2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يتشدد الخناق القضائي الإسباني على جبهة البوليساريو وقياداتها بعد افتضاح أمر زعيمها إبراهيم غالي، عقب دخوله التراب الإسباني متخفيا باسم مستعار، وهو ما عمق التوتر بين المغرب وجارته الشمالية.
فبعد أن أجل قاضي التحقيق بمدريد الاستماع لإبراهيم غالي إلى غاية يوم الجمعة المقبل، بدعوى تدهور صحته ودخوله للعناية المركزة، بعدما كان من المرتقب أن يتم الاستماع إليه اليوم الأربعاء حول الشكايات المرفوعة ضده والمتعلقة أساسا بـ”التعذيب” و”الاغتصاب” و”الإبادة الجماعية” و”الاختطاف”، جاء الدور على قيادات الصف الأول لجبهة البوليساريو، حسب ما كشفت عنه صحيفة “لاراثون” الاسبانية.
ويتعلق الأمر بشقيق مؤسس الجبهة، الذي استدعاه القضاء الإسباني، وفق الصحيفة نفسها، إلى جانب غالي ومجموعة من رفاقه، ونتحدث هنا عن البشير المصطفى السيد، المتهم من طرف الكثير من الضحايا بالتعذيب والقتل في حقبة الثمانينات ونهاية السبعينات، وهو نفسه مستشار غالي وذراعه الأيمن، والذي استقبله، قبل مدة وجيزة، الرئيس الموريتاني، حاملا له رسالة من غالي، ما خلف موجة استياءً لدى الموريتانيين الذين عذبوا على يديه، كما أغضب هذا الاستقبال المغرب.
إلى جانب البشير المصطفى السيد، استدعى القضاء الإسباني، حسب “لاراثون” الإسبانية، كلا من: سيد احمد البطل، الذي يعتبر من أكبر الجلادين بالمخيمات، ومتهم كذلك بتعذيب الكثير من الضحايا، يشغل حاليا منصب منصب ما يسمى “وزير التجهيز”، حسب ما أكدته المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين”.
كما وجه القضاء الإسباني، دعوى مماثلة إلى محمد الخاليل، المعروف بـ”صاحب الاستعلامات” بجبهة البوليساريو، أو “رئيس قسم الاستعلامات بما يسمى “وزارة الداخلية” بالمخيمات، إضافة إلى استدعاء السالك عبد الصمد المكنى بـ”بولسان”، وأكدت نفس المعطيات المتوافرة لـ”آشكاين”، أنه “يشغل حاليا منصب سفير للبوليساريو بكوبا، أو ما يسمونه “سفير فوق العادة”، وكان يشغل فيما مضى منصب “الأمين العام لوزارة الإعلام”.
هذه الاستدعاءات المتتالية بتهم “التعذيب والاختطاف” التي وجهت بالتساوي لهاته القيادات البارزة في جبهة البوليساريو، تؤكد على أن إسبانيا تتجه لتضييق الخناق على الجبهة في أراضيها، فرغم عدم وجود هؤلاء المستدعين فوق ترابها حاليا، إلا أنهم سيصبحون على لائحة المطلوبين للعدالة الإسبانية فور ولوجه لأراضي الجارة الشمالية، كما هو الحال لغالي الذي حتى وإن تأجل الاستماع إليه، فـ”لن يغادر إسبانيا إلا بعد التحقيق معه”، كما أكدت ذالك صحيفة “لاراثثون” في المقال الذي أشرنا له آنفا.
جدير بالذكر، أن إسبانيا غيرت لهجتها في ما يتعلق بملف زعيم جبهة البوليساريو المريض، إبراهيم غالي، مبدية استعدادها التخلي عنه مقابل الحفاظ على علاقاتها مع المغرب الذي اعتبرته “شريكها”، والتي وصفتها (العلاقات) بأنها “استثنائية” ضمن باقي علاقاتها مع جيرانها.
وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، خلال مؤتمر صحفي لها اليوم الثلاثاء 4 ماي الجاري، على أن “ما تهتم به حكومة إسبانيا هو الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع جيرانها والحفاظ على علاقات استثنائية مع جارنا وشريكنا المغرب”.
وأبدت إسبانيا تخليها بشكل غير مباشر عن زعيم جبهة البوليساريو، مُلمَّحَة بتركه يواجه القضاء لوحده دون تدخل حكومتها في الملف، إذ شددت وزيرة الخارجية الإسبانية في المؤتمر نفسه، على أن “العدالة ستفعل ما يتعين عليها القيام به وستحترمها الحكومة الإسبانية احتراما كاملا”، متداركة صورتها التي كاد غالي أن يهشمها بالقول: إنها قررت هذا السلوك “لأنه لا يمكن أن تكون بخلاف ذلك في بلد ديمقراطي” وتقصد إسبانيا .
يأتي ذلك بعد أيام من اللهجة التصعيدية التي تحدث بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، عن هذا الملف حين ساءها: إن كانت إسبانيا مستعدة للتضحية بعلاقاتها الطويلة والاستراتيجية مع المغرب من أجل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي؟”.
وكانت صحيفة لاراثون الإسبانية، قد كشفت، اليوم الثلاثاء، أن قاضي التحقيق بمدينة مدريد أجَّل الاستماع لإبراهيم غالي إلى غاية يوم الجمعة المقبل، بعدما كان من المرتقب أن يتم الاستماع إليه يوم غد الأربعاء حول الشكايات المرفوعة ضده والمتعلقة أساسا بـ”التعذيب” و”الاغتصاب” و”الإبادة الجماعية” وا”لاختطاف”.
وكان قاضي التحقيق سانتياكو بيدراص كوميز، قد وجه استدعاء لزعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، المتواجد في هذه اللحظة بمستشفي سان بيردو باسبانيا، من أجل المثول أمامه يوم 05 ماي 2021 الجاري، والاستماع إليه حول الشكايات التي قدمها مجموعة المواطنين الصحراويين المغاربة ضده.
وتأتي هذه التطورات بعد أن خرج عدد من ضحايا زعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، بوجه مكشوف للإعلام فور علهم بدخوله للتراب الإسباني، يطالبون من إسبانيا إنصافهم باعتقال غالي وتسليمه للعدالة.
أحمد الهيبة صمداني -آشكاين