولية والقانون الدولي يروم الحفاظ على المصالح العليا للشعب المغربي.

البراق شادي عبد السلام ج خبير دولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع

ومن هذا المنطلق، يقول البراق في تصريح لـ”آشكاين”، إن المصالح الديبلوماسية في البلدين تجري إتصالات ومشارورات بشكل دائم من أجل توسيع الحوار السياسي وتطوير العلاقات الثنائية في إطار الإحترام المتبادل وتعزيز التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الأهتمام المشترك.

ويعتبر المتحدث أن قضية الصحراء المغربية ظلت لعقود فوق طاولة صانع القرار السياسي بموسكو لإرتباطها الوثيق بالعديد من المصالح الروسية في إفريقيا، وبشكل خاص في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء، وبالتالي فالإهتمام الروسي بقضية الصحراء المغربية نابع من رغبة الروس في لعب دور محوري في هذا الملف لما يشكله من أهمية جيوسياسية لتحركاتها في غرب إفريقيا والساحل، وتعمل موسكو على تطوير علاقاتها مع المغرب لإدراك الثقل السياسي للرباط في محيطه الجيوسياسي ومدى تأثيره الفعال في العديد من المسارات السياسية والإقتصادية والثقافية في المنطقة.

“روسيا تدرك المكانة المغربية الرائدة في إفريقيا، لذلك تحاول إستخدام علاقاتها مع الرباط لتوفير ممر جيوسياسي آمن تستطيع من خلاله ولوج المسرح الإفريقي بدون أضرار جانبية لطبيعة السياسة الخارجية المغربية الموشومة بالموثوقية والوضوح”، يسترسل الخبير في إدارة الأزمات، مستدركا “التوازن الذي تميز به الموقف المغربي من الحرب الروسية الأوكرانية ونجاح جهاز الديبلوماسية المغربية في تحييد ملف الصحراء المغربية عن الصراع الجيوسياسي العالمي الذي كرسته الحرب، يجعل وضع المملكة الديبلوماسي مريحا أكثر ويوفر له مساحات كبيرة للتحرك والمناورة بين المحاور الدولية بهدف الحفاظ على مصالحه العليا وأمنه القومي”.

وخلص البراق بالإشارة إلى أن الوضع التاريخي المتقدم لروسيا في الملف كأحد الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعضويتها في مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية يجعلها فاعلا مركزيا في إدارة الملف بدواليب الامم المتحدة، مبرزا أن “التغيرات الجيوسياسية الحالية والتطورات الكبرى التي يعرفها التنافس العالمي في العديد من المسارح الدولية للصراع كالشرق الاوسط وبحر الصين الجنوبي يشكل دافعا قويا للروس من أجل الحفاظ على فهم دقيق لطبيعة الوضع في الصحراء المغربية؛ وبشكل خاص في ظل العمل الجبار الذي يقوم به المغرب من أجل تحقيق تنمية مستدامة شاملة في الاقاليم الجنوبية”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x