2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يرى المحامي والخبير في القانون الدولي- قضايا الهجرة ونزاع الصحراء، صبر لحو، أن العلاقات المغربية الجزائرية مقبلة على “مخاطر مهما حمل الزمن من تحولات”، مبرزا أنه “مهما كانت الحرب الباردة الجديدة مرخية بظلالها على شمال افريقيا، كامتداد للشرق الأوسط الذي طالما كان محل اهتمام التنظير الجيو – استراتيجي للغرب، فإن المغرب كان دائما السباق إلى استحضار مصلحة الشعوب في رسم مخططات علائقية تروم الدفع بعجلة التواصل البناء على أرضية حسن الجوار”.
وفي قراءته لمرحلة ما بعد الانتخابات الجزائرية، أضاف لحو أنه “يكفي القيام بمسح سياسي للمواقف الجزائرية الرسمية طيلة هيمنة الفهم البومدياني للتأكد من غلبة النفحة العسكرية في تدبير نقاط الخلاق مع المغرب، لأن العداء مع المغرب عقيدة للاستمرار. ولأن الخط الدبلوماسي البومدياني يمتح من استراتيجيات العسكر المتواطئ مع الرئاسة وفق أجندة تأزيم العلاقات مع المغرب، فإن أفق التواصل بين المغرب والجزائر ظل للأسف حبيس رهانات اللاسلم واللاحرب الذي كان لصالح الفساد العسكري لدولة تنكرت لكل ما قدمه المغرب لصالح ثورة الجزائريين ضد الإحتلال الفرنسي”.
ومع ما أصبح يميز الفضاء العمومي الجزائري من ديناميات اجتماعية بلغت درجة اعتقال صقور الرئاسة، بمن فيهم شقيق الرئيس المقال بالإرادة الشعبية عبد العزيز بوتفليقة، يقول المحامي نفسه، فقد “نجح الشارع الجزائري في رفع منسوب الضغط للحسم مع مرحلة الانحباس الديموقراطي”.
إلا أن وصول تبون إلى كرسي الرئاسة، واستحضارا لما سبق أن صرح به حيال المغرب، يعتبر لحلو أننا “أمام بوتفليقة قديم جديد، وقد يكون زمن بوتفليقة أرحم وأضمن لأنه يفهم منطق التوازنات ويراعيها. بمعنى أن العسكر نجح في الانقلاب على شرعية دينامية الشارع بشكل ناعم، حتى أصبحت كل شعارات التغيير مجرد رهانات للاستهلاك لصالح عودة لوبي الجيش من بوابة الرئيس الجديد تبون”.
وتابع المحامي بمكناس تحليله قائلا: “ولأن هذا الأخير ظهر أنه لن يتوانى في مواصلة الخط التقليدي البومدياني ضد المغرب لحشد الشعبية المفقودة بالنظر إلى استمرار الحراك وضعف المشاركة في الانتخابات، فإن أفق العلاقات المغربية الجزائرية لا محالة ستمر بلحظات عاصفة ، سيما إذا نجح تبون في فرملة صخب الشارع وتمكن من كبح جماح السخط الجماهيري الذي توفق في بناء فعل احتجاجي بديل لصالح انبلاج عهد جديد قوامه الحسم مع الفهم التقليدي الذي يعتبر قضية الصحراء من صلب مواقف الجزائر من الاستعمار، بما يوطد عرى الأسطوانة المشروخة المعادية للمغرب على قاعدة الاستمرار في الإضرار به عبر التمويل والمساندة والمرافعة لصالح البوليساريو، ولما لا دفع الأخيرة وتحريضها لمغامرة عسكرية ضد المغرب من أجل احتواء الوضع الداخلي بالحزائر”.
وخلص الخبير في القانون الدولي إلى أنه “إذا أتيحت الفرصة للسيد تبون لتعبيد الطريق للتدبير البومدياني للشأن العام داخليا بأدوات الحديد والنار بمنطق عسكري بيسماركي فج، وخارجيا وفق تأويل ستاليني للعلاقات مع الخصوم “الأعداء “، بما سيرهن مستقبل الجزائر لسنوات أخرى في بوثقة انحباس خطير قد يعصف بالمغرب الكبير على أشلاء حلم الشعوب بوحدة مغاربية مؤسسة على المصالح المشتركة”.
وفي انتظار ما ستؤول إليه سياسة الوافد الجديد إلى رئاسة الجزائر، يشدد صبري على أن “المغرب مستمر في مد يده إلى الجزائر من أجل مستقبل واعد، ترى هل من متفهم”.