عصيد: رسالة التوفيق تضمنت إشارة هامة تتعلق بعلمنة البيجيدي (فيديو)

اعتبر الباحث؛ أحمد عصيد، أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق؛ عبد الإله بنكيران، ظهر في وضعية ضعف وهشاسة أمام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ أحمد التوفيق، بخصوص نقاش “علماينة الدولة”.

ويرى عصيد أن رسالة التوفيق تضمنت إشارات مهمة جدا “ربما ليست صريحة ومباشرة لأن الوزير كتب بقدر من الحكمة والتبصر وليس باندفاع أو رغبة في التهييج كما يفعل بنكيران”، أسهمت في فضح تناقضات حزب العدالة والتنمية في موضوع “علمانية الدولة”.

وأوضح المتحدث أن رسالة التوفيق تضمنت إشارة هامة تتعلق بعلمنة حزب العدالة والتنمية، في الوقت الذي شرع فيه “خطباء ودعاة ومشايخ الحزب في الهجوم على الوزير بكلام لا علاقة له بتصريحه ولا بالدولة المغربية والسياق المغربي، إنما هو إسقاط لما هو في مخيالهم مستوحى من الفقه التراثي على الدولة؛ بينما هذه الأخيرة لا تنطبق عليها تلك الفقهيات التي في رؤوس تابعي بنكيران”.

وأشار الباحث إلى أن الوزير وصف “البيجيدي” بأنه حزب “عصري؛ اشتغل بآليات وقوانين وضعية على النموذج العلماني الغربي”، لكن قبل ذلك وجب التنبيه إلى أن قانون تأسيس هذا الحزب هو علماني، لأن قانون تأسيس الأحزاب في المغرب ينص على أنه يمنع تأسيس الأحزاب على أساس ديني وعرقي أو لغوي، وعندما حصل “البيجيدي” على الترخيص لم يحصل عليه بصفته حزب ديني، ما يعين أنه حزب علماني.

“قادة “البيجيدي” يقولون إنه حزب بمرجعية إسلامية، لكن أين تتجلى هذه المرجعية في تدبير الحزب للحكومة لعشر سنوات؟”، يسترسل عصيد، مستدركا “حتى في معركة مدونة الأسرة سنوات 2002، 2003 و2004، رفض هذا الحزب التعديلات التي تقدمت بها الحركة الحقوقية؛ إلى درجة التهديد والتكفير، قبل أن يتدخل أمير المؤمنين لتشكيل لجنة خصلت إلى اعتمادات تعديلات لم يوافق عليها “البيجيدي” لكنه صمت حينها، ليأتي اليوم ويقول “دوزو علينا شي أمور ف 2004”.

ورد الباحث على بنكيران، “ماشي دوزوها عليك، بل هي أمور تقررت بأوامر من إمارة المؤمنين، ما يعني أن هذه المؤسسة هي التي أقرت تلك الأمور “للي دوزوها عليك، وللي هي علمنة لنص المدونة”، مضيفا “نحن الآن في خطوة جديدة في العلمنة تحت ظل إمارة المؤمنين، وعندما يقول بنكيران إن دولة إمارة المؤمنين لا يمكن أن تكون علمانية؛ يجب أن يلاحظ خطوات العلمنة تتم تحت رعاية إمارة المؤمنين، لأن التحديث والعصرنة والدمقرطة أمور ضرورية وتقع على عاتق رئيس الدولة بصفته حامي الحقوق والحريات”.

وأكد المتحدث أن بنكيران طيلة ترأسه للحكومة اشتغل بقوانين وضعية في جميع قطاعات الدولة ولم يقترح قط مقتضى من الشريعة الإسلامية؛ بل لم يقترب قط من الحقل الديني لأنه “كاينين مواليه”، مبرزا أن حكومة بنكيران جنت ضرائب جميع الخمور و”زاد فالضرائب ديالها باش ازيد ادخل فلوس الشراب كثر” واشتغل مع النظام البنكي العصري الذي يعتبره التوحيد والإصلاح ربوي؛ ولم يعتمد البنوك الإسلامية، كما جنت حكومة “البيجيدي” ضرائب كل أنواع القمار.

وبحسب عصيد، فإن نساء هذا الحزب عينت في مناصب في الحكومة والبرلمان و”فين عمر كان فالفقه الإسلامي أن المرأة تتولى مناصب المسؤولية، أبدا، الشرط الأول في الفقه الإسلامي هو الذكورة”، لافتا إلى أن نساء “البيجيدي” “للي عندهم الكاط الكاط” وتم تعيينهم في مناصب عليا خرجوا من منازلهن بمسلسل العلمنة ولا يوجد ذلك في الفقه الإسلامي.

وخلص عصيد إلى “البيجيدي” حزب علماني لأنه سمح لنساء الحزب بتولي مناصب المسؤولية و”اجيبوا الفلوس من الوزارات والبرلمان، وكيصفقو لهم، ومقالوش راه حرام؛ علما أنه مكيانش في الشريعة الإسلامية”، مردفا “فين عمروا كان الإختلاط فالفقه الاسلامي، لكن نساء البيجيدي كلهن فالمؤسسات ومخلطين مع الرجال، وحتى حد مقال حرام”؛ إذن هذا حزب علماني، وهو ما أشار إليه الوزير.

وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، قد دخل في سجال مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، حول “علمانية الدولة”.