لماذا وإلى أين ؟

إسبانيا..فيديو حادثة سرقة معزولة تتحول إلى وقود لخطاب الكراهية ضد المغاربة من جديد

انتشر مقطع مصور على نطاق واسع داخل مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق قيام شاب مغربي، وهو ”يسحل” سيدة إسبانية ويعتدي عليها، بغرض سرقتها، في مدينة بارلا، التي تقع بمنطقة مدريد وسط إسبانيا.

اليمين المتطرف وكعادته استغل هذه الواقعة المعزولة لتجييش الرأي العام الإسباني، ضد المهاجرين وبشكل خاص ضد المغاربة، مما ينذر تكرار الأحداث المأساوية في “توري باتشيكو”، حيث تم توظيف واقعة مماثلة لشن اعتداءات ضدهم.

وذكرت وسائل إعلام إسبانية، أن الشرطة الوطنية الإسبانية، تمكنت من إلقاء القبض على الجاني، وهو شاب مغربي يبلغ من العمر 21 سنة وله سجل إجرامي، بعد ساعات قليلة من ارتكابه جريمة أخرى ضد امرأة مسنة.

غالبا ما يستغل اليمين المتطرف مثل هذه الحوادث الفردية، بصرف النظر عن دوافعها الحقيقية، لتعزيز روايته المناهضة للمهاجرين. يتم تضخيم الواقعة وتعميمها لتصوير الجالية المغربية بأكملها كتهديد للمجتمع، متجاهلا السياق الاجتماعي والاقتصادي الأوسع، والأغلبية الساحقة من أفراد الجالية الذين يعيشون حياة طبيعية وملتزمة بالقانون. والهدف خلق حالة من الخوف والانقسام، وتقديم المهاجرين ككبش فداء للمشاكل الاجتماعية المعقدة.

وجرت الحادثة في وقت تشهد فيه بارلا، بحسب تقرير لقناة ”ABC”، التي يبلغ عدد سكانها 135 ألف نسمة، ارتفاعا ملحوظا في معدلات الجريمة.

وفقا لتقرير صادر عن وزارة الداخلية، سجلت المدينة زيادة بنسبة 18% في الجرائم بشكل عام، وارتفاعا صادما بنسبة 59.5% في حوادث السرقة بالعنف والترهيب، حيث قفزت من 275 حادثة في عام 2023 إلى 415 حادثة في العام الماضي.

إلى ذلك، اندلعت، يوم 13 شهر الجاري،اشتباكات عنيفة بين جماعات يمينية متطرفة وسكان محليين ومهاجرين من شمال أفريقيا في بلدة في جنوب شرق إسبانيا، على خلفية تعرض مسن لهجوم من طرف مجهولين.

وذكرت رويترز، نقلا عن مسؤولين محليين، أن خمسة أشخاص أصيبوا واعتقل شخص خلال الاضطرابات التي وقعت في توري باتشيكو، في واحدة من أسوأ الأحداث من نوعها في البلاد خلال العقود القليلة الماضية. وساد البلدة الهدوء أكثر اليوم الأحد، لكن مصادر حكومية قالت إن من المتوقع تنفيذ المزيد من الاعتقالات.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رجالا يرتدون ملابس تحمل رموز اليمين المتطرف ومهاجرين يرفعون علم المغرب وهم يتبادلون الرشق بينهم في أعمال العنف التي وقعت مساء أمس السبت، والتي جاءت بعد عدة أيام من الاضطرابات الأقل حدة.

وفي 2000، اندلعت احتجاجات عنيفة مناهضة للهجرة في بلدة ألميريا في إليخيدو في جنوب إسبانيا بعد مقتل ثلاثة إسبان على يد مهاجرين مغاربة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
22 يوليو 2025 11:24

مثل هذه الاحدات يجب ان تطرح مشكل الاندماج بشكل اعمق، والبحت في اسباب هذه السلوكات لشباب اغلبهم ازداد في اروبا وتعلم في مدارسها وتشبع بقيمها لكن يجد نفسه معرضا للاقصاء والتهميش والعنصرية، ليكون فيما بعد مادة دسمة للاحزاب المتطرفة التي تقتات دعايتها على بؤس المهاجرين، وهو ما لم يحصل في دول اروبية مماتلة نجحت في ادماج المهاجرين ضمن النسيج الاجتماعي والتنموي لبلدانهم، وخير متال على ذالك هولندة، والمانيا وانجلترا والدول الاسكندنافية.

علي
المعلق(ة)
22 يوليو 2025 01:41

هاد المغاربة شوهونا صراحة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x