2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شقير: تغيير ترامب اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب يرجع إلى عاملين أساسيين

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا جديدا مثيرا للجدل، يقضي بتغيير “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب”، لتعود بذلك إلى الاسم الذي كانت تحمله أثتاء الحرب العالمية الثانية.
وأوضح ترامب أن الإدارة الأميركية في تصريح عقب التغيير الاسمي، أنه اتخذ خطوات جديدة ضمن إعادة هيكلة وزارة الحرب “البنتاغون”، مضيفا أنه سيطلب من أعضاء مجلسي البرلمان إدخال التعديلات القانونية اللازمة لاعتماد القرار.
وأشارت الإدارة الأمريكية إلى أن هذا التعديل سيُمكن الوزارة المعنية والمسؤولين الكبار فيها، باستخدام ألقاب جديدة مثل “وزير الحرب” و”نائب وزير الحرب” في المراسلات والمناسبات الرسمية.
محمد شقير، الخبير في القضايا الدولية والاستراتيجية، اعتبر أن “تغيير الاسم يرجع بالأساس إلى عاملين أساسيين، يتلخص الأول في التصور الايديولوجي والسياسي لإدارة ترامب والمتمثل في المنظور الذي تتبناه القائم على مصالح أمريكا اولا والتي تمت في شقها الاقتصادي برفع الرسوم الجمركية في إعلان حرب تجارية على مختلف الشركاء والخصوم، إضافة إلى رفع الرئيس الأمريكي لشعار السلام الذي لم يمنعه من المشاركة في ضرب إيران وتوجيه ضربات للحوثيين ودعم اسرائيل في حربها ضد حماس والتلويح بالاستيلاء على غزة، ناهبك عن إغراق سفينة قرب فنزويلا الذي يهدد ترامب بتوجيه ضربات عسكرية في إطار ما اسمعه بمحاربة عصابات المخدرات”.
وشدد ذات المُتحدث في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، على عدم “إغفال تغيير ترامب لاسم خليج المكسيك باسم خليج أمريكا، إلى جانب تغيير أسماء بعض القواعد العسكرية التي تحيل كلها على الحرب، وهو تصور يشترك فيه مع وزير الدفاع الداعي للتركيز على مصطلح الحرب، هو المصطلح الرسمي المُعتمد قُبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية التي عززت أماني أمريكا كقوة عسكرية عظمى، وهي مصطلحات تُحيل على “الذبح” والدم والقسوة”.
وحدد شقير العامل الثاني لهذا التغيير في “المتغيرات الجيوستراتيجية التي أثرت على مكانة أمريكا في المسرح الدولى أمام صعود منافسين جدد وعلى رأسهم الصين التي ظهرت كقوة صاعدة عسكريا”، معتبرا في ذات الصدد أن “الاستعراض الصيني الأخير في تيانمان بحضور الرئيس الروسي ورئيس كوريا الشمالية سيزيد بلا شك من تشبث الرئيس الأمريكي بهذا الاسم الشيء الذي انعكس من خلال تصريحه بشأن هذا الاستعراض العسكري الصيني بأنها مؤامرة ينبغي الرد عليها”.
وأشار الخبير في القضايا الاستراتيجية، إلى “وجود جدل سياسي داخلي أمريكي من المصادقة على هذا الاسم الحربي والعسكري من طرف أعضاء الكونغرس، حيث يعارضه النواب الديمقراطيين تحت مبرر أن هذا التغيير شكلي سيكلف الميزانية الفيدارالية ماليا ويزيد من شكوك الحلفاء من تحول أمريكا إلى قوة حرب وليس سلام، رافقه المُصادقة مؤقتا على تبني هذا الاسم بقرار تنفيذي من الرئيس مما آثار جدلا في وسائل التواصل الاجتماعي وانتقادات من طرف الحلفاء الذي ما زال بعضها يتبنى تسمية وزارة الدفاع كبريطانيا وكندا وغيرها”.
من كان يرشح نفسه لجائزة نوبل للسلام، اصبح يحشد قواه ليعلن الحرب، فهل هذه التسميات تدمر توجها ضمنيا نحو المواجهة العسكرية، ام هي مجرد دلالات رمزية على حالة أضطراب في التوجه وضبابية في الرؤيا نحو علاقات سيوية مع الخارج.؟
.. طبيعة الولايات المتحدة الأمريكية هي العنف و الحروب .. ألم تقم بإبادة السكان الأصليين لأمريكا (اهنود الحمر) .. التاريخ لا ينسى .