مغربي عالق بلبنان يروي لـ”آشكاين” يومياتهم تحت القصف
يعيش المغاربة العالقون بلبنان وضعا مزريا إثر استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة، ما دفع العديد منهم إلى اللجوء إلى المدارس أو النزوح إلى أماكن أخرى، هربا من الضربات الجوية الإسرائيلية.
وفي اتصال هاتفي، بأحد المغاربة العالقين بلبنان، فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن “حالة الجالية المغربية بلبنان كحال جميع اللبنانيين والسوريين القاطنين بلبنان الذين أصبحوا لاجئين في مناطق مختلفة ومدراس وطرقات وساحات وحدائق ينتشرون فيها من دون غطاء، وغالبيتهم يبيتون في العراء”.
وأكد مصدر “آشكاين”، أن “تعداد الجالية المغربية بهذا البلد يصل إلى حوالي 3500 مغربي ومغربية مع أطفالهم ونساءهم، وحوالي 1200 منهم تسجلوا في السفارة من أجل الإجلاء مع انطلاق القصف الإسرائيلي على الجنوب والضاحية وبعض المناطق المتفرقة من الجبل، وحتى المناطق التي تعد جد آمنة، مثل فك كسروان المسيحية أيضا يطالها القصف”.
وتطالب الجالية المغربية، يضيف مصدرنا، بـ”إجلائها من لبنان، تجسيدا للخطابات الملكية التي تضع الجالية المغربية في مكانة مهمة، منبها إلى أن “المغاربة استشعروا أن السفارة المغربية بلبنان لا تعكس هذا الاهتمام الملكي بالجالية حيث لا تجيب، نظرا أنها تنتظر إيعازا من الخارجية للتحرك”.
مؤكدا على أن “غالبية المغاربة لا يتوفرون على ثمن التذاكر للهروب من الموت، وحتى إن أرادوا الخروج فلا يوجد طيران سوى طيران الشرق الأوسط، علما أن التذكرة وصلت لمبالغ خيالية آخرها 2700 دولار أي ما يوازي 27 ألف درهم للتذكرة الواحدة”.
ولفت الانتباه إلى أن “هناك عائلات لديها أربع أو خمس أولاد، ولا ينبغي تركهم، علما أن هناك مغربيات متزوجات بلبنانيين ويجدون مشاكل في موضوع التأشيرة لأزواجهن من أجل دخول المغرب”.
يذكر أن مغاربة لبنان سبق لهم إطلاق نداء استغاثة من داخل القصف الإسرائيلي على لبنان، مطالبين الخارجية المغربية للتدخل العاجل لأجل إجلائهم، بعدما رأو الموت بأعينهم وصاروا يبيتون في الملاجئ والمدارس هربا من هذا القصف.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أحدثت خلية أزمة لتتبع أوضاع الجالية المغربية بلبنان وذلك على خلفية تطورات الأوضاع بهذا البلد، حسب ما أفاده للجريدة مصدر شديد الإطلاع، مؤكدا أن الخلية التي تم إحداثها “تعمل بشكل متواصل للتفاعل مع تطورات الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها”، مشيرا إلى أن “العديد من أفراد الجالية قاموا بمغادرة لبنان من قبل”.
وأضاف ذات المتحدث أن “مصالح الوزارة، بالتنسيق مع سفارة المملكة المغربية بلبنان، مجندة بشكل متواصل لخدمة الجالية المغربية بلبنان، وذلك في سياق الاهتمام الخاص لأوضاع الجالية المغربية”.
وحول إمكانية القيام بعملية إجلاء للمغاربة المقيمين في لبنان أفاد مصدرنا أنه “إلى حد الآن، لم يعلن أي بلد القيام بعمليات ترحيل لرعاياه”.
يشار إلى أنه في يومي 17 و18 سبتمبر 2024، عرفت لبنان انفجارات عديدة لأجهزة الاتصالات وغيرها من الأدوات اللاسلكية، مما أشعل موجة جديدة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، قبل أن تبدأ القوات الجوية الإسرائيلية في تنفيذ ضربات مكثفة على جنوب لبنان عبر الحدود الشمالية مباشرة كما هاجمت العاصمة بيروت، في إطار العملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “سهام الشمال” وتقول إنها تهدف لإضعاف قدرات حزب الله اللبناني.