لماذا وإلى أين ؟

دخان أبيض ينبعث من تشققات أرضية بأزيلال يثير مخاوف الساكنة.. وبنعبو يفسر

انتشرت حالة من الرعب وسط ساكنة منطقة تنكارف بإقليم أزيلال بعد ظهور تشققات أرضية قرب مناطق فلاحية ورعوية، تنبعث منها أعمدة دخان بشكل غريب، وسط تفسيرات وتكهنات متضاربة.

وأفادت مصادر إعلامية محلية متطابقة بأن “السلطات المحلية بإقليم أزيلال مرفوقين برجال المياه والغابات الذين حلوا بمنطقة تنكارف التابعة لجماعة وقيادة تاكلفت بإقليم أزيلال، فور انتشار الفيديوهات والصور التي توثق للظاهرة، وطوقوا المنطقة قصد تحري طبيعة مصدر هذا الدخان الغريب.

ووسط هذا التحرك، انتشرت تأويلات متفرقة لهذه الظاهرة، بين من ربطها بأنشطة فلاحية مضرة بالفرشة والأتربة، وبين من أول انبعاث الدخان بنشاط بركاني خامد يمكن أن ينفجر في أي لحظة، في حين ذهب آخرون إلى احتمال وجود غازات دفينة ثمينة، وبين كل هذه التأويلات كان لأهل الاختصاص رأي مخالف يذهب في اتجاه الطمأنة، بكون هذا الأمر طبيعي ولا يدعوا للقلق.

وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن “هذه الظاهرة نادرة في بعض الأماكن الأهلة بالسكان أو تلك التي تعرف الأنشطة الفلاحية أو البشرية، ونادرا ما نشاهد هذه الظاهرة بالعين المجردة”.

الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو

وأكد بنعبو، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “الظاهرة طبيعية، حيث إن الكرة الأرضية بها عدد بكبير من الطبقات التي تتشكل في الأسفل، وذلك في إطار نشأت الطبقات الجديدة وتطور الأرض، وهو ما يعطينا انبعاثات مثل هذه، الشيء الذي يثير المخاوق من أن تكون انبعاثات بركان أو ما شابه”.

وأشار الخبير البيئي إلى أن “هذا الأمر عادي جدا، نظرا لأنه ينتج عن تكتونية الصفائح، وينتج عنها إما فوران، أو صعود بعض الأدخنة المتناثرة، وأحيانا تظهر مثل هذه الغازات التي تثير مخاوف الساكنة”، مشددا على أن “هذه الظاهرة لا نشاهدها دائما عن قرب بل تكون في مناطق نائية، مثل الجبال، أو في مناطق صعبة الولوج، واليوم يمكننا مشاهدتها في بعض المناطق القريبة من السكان أو بعض المدارات أو الطرق السيارات”.

وتابع أن “المخاوف تتجه إلى أن كون بعض التشققات في الأراضي الفلاحية، يمكن أن تؤدي إلى بعض الانهيارات مما قد يؤثر على البنية التحتية القريبة منها”.

وعن سؤال “آشكاين” عما إن كان ربط هذه الظاهرة بتكتونية الصفائح له علاقة بزلزال الحوز الذي ضرب مناطق متفرقة في المغرب، أجاب بنعبو أنه “لا شيء مؤكد من طرف مرصد مراقبة الزلازل المغربي، لكن المغرب يتواجد في الأصل ضمن منطقة تعرف حركات زلزالية على طول  السنة، وتكون عبارة عن حركات خفيفة”.

ونبه إلى أن “كوكب الأرض يعرف حركات زلزالية على طول السنة، وتحدث مجموعة من التفككات، أو ما يمكن أن نسميه انزياح بعض القارات سواء في اتجاه بعضها البعض أو تتباعد عن بعضها، وهذه التحركات التي تكون في أعماق المحيطات والأنهار، قد تؤثر أحيانا على اليابسة، مما قد يجعلنا نشاهد مثل هذه الانبعاثات الدخانية”.

وخلص إلى أن “هذه الانبعاثات لا يجب أن تكون مثار تخوف من طرف الساكنة، لأنها مسألة طبيعية، في حين يبقى التخوف عندما تكون هناك انهيارات كبيرة نتيجة لهذه الأدخنة المتناثرة، وهو ما يؤثر أحيانا على النشاط الاقتصادي والفلاحية في المناطق التي تشهد مثل هذه الظواهر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
عبداللطيف الهاشمي
المعلق(ة)
21 أغسطس 2024 23:30

تحليل علمي منطقي من رجل له تخصصه في الشأن البيئي ، أرجو أن يكون قد أزاح العديد من التأويلات والغموض عن هذه الظاهرة الكونية . تبارك الله ما شاء الله للأستاذ بنعبو .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x