2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ترأس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الخميس 9 يناير الجاري، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن الجزائري، حضره كبار ضباط الجيش والأمن، على رأسهم السعيد شنقريحة.
ويأتي هذا اللقاء بالتزامن مع التطورات المتسارعة التي تشهدها الحدود المالية الجزائرية وتصاعد حدة التوتر بين الجانبين، بلغ حد تحريك مالي جيشها نحو حدودها مع الجزائر، ما يعطي لهذا اللقاء أبعادا مختلفة.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، محمد العمراني بوخبزة، أن “هناك تطورات كبيرة تحدث في فالمنطقة المعروفة بهشاشتها الأمنية، وتشهد تحركا كبيرا لبعض التنظيمات المسلحة، والجزائر فشلت في تدبير ما يقع في جوارها المضطرب”.
وشدد بوخبزة، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “الجزائر لم تدرك خطورة التحولات التي وقعت في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ولم تستطع إدراك ما يقع في ليبيا، ولا حتى إدراك ما وقع في سوريا من خلال الحديث عن عودة الكثير من رموز نظام بشار الأسد إلى الجزائر، ووجود فاغنر في المنطقة”.
وأشار إلى أن “هناك مجموعة من التحولات التي تعرفها المنطقة لم تدرك الجزائر خطورتها، بل على العكس من ذلك، نجدها تصرفت بشكل مس بشكل أكبر استقرار المنطقة، لذلك نلاحظ تنديد الكثير من دول الجوار بسلوكات النظام الجزائري وبتدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول”.
وتابع أن ” الجزائر أقدمت على بعض الخطوات التي تضعها محل اتهام، من خلال الحديث عن كونها تدعم بعض الحركات المسلحة، وتأوي بعض التنظيمات المسلحة التي تعلن عداءها لدول الجوار، ما جعل الجزائر الان تعيش وضعية غير مسبوقة على مستوى مختلف الجبهات، لذلك نجد الجزائر تعاني عبر حدودها الكبيرة جدا، إذ هناك سبعة حدود كلها ملتهبة، وستكون غير قادرة على ضبطها وتأمينها. لأن ذلك يفوق إمكاناتها”.
ويرى بوخبزة ان “عقد هذا الاجتماع جاء بحكم هذه تحولات الكبيرة التي تحدثنا عنها”، منبها إلى أن “طبيعة القرارات المتخذة من طرف الجزائر تظهر وجود تقاطبات داخلية قوية وليست هناك نظرة موحدة في كيفية التعامل مع هاته الإكراهات، بحيث أن كل طرف يتخذ قرارات قد تزعج الطرف الآخر، وبالتالي قد يكون هناك انشقاق وصراع حقيقي داخل النظام القائم بالجزائر”.
وخلص إلى أن “عقد هذا الإجتماع الأمني قد يكون الغرض منه توحيد الرؤية واتخاذ قرارات موحدة عوض هذا التقاطب الذي قد يزيد من تعقيد وضعية الجزائر في جوارها الملتهب”.