2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشيات يبسط سيناريوهات حل الأزمة الفرنسية الجزائرية بعد اجتماع الإليزيه

كشفت تقارير فرنسية، عن تحرك الرئاسة الفرنسية تجاه الأزمة مع الجزائر هدف بحث سبل لحلها.
ونقلت التقارير عن مصادر حكومية فرنسية انعقاد “اجتماع رفيع المستوى ليل الأربعاء في الإليزيه لمعالجة الأزمة مع الجزائر، بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء فرانسوا بايرو ووزير الخارجية جان-نويل بارو والداخلية برونو روتايو والعدل جيرالد دارمانان”.
ويأتي هذا التحرك الفرنسي، في ظل تعقد الأزمة بين الجانبين، والتي بلغت بعد عشرة أشهر من اندلاعها، مستويات غير مسبوقة، بلغت حد فرض قيود على حملة التأشيرات الدبلوماسية وذلك بعد طرد متبادل لموظفين دبلوماسيين واستدعاء سفيري البلدين.
ويثير هذا التحرك تساؤلات متعددة عن السيناريوهات الممكنة لحل الأزمة بين الجانبين، في ظل تصعيد متبادل بين الطرفين، وتشبث فرنسا بموقفها الثابت بمغربية الصحراء والذي كان الشرارة الأولى لاندلاع الازمة الأخيرة بين باريس والجزائر.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هناك مشكلا بنيويا ومشاكل فرعية في هذا الموضوع، فالمشاكل الفرعية هي ما يرشح من حالات هنا وهناك، كل مرة تكون مسبباتها وأدواتها وغايتها مختلفة”.

وأوضح الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “القاعدة العامة هي أن هناك حالة من التواتر المستمر لهذه الأزمات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، لذلك، فليس هناك مشكل في أن يعقد الرئيس الفرنسي لقاءً مع مسؤولين آخرين لبحث الإشكالية، ولكن هل يتم تناول الإشكالية في عمقها، مع أخذ هذا الجانب البنيوي أو الأساسي المحرك لهذه الازمات”.
واعتبر المتحدث أن “ما يحرك هذه الأزمات تحريكًا ويُدفع بها دفعًا، هو أن النظام السياسي الجزائري مبنيٌّ في أسسه الوجودية على ذاكرة العداء للمستعمر الفرنسي، فكلما أراد جزء من الدولة أن يقترب وأن تكون علاقاته طبيعية مع فرنسا، إلا وبرزت إلى العلن هذه السلطة العميقة الموجودة في الجزائر، والتي تعلم جيدًا أن التصالح مع فرنسا سيُفقدها أداة أساسية في دعم السلطة السياسية الداخلية، والهمُّ الذي يؤرق الجزائريين، سلطة وحكومة، هي الأساس الذي تستند إليه لممارسة السلطوية في الجزائر”.
وتابع أن “الجزائر تحاول تسويق وجود عملاء للاستعمار على المستوى الإقليمي، وتجعل من دولة المغرب مرتكزًا لهذا العداء أيضًا، لذلك، فإن هذا النظام السياسي لن يكون له أبدًا توجه للمصالحة مع فرنسا”.
وخلص إلى أنه “في حال وُجدت أدوات وآليات وحتى طرق مناسبة للمصالحة، فإن هناك دائمًا مَن سيُخرج من جهة معينة شيئًا يعيد الأمور إلى مستوى الأزمة، وهذا هو الشكل الذي يتصوره الحامون والمدافعون عن النظام السياسي الجزائري كقاعدة أساسية لممارسة السلطة في البلاد”.
كلما خدش نظام الجزائر كبرياء فرنسا وهو ما لم يتاتى له في السابق، إلا وازداد غطرسة وشعورا بالزهو وامعن في هذا الموقف الذي يلمع صوته في الداخل، وبالتالي فإنه لن يتوقف إلا بضربة موجعة من فرنسا تعيده الى بيت الطاعة الذي تسيجه اتفاقيات ثقيلة ومنها انفاقية (إفيان)